في زاوية دافئة تنبعث منها روائح العطر والهدوء، اختارت "علا قازان" أن تترجم حبها للجمال إلى مشروع صغير يحمل اسم "همس الملائكة". لم يكن المشروع مجرد صناعة شموع عادية، بل هو محاولة لخلق لحظات من السكينة والإلهام تمتزج فيها الألوان بالعطور لتمنح كل شمعة روحاً خاصة تروي حكاية.

فكرة من لهب شمعة

بداية فكرة المشروع كانت في لحظة تأمل لِلَهيب شمعة مشتعلة، كما تحدثت "علا" عن البداية قائلة:

بدأت رحلتي من شغف حقيقي بالجمال والنور، واخترت "الشمعة" لأنها رمز لكل ما أؤمن به، ووقع اختياري على مشروع تعلم صناعة الشموع في لحظة كنت أتأمل فيها شمعة مشتعلة وأطلب من الله وملائكتي الحارسة المساعدة للارتقاء بروحي، في تلك اللحظة فكرت في تعلم صناعة الشموع، ومن هنا تحول فضول تعلم صناعة الشموع إلى مشروع حقيقي قائم وناجح

«بدأت رحلتي من شغف حقيقي بالجمال والنور، واخترت "الشمعة" لأنها رمز لكل ما أؤمن به، ووقع اختياري على مشروع تعلم صناعة الشموع في لحظة كنت أتأمل فيها شمعة مشتعلة وأطلب من الله وملائكتي الحارسة المساعدة للارتقاء بروحي، في تلك اللحظة فكرت في تعلم صناعة الشموع، ومن هنا تحول فضول تعلم صناعة الشموع إلى مشروع حقيقي قائم وناجح».

تشكيلات شمع

إلى الشمعة النهائية

من أعمالها

كما جميع أنواع الصناعات، فإن صناعة الشموع تتطلب مواد خاصة لتظهر الشمعة بشكلها النهائي المميز، تتابع "علا" حديثها لمدونة وطن عن هذه المواد:

«أستخدم العديد من المواد عند صناعة الشمع، لكن أهمها الشمع الخام بأنواعه: البارافين، والعسل، والجل، إضافة إلى الألوان الشمعية الخاصة لتعطي الشمعة لونها المميز، كما أستخدم القوالب التي تعطي الشمعة الشكل المطلوب كقوالب السيليكون والأكريليك، ولإضفاء رائحة زكية عند اشتعال الشمع أضيف الزيوت العطرية الخاصة بالشموع، وفي بعض المرات أستعين بالورود الطبيعية المجففة».

من أعمالها

ولتصل الشمعة إلى شكلها النهائي فهي تمرّ بالعديد من المراحل، تبدأ بالفكرة وتنتهي بالتغليف،تضيف "علا":

«أقوم بتحديد شكل الشمعة، ومن ثم تجهيز القالب الذي يساعد في إعطاء شكلها المناسب،وبعد تأمين المواد التي تتكون منها الشمعة أقوم بتجهيز الفتيل. في الخطوة التالية أذيب الشمع الخام وأضيف إليه اللون والزيت العطري، ثم أسكب الخليط الشمعي بالقالب أو أقوم بتشكيله بشكل حر دون قوالب.

وتتابع حديثها .. بالنسبة إلى اللون والرائحة فتكون حسب رغبة الزبون، وفي بعض الأحيان أقوم بتصميم أشكال شموع وألوان وروائح متنوعة وأعرضها للناس، وبعد أن تأخذ الشمعة شكلها النهائي أضيف لها الإكسسوارات وأغلفها بطريقة مميزة، أو أضعها ضمن علب بتشكيل يناسب شكل الشمعة، وأسلمها للزبون أو أعرضها للبيع سواء في بازار أو على صفحتي».

من الفيسبوك إلى المعارض

يحقق المشروع النجاح عندما يتم التسويق له بشكل جيد بحيث يصل إلى الكثير من الناس، تتحدث "علا" عن رحلة تسويق الشموع:

«كانت بداية تسويق المشروع عن طريق صفحتي الشخصية على الفيس بوك، فقد كنت أعرض ما أصنعه ويلاقي الاستحسان والإعجاب، وبعد أن تحولت الهواية إلى مشروع صغير لم أتخلَّ عن صفحتي الشخصية، بل أنشأت صفحة عامة ليحقق الوصول إلى أكبر عدد من الناس، بالإضافة إلى ذلك كنت أشارك بالمعارض التي تقام في محافظتي، ومؤخراً انضممت لفريق "حكايا سورية" عن طريق مركز "إدراك"، الذين يساعدونني على تطوير المشروع وتسويقه بشكل أفضل، إضافة إلى تنظيم المعارض التي نعرض فيها أنا وزملائي منتجاتنا».

اسم بروح رسالة

يُعتبر اختيار اسم المشروع من أهم الخطوات في انطلاق المشروع والتسويق له وعن اختيار الاسم تحدثت "علا":

«في اللحظة التي كنت أراقب فيها اشتعال الشمعة، وبالوقت الذي قررت فيه تعلم صناعة الشموع، قررت تسمية المشروع "همس الملائكة" لأني شعرت بأنها رسالة من الملائكة وبأنها همست لروحي لأسلك هذا الطريق، وتوضح: في الحقيقة إن "همس الملائكة" ليس مجرد مشروع شموع، بل هو مشروع إيصال نور، وكل شمعة أقدمها لتكون نوراً لمن يُهديها، دفئاً لمن يُشعلها، وحضوراً أنيقاً في أي مكان توضع فيه، وأعتبرها محاولة لجعل الضوء ملموساً».

تجربة إرادة وإلهام

لم تتوقف "علا" عند صناعة الشموع لتنشر النور، بل أصبحت نوراً لكل سالك طريق تعلم صناعة الشموع، فلم تبخل على من طلب تعلم هذه المهنة. وعن شخصيتها وأسلوبها تحدثت "ابتسام مسلم"، التي لم تكتفِ بمتابعة أعمال "علا" فقط، بل تعلمت أساسيات صناعة الشموع منها تقول ابتسام:

«تمثل "علا" الإرادة وتتميز بإتقانها لعملها، فهي تعمل بشغف وحب وتعطي كل إحساسها للقطعة التي بين يديها، كفنان يرسم لوحة أو كشاعر يكتب قصيدة يعبر فيها عن مكنوناته. أتابع أعمالها بشكل مستمر فهي لا تتوقف عند حد، بل دائمة السعي والبحث عن كل ما هو جديد في مجال صناعة الشموع، ودائمة التجديد في التشكيلات التي تقدمها.

وتضيف قائلة: تلاحظ إتقان عملها عندما تشتري شمعة خالية من الشوائب والزوائد. أما عن تدريبها لصناعة الشموع فقد كانت المدربة المعطاءة التي لم تبخل علينا بأي معلومة بإمكانها أن تساعدنا على تطوير عملنا، كما لم توافق على صناعة شمعة بها عيب واحد بالرغم من أنه تدريب، فقد عدّلت العديد من الشموع التي صنعتها المتدربات لأن الشمعة كانت تحوي على فقاعات، لذا أقول: "علا" فتاة تمثل الإرادة والتحدي والطموح والعطاء».