في وادي النضارة في منتصف الطريق بين حمص و طرطوس، تركن مشتى عازار الجميلة منتصفة المسافة بين محافظة حمص حيث تبعد عنها حوالي (55) كم ومثلها عن محافظة طرطوس، مرتفغة عن سطح البحر حوالي (500) متر وتتدرج بالارتفاع نظراً لموقعها الجغرافي.
التاريخ عن مشتى عازار يقول الكثير عن قرية ليست قديمة جداً، لكنها رغم ذلك تحمل مخزوناً وإرثاً حضارياً مشرفاً. المؤرخ الحمصي (نعيم زهراوي) يقول لنا عن القرية" مشتى عازار تعرضت للزلازل التي ضربت أوغاريت وبيروت واللاذقية وطرابلس في العصور ما قبل الميلادية والميلادية الأولى عام /540 /م الأمر الذي أدى إلى اندثار البلدة القديمة . أما مشتى عازار اليوم فلا تعود إلى أكثر من / 500/عام، وأول العائلات التي هاجرت لها أتت من حوران ومن ثم من لبنان، تعتبر مشتى عازار بلدة حمصية مسيحية، و تحوي ثلاثة طوائف هي: الروم الأرثوذكس البيزنطيين، الروم الكاثوليك الملكيين، الإنجيليين البروتستانت".
ومن أهم معالم القرية المسيحية وجود كنيسة السيدة العذراء كنيسة للروم الأرثوذكس, على اسم السيدة العذراء, حيث بدأ العمل ببنائها حوالي العام /1996/م، والآن يتم بناء صالة للكنيسة للاحتفالات والأحزان وللمخيمات الشبيبة المسيحية من مختلف أرجاء سورية و خارجها, كما يتم العمل اليوم على بناء الحديقة المحيطة بالكنيسة و الصالة.
تتميز مشتى عازار بكرنفالها السنوي الذي يقام بتاريخ /13/آب ويسمى كرنفال عيد السيدة نسبة إلى السيدة العذراء، هذا الكرنفال الذي يستقطب سواح عرب وأجانب ومن مختلف الطوائف والأديان، السيد ميشيل حنا أحد أبناء مشتى عازار أخبرنا عن كرنفالها الشيء الكثير المثير، يقول ميشيل" في مشتى عازار كرنفال كبير يحتفل به في عيد السيدة، لكنه أخذ أوج مجده بعد أن أدرج وادي النضارة ضمن فعاليات مهرجان القلعة والوادي، فكان للمشتى نصيبه من المهرجان، حيث تتم تغطية كرنفال المشتى. فأصبحت ترى حشود أكبر وفرحة اكبر، الجميع يرتدي ملابس مميزة وتنكرية، يم تزيين الأحياء والشوارع حتى السيارات".
السكان في مشتى عازار يتسمون بالطيبة التي أسبغتها عليهم الطبيعة بكل جوانبها الجميلة، وتتميز القرية بارتفاع نسبة المتعلمين بها وبتواجد أعداد كبيرة من الأطباء والمهندسين والمحامين وكافة الاختصاصات الجامعية .
تعتبر مشتى عازار قرية سياحية بامتياز، ففيها كل مقومات السياحة من جبال ووديان وطبيعة خلابة، والنهر الذي يعبر القرية يضفي المزيد من الروح على القرية حيث يقضي المستجمون على ضفافه رحلاتهم. تشتهر القرية بزراعة أشجار الزيتون التي تعطي زيتاً مميزاً تشهد له القرى المجاورة. ويأتي المناخ ليقوم بدوره، حيث يعتبر مناخ البلدة معتدل صيفاً وقد يتخلله أيام ممطرة وباردة، وفي الشتاء شديد البرودة قد يشهد ثلوجاً تزيد الطبيعة جمالاً.
هذه هي مشتى عازار التي تنتظر زوارها ليتأكدوا من جمالها ..ويستمتعوا بطبيعتها الرائعة.