هو واحد من الشباب الذين لا يتوقفون عن الحلم، إنه زياد القاضي في الخامسة والعشرين من عمره، ومن يحادثه لن يظن نفسه يتحدث إلى شاب، لولا ما يبديه من طاقة ورغبة في إثبات الوجود وفق فكر يحمل الكثير من الثقافة وقليلاً من الهدوء.
شاعر وكاتب مسرحي، وهو أيضاً مهتم بالمقالات الفكرية ويبحث دوماً عن مكان يلائم كتاباته لينشرها فيه، ولكن الحديث معه تمحور كثيراً في مجال الشعر، ربما كان هو الهاجس أو حتى هو الطابع الذي يميز نشاطه.
وعن توجهه الأدبي قال: "إن كل إنسان يملك ميزة ما، قد لا يعرف ما هي، لكن بالنسبة لي فأنا هكذا منذ بدأت البحث عن نفسي فوجدت القلم من ناحية كتابة بعض الخواطر، أو ما يمكن أن نسميها مقالات صغيرة، بعدها بدأت بكتابة الشعر وكنت في البداية ولفترة طويلة أنظر له على أنه "خربشات"، إلى أن رآه أكثر من شخص مختص وكانوا يثنون عليه على اعتباره يحمل شيئاً مميزاً وجدوا فيه بعض الأشياء الجديدة من ناحية بناء النص مثلاً، فأنا أكتبه غالباً خارج إطاره الطبيعي كمادة شعرية، وبذات الوقت كان هناك تساؤل أهو ضعف؟ أم ماذا؟.
أنا لم أكن أنظر إلى ذلك على هذا الأساس فكنت قادر على كتابة الشعر الموزون ولكني فضلت أن أقدم شيئاً قريباً من الإحساس، بغض النظر عن الوزن وهناك دائماً قول أعود إليه في مثل هذه المواقف هو "لماذا نقيس الشعر كما لو أنه أنابيب معدنية"، وأنا متأثر بهذا القول إلى حد بعيد.
أما عن نتاجه السابق في مجال الشعر فقال: "لقد طبعت مجموعة شعرية بعنوان "بوح القلم" مؤلفة من تسع عشر قصيدة، القصائد فيها تتميز بالبساطة إلى حد ما، وأنا أرى أنها لاقت نجاحاً أكثر مما كنت أتوقعه.
شاركت في عدد من الأمسيات منها أمسية في المركز الثقافي، وأخرى في الجامعة.
لقد مضى على تلك المجموعة قرابة السنة وأنا الآن أتحضر لنشر مجموعتي الثانية، وهي مختلفة عن المجموعة الأولى، فالصور أكثر كثافة، أنا أقرب فيها إلى الرمزية أسعى بكل تأكيد نحو الأفضل، وأتمنى أن تكون مجموعتي الجديدة خطوة في ذلك الطريق.
وعن الجمهور الذي يوجه شعره له فيقول: "جمهوري هو الإنسان الذي يرغب بأن يمتلك إحساساً، لقد لمست ذلك في الأمسيات التي ألقى فيها شعري، كنت أوجه الدعوة لأصدقائي فيفاجئني الحضور بأنه أكبر من ذلك بكثير، وأعتقد أن نجاحي سببه طبيعة المادة التي أقدمها، فهي قريبة من الناس وبذات الوقت قليلة الوجود على الألسن.
ويتابع زياد حديثه: "أنا أحب التميز إن كان ذلك سلباً أو إيجاباً، ولكن بطبيعة الحال أحب أكثر أن أكون مميزاً إيجاباً، على أي حال أعتقد أن طريقة تفكيري تناسب لاعب كرة القدم، كما أنه لا يناسبني أن أكون لاعباً أيضاً، القصة هي أنني غير مقتنع أن لاعب الكرة سيقدم شيئاً أكثر مما يقدمه لسنوات محدودة في أرض الملعب".
وفي نهاية الحديث كان لابد من معرفة مصدر ثقافته والكتب التي يقرأها فأجاب: "في البداية لا بأس أن يقرأ الإنسان أي شيء هكذا بدأت، قرأت فلسفة وتاريخ، وقرأت أيضاً الأساطير السورية وأدب ولكن ليس كثيراً بحيث بت أهتم بالفكر التحليلي أكثر."
ونقتطف في نهاية الحديث بعضاً من قصيدة بعنوان "صباح الخير" مكتوبة باللهجة العامة:
بصوتك ارسملي صبح
بعدو الكرز غفيان
وبأزرق حروفك مد السما
ولعصافيرها لوّن الألحان
وخلي بسمتك تدق الباب
الدرب بعدا ببيتا
ما بتعرف العنوان
تايروح هاك الصبحي
الصاحي من قبل الحلم
ع هاك البستان
ويقطف حبة كرز ملوني بصبح الخير