جاءت مداخلات الجلسة الثانية من مؤتمر حماة التاريخ والحضارة غنية وقيمة بدأها الدكتور عباس صباغ أستاذ التاريخ الحديث في جامعة دمشق بإلقاء الضوء على خزفيات حماة في العصر العثماني قائلاً:
" أن معظم الخزفيات في ذاك الوقت كانت من الطين بأساليب عديدة منها الأسلوب الصيني والعثماني بالخزف مع عدم إغفال الروح الإيرانية في بعض الخزفيات الحموية. وتتوزع الآن الخزفيات في حماة بين قصر العظم والجامع الكبير والمتحف الوطني الذي يضم أواني من العصر العثماني". في حين أجرت الآنسة (لمى دقاق) مدرّسة في جامعة حلب بحثا حول النقود الإغريقية في أفاميا وقالت: " إن أغلب النقوشات على النقود اليونانية في حماة كانت ترمز للحيوانات مثل (الفيل والفرس والأحصنة) على وجه العملة وعلى الوجه الآخر الملك الحاكم في عصره.وأضافت أن النقود تكشف أهم الأحداث التاريخية والسياسية والاقتصادية في حماة. مشيرة إلى أن أهم العملات في تلك الفترة كانت الدراخما والترادرخما."
كما أشار الدكتور (أجفان الصغير) في بحثه إلى موضوع العمارة الخارجية في حماة في العصر الوسيط وخصوصا في أفاميا والتي كانت من أهمها القلاع التي استعملت كمحطات تجارية ومحطات بريد للدولة ثم مستودعات للأغذية.
وتناول الباحث (محمد قيطاز) من هذه القلاع قلعة حماة القديمة وأهميتها بالنسبة للمدينة كما بحث في أسوار حماة الذي يعود أقدمها إلى عام (474) ميلادي وأبوابها التي بلغت التسعة مثل باب القبلي وباب حمص. كما قدم الأستاذ (نديم خوري) بحثا تفصيليا حول عمليات التنقيب في أفاميا والتي بدأت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر من خلال بعثة إيطالية وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر جاءت بعثة بلجيكية اكتشفت العديد من الأبراج والحمامات في جوانب الشارع الرئيسي في أفاميا. أما أحدث التنقيبات فقال الأستاذ خوري "أنها بعثة بلجيكية عام (2000)م وبحثت في قناة العاشق الشهيرة. كما اكتشف العديد من المدافن والقبور الفردية في مدينة أفاميا التي تبعد عن حماة (60) كم".
وكان ختام هذه الجلسة مع الدكتور (عبد الرحمن البيطار) أستاذ التاريخ في جامعة دمشق حيث قام ببحث حول حمص وحماة والتاريخ المشترك والآثار المتشابهة بينهما.حيث ذكر: "لا يوجد في التاريخ مدينتين متشابهتين مثل حمص وحماة فإذا أخرجنا اسم حماة من التاريخ ووضعنا حمص فلن يتغير شيئا. المعالم الأثرية والجوامع تحمل أسماء متشابهة والآثار العمرانية في المدينتين وكان للعاصي دور بالغ الأهمية في الترابط الاجتماعي بين الحماصنة والحموية والعاصي نفسه كان محط خلاف كبير عندما اتهم الحمويون الحماصنة أنهم يساهموا في اتساخه قبل وصوله إلى حماة ومن هنا قامت العديد من النكات على ذلك. أضف إلى ذلك أن بعض الشعراء ساهموا في هذا الصراع والتنافس الأخوي. وبذلك اختتمت أعمال اليوم الأول من فعاليات المؤتمر التاريخي حول حماة.
موقع eHama التقى الباحث والأديب الحموي(محمد حمشو) وسألناه عن انطباعه حول الخلاف الحمصي الحموي والتآخي بينهما فقال:" مابين حمص وحماة لا مثيل له بين بقية المحافظات فهم من الحب والحميمية والظرف واللطف والتواصل والقرابة والتزاوج والتشابه في التقاليد الموروثة في إحداث التاريخ ومسيرة الزمن والحروب والقصص الشعبية والأعياد حتى في الأكلات كل ذلك يجعل من هاتين المحافظتين أسرة واحدة فهما يشربان من العاصي ويأكلان من خيراته ويجسد كل ما ذكر اللهفة والحميمية حين يلتقي ابن حمص وابن حماة في الغربة".