في منتصف الطريق الواصل بين مدينتي إدلب وسلقين وعلى بعد 15كم غربي إدلب تقع قرية الشيخ يوسف على مقربة من الطريق حيث تتسلق سفح الجبل ممتدة نحو أعاليه ولتطل من ذلك الموقع على جزء كبير من أراضي سهل الروج الذي تكسوه الخضرة طيلة أيام السنة.

حيث تنتشر البيوت السكنية التي لا يخلو بيت فيها من الحديقة والخضرة نحو قمة الجبل بمنظر رائع وليقوم سكانها بتحويل صخرها الأجرد إلى أرض للبناء والزراعة فيمتزج فيها الصخر بالخضرة والأشجار في منظر بديع يؤكد عمق الرابطة بين الإنسان وهذه الأرض المعطاءة ولتغدو القرية بأكملها أشبه بالمزرعة ولتقول لمن يقف متعجباً من هذا الواقع أن لا مستحيل أمام الإرادة والتصميم والعمل المخلص.

وقد أخذت قرية الشيخ يوسف اسمها من اسم الشيخ يوسف الروجي الكبير الرفاعي والذي لا يزال قبره موجوداً في مغارة بأعلى القرية وهو اليوم مزار يقصده الناس من كل الأصقاع حيث أنه لا يعرف بالضبط تاريخ هذه القرية إلا أنه يوجد على مدخل المزار كتابة وتاريخ يشير إلى العام 352 ولكن دون تحديد إن كان هجرياً أو ميلادياً كما أن أي من الباحثين لم يقم بتحديد عمر هذه الكتابة وصحتها في حين يؤكد البعض أن عمر القرية لا يتجاوز المئة عام حيث لا يوجد فيها معالم أثرية واضحة تدل على أنها سكنت منذ القديم.

وقد كانت الشيخ يوسف في العام 2005 على موعد مع حدث مميز باختيارها قرية صديقة للطفولة من قبل منظمة اليونيسيف وتم تكريمها من قبل السيد وزير الإدارة المحلية ومنذ ذلك التاريخ وهي تسابق الزمن للحفاظ على ذلك الاسم الذي نالته عن جدارة بفضل عملها المتميز والذي عبر عنه خلف الخلف رئيس مجلس القرية لموقع ( eIdleb) بالقول: "إن المعيار الذي تم اعتماده كان مدى قيام البلدية بتنفيذ مشاريع لها علاقة بالطفولة كرياض الأطفال والحدائق والمشاريع التي تهتم بصحة الإنسان وكذلك تلك التي ترتقي بالواقع البيئي والنظافة العامة على مستوى البلدية وضرورة أن يكون التنفيذ بشكل منتظم وجيد" وأن أضاف أن من تلك المشاريع التي نفذتها البلدية كان إحداث روضة للأطفال في الشيخ يوسف وتنفيذ مشروع للصرف الصحي مع الاهتمام بالنظافة والبيئة المحيطة.

أما عن واقع القرية فيقول السيد خلف أن عدد سكانها المقيمين فيها يزيد عن 4500 نسمة وهي تشتهر بزراعة الأشجار المثمرة وأهمها الزيتون وكذلك زراعة كافة أنواع المحاصيل والخضراوات بناؤها في معظمه حديث باستثناء بعض البيوت القديمة بطرازها المعماري القديم وطرقاتها جبلية ضيقة وتمتاز بهوائها العليل, ويعد مزار الشيخ يوسف أهم معالم القرية حيث يقصده العشرات يومياً من مختلف المناطق للتبرك وقضاء النذور مما جعلها مقصداً سياحياً هاماً يمكن استثماره ببعض المشاريع السياحية الهامة.

قبر الشيخ يوسف