أضحى الاهتمام بالحدائق المنزلية من جملة اهتمامات سيدات المنازل في "حوران"، فلا يكاد بيت من بيوتها يخلو من حديقة منزلية تعبر عن حس عال وذوق رفيع امتزجت فيه روح كل ربة بيت بتربة الأرض لتحيي واحة جمال.
السيدة "مها القيسي" ربة منزل من مدينة "درعا" مهتمة بحديقة منزلها التقاها فريق (eDaraa) خلال زيارته إلى بيتها في 3/5/ 2008حيث يكتنف اخضرار النبت وجمال الزهر زرقة أحجار بيتها البازلتية لتحدثنا عن أهمية الحديقة فقالت: ما أجمله من صباح أن ننهض باكراً لنطل على حديقة غناء نمتع النظر والقلب، نستبشر خيراً كلما داعبت وجنتينا نسائم عليلة محملة بعبير الزهر والورد والياسمين. حيث إنني ألمس الحياة والأمل في كل زهرة، فقد صارت حديقة منزلي تستحوذ على الحيز الأكبر من وقتي وعملي اليومي، فمع إشراقه كل صباح أتجول في أرجاء حديقتي المنزلية وأنا أشعر بغاية السعادة والفرح يملأ روحي، لأقدم العناية اللازمة من السقاية وإزالة الأعشاب الضارة التي تنمو بين الأصناف المزروعة وعمل أحواض حول بعض الأشجار.
*ما أهم المزروعات في حديقتك...؟
** بالنسبة للزهور أزرع الياسمين البلدي وورد الجوري والعطري وزهرة اللحلحة وهي صنف شامي وشوكة آدم إضافة لزهرة المجنونة.
أما الأشجار فهي الرمان والتين والأكيدنيا والتوت الشامي إضافة لعرائش العنب وشجرة الزيتون. وهذه الأنواع من الزهور والأشجار موجودة في أغلب الحدائق المنزلية في "حوران". وللحديقة أهمية كبيرة في كل منزل فعدا أنها تضفي منظراً جمالياً يبعث على الراحة النفسية، لها أهمية اقتصادية حيث يتم توفير بعض الأنواع من الخضار بدلاً من شرائها من خلال قيام الكثير من سيدات البيوت بزراعة أثلام من البندورة والباذنجان وغيرها.. وهذا يوفر عناء الذهاب إلى السوق.
كذلك التقى (eDaraa) السيدة "لورا" وهي مهندسة معلوماتية، إذ لم يثنها عملها خارج المنزل عن إيلاء وقتها لحديقة منزلها قدر المستطاع فتقول في ذلك:
أجد راحة كبيرة في حديقتي وأرى أنه من الضروري جداً أن تعمل كل عائلة على إيجاد حديقة منزلية تشكل بانوراما تجمع بين مختلف الأشكال والأنواع من زهر ونبات، يدخل بعضها في عداد الصيدلية المنزلية أقصد النباتات الطبية، مثل نبتة "المليسة" ذات المفعول القوي للتخلص من آلام وتشنجات المعدة وهناك أيضاً "الميرمية والبابونج والنعناع" وأعتقد أن كل حديقة تعكس الذوق الجمالي للرجل والمرأة على حد سواء.
وفي أحد البيوت التقينا الشاب "أنس موسى" الذي يولي حديقته المنزلية عناية خاصة فقال لنا:
لم تكن العناية بالحدائق في يوم من الأيام من اختصاص المرأة فحسب، فهي مسؤولية العائلة كلها وأنا بدوري وبعد عودتي من عملي أقضي الكثير من الوقت في حديقتي لأريح نفسي وأعتني بها مع الاستعانة في بعض الأيام بخبير زراعي في تنظيم الحدائق وتقليم الأشجار.
لمس (eDaraa) من خلال زيارته لبعض البيوت أن إضفاء المنظر الجمالي كان الباعث الأول على الاهتمام بالحدائق ومن ثم تأمين حاجة منزلية ناهيك عن الدور الذي تلعبه الحدائق في عكس صورة حضارية جمالية عن البلد.