قدمت على مسرح يسيان ضمن أيام الفرنكوفونية في حلب مسرحية البهلوان وهي من تأليف: جان جونيه، ومن إخراج: جان بول شينتو، أما أبطال المسرحية فهم شخصان فقط العازفة والشاعر، فالممثلان هم: جان بول شينتو ترافقه على آلة الفيولونسيل ماري بلانش سولانو.
يشكل نص جونيه رسالة على شكل تصريح غرامي، ويعبر بصوت عال عن أسرار الإبداع الفني، كما يشكل تأكيداً شبه صوفي على الطريق المنعزل الذي يسلكه الفنان لإتمام عمله، كما هو تكريم للسيرك ولفن المسرح والآلية المتعلقة به.
نجد كل ذلك في هذه المسرحية وكأنها حوار بين المعلم والتلميذ يشرح فيه المعلم لكنه لا يعلّم بشكل مباشر بل يدب الحماس في قلب تلميذه.
البهلوان هنا تمثله عازفة الفيولونسيل، التي تلعب على الأوتار كما يرقص البهلوان على حباله، فتهتز الموسيقا من وقع كلمات الشاعر، وتثير الكلمات الأنغام، إن البهلوان يمثل قرين الشاعر، فهو مثله يلعب مع الموت وهو يرقص على حبله ...
ونشير إلى أن كاتب المسرحية توفي من عشر سنوات، وكان موهوبا بالفطرة، فلم يدخل المدارس بسبب حياته البائسة، وإنما ظهرت موهبته فكتب ما كتب.
ونشير على أن ديكور المسرحية كان بسيطاً بساطة حياة كاتبها، فكان الديكور منسجماً مع الفكرة التي طرحتها المسرحية في أن الحياة الإنسانية كهذا البهلوان الذي يمشي على الحبل ففي أي لحظة يمكن أن يسقط، بيد هذه النظرة السلبية ترفضها المسرحية لتذهب إلى التعبير أن المجازفة قد تكون سبب النجاة فعليك أن تجازف كي تتجنب الخطر، هذه الفكرة الفنية التي تطرحها هذه المسرحية، وكان الصوت والضوء والديكور عناصر ساعدت في إنجاح هذا العمل الفني.