أحب كرة القدم مبكراً وأراد أن يلعب الكرة كمهاجم يحرز الأهداف لكن مدربه "النجار" بوقتها نصحه بمركز حراسة المرمى واصطحبه لنادي "الاتحاد" وطلب الاهتمام فيه وتقوية مهارته كحارس ناشئ متوقعاً له مستقبلاً ناصعاً في هذا المركز ومع مضي الوقت والخبرة التي اكتسبها من المباريات العديدة التي لعبها أصبح الكابتن "خالد عثمان" واحداً من أهم حراس مرمى كرة القدم في ناديه وفي الدوري السوري والمنتخب الوطني الأول، وغدا محط أنظار الكثير من المدربين المحلين والعرب احترف مرتين بالدوري السعودي مع نادي "ضمك" و"قلوة" وكالعادة كان نجماً متألقاً

مسيرة متميزة

موقع مدونة وطن eSyria التقى الحارس الدولي "خالد الحجي عثمان" خلال تواجده في أكاديمية الأهلي للبراعم.

وسرد لنا قصة حياته وتعلقه بحب الكرة فقال: ولدت في عام 1987 في "حي القاطرجي" الشعبي، ومع سنوات عمري الأولى لعبت الكرة بشغف مع أولاد الحي، وقبل أن أكمل السنوات الخمس من عمري انتقل سكننا "لحي الحمدانية"، ونلت في المرحلة الإعدادية مع زملائي بطولة "مدرسة ابن البيطار" وشاركت وقتها كلاعب وحارس مرمى، وفي تلك البطولة شاهدني مدرس التربية الرياضية "محمود نجار" ونصحني بأن العب حارس مرمى حصراً، وبمساعيه وجهوده أرشدني لألعب لصغار نادي "الاتحاد" وكذلك لعب الكابتن "عبادة السيد" دوراً مهماً في تشجيعي على الالتحاق بنادي "الاتحاد" وفي النادي شاهدني المدرب "عمار أيوبي" وضمني لفريق الصغار ومن بعده لعبت بفريق الناشئين تحت إشراف الكابتن "عبد اللطيف مقرش" ونلنا معه بطولة الدوري الناشئين وترفعت لفريق الشباب ولعبت تحت قيادة المدربين "عمار أيوبي ومن بعده الكابتن "محمد جقلان".

"خالد الحجي عثمان" مع نادي "الاتحاد" وكابتن المنتخب الوطني للرجال.

ونظراً لكفاءة الكابتن "خالد" ومهارته وبزوغ نجمه كحارس مرمى واعد طلب منه الجهاز الفني الإنضمام والالتحاق بتدريبات فريق الرجال وتحضير ذاته للمرحلة القادمة رغم وجود حراس كبار بتلك الفترة أمثال الكباتن "محمود كركر وبسام الهندي وياسر جركس" وأتيحت له الفرصة للمشاركة ببعض مباريات موسم ٢٠٠٦، واكتملت سعادته بنيل الفريق في ذلك الموسم بطولة الدوري العام وكأس الجمهورية تحت قيادة الكابتن "ياسر السباعي" ودون أسمه في أرشيف صانعي تلك البطولتين معاً،

ويتابع الكابتن استرجاع ذكرياته قائلاً "أول موسم رسمي لعبت فيه كحارس مرمى أساسي لفريق "الاتحاد" كان في عام ٢٠٠٩، وبقيت في هذا المركز اثني عشر موسماً تخلله لعب موسمين خارج قواعد النادي واحد مع فريق "الجيش" وأخر مع فريق "الطليعة"، وعدت موسم ٢٠٢٠ ولعبت للنادي الأغلى على قلبي "الاتحاد".

كابتن "خالد" ومسيرة احتراف ناجحة بالدوري السعودي مع نادي "ضمك" و"قلوة".

شريط الذكريات

شهادات كروية من المدربين "أمين الآتي وبكري كنيفاتي. بحق الكابتن "خالد".

بسبب تميزه وسمعته ورفعت مستواه حصل على عقد احترافي موسم ٢٠١٨ مع نادي "ضمك" السعودي وحقق معه إنجاز الصعود لمصاف الدوري الممتاز، وعاد للدوري السعودي مرة أخرى موسم ٢٠١٩ مع نادي "قلوة" وكان مميزاً ومتألقاً، وبعد العودة من الاحتراف الخارجي أنضم لنادي "حطين" المحلي لنصف موسم وساهم معه في تخطي عقبة الهبوط والبقاء في الدوري الممتاز.

يسترجع الحارس الدولي "خالد عثمان" أهم وأحلى إنجازاته خلال مسيرته الطويلة التي قضاها في الملاعب ويقول :مثلت المنتخبات الوطنية بالتصفيات الآسيوية بأغلب الفئات العمرية للأشبال والناشئين والشباب والأولمبي، والأهم كان في مشاركتي بتصفيات كأس العالم عام ٢٠١١ مع الكابتن "نزار محروس"، وفي رصيدي عشر مباريات دولية للرجال تحت قيادة المدربين "فجر إبراهيم ونزار محروس والمدرب الالماني "شتانغه" الذي طلبني لمعسكر "النمسا"، وتابعت مشواري مع المدرب الروماني "تيتا فاليرو"،

وأخر مشاركتي الدولية كانت في المباراتين الأخيرتين من تصفيات كأس العالم الأخيرة، ومثلت منتخب الرجال خلال بطولة كأس العرب التي أقيمت في "قطر" عام ٢٠٢١، ولعبت واحدة من أجمل مباريات عمري عندما هزمنا منتخب تونس بتلك البطولة وحققنا انتصاراً له قيمته ووزنه على بطل إفريقيا، و بعدها لعبت مباراة كبيرة أخرى ودية أمام منتحب العراق وفيها تعادلنا من دون أهداف.

فيما أجمل مبارياتي مع نادي الأم "الاتحاد" والتي لا أنساها كانت في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي في موسم ٢٠١٠ عندما نلنا البطولة وهزمنا فريق "القادسية" في ملعبه أمام "خمسين ألفاً" من جماهيره وبركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لهدف وتصديت وقتها لركلة الجزاء الحاسمة التي منحتنا البطولة التي سددها لاعبنا الدولي السوري "فراس الخطيب" حيث كان يلعب لفريق "القادسية" بقيادة مدربنا الروماني "تيتا" ويتابع حديثه: كان لي الشرف بالمساهمة بنيل نادينا بطولة كأس الجمهورية مواسم 2007 و2011 وبطولة الدوري موسم 2006.

ويضيف: تعرضت موسم 2021 في ملعب السابع نيسان عند لقاء فريق الكرامة لحادث مؤلم عند اصطدام رأسي بركبة لاعب الكرامة "همام أبو سمرة" وعلى أثرها غبت عن الوعي وبالعناية الإلهية تم إنقاذ حياتي بمساعدة معالجي فريقي الأهلي والكرامة وبمتابعة العلاج تحت إشراف الطبيبين "أحمد كنجو وبسام الحايك"، وبعد فترة تماثلت للشفاء وعدت إلى المستوى وتمثيل نادي الاتحاد والمنتخب الوطني.

عطاء مستمر

المدرب الوطني المحترف في "بلجيكا" بكري "كنيفاتي" قال: أعرف الكابتن "خالد" تماماً فهو يملك شخصية مميزة ومناسبة لمركز حراسة المرمى من طول وجسد وتركيز عالي وهدوء وعدم تأثر من ضغط وعوامل الخارجية، قدم الكثير لكرة ناديه والمنتخب الوطني، تألق ببطولة كأس العرب وقدم مستويات مرتفعة، له تجارب ناجحة ولمرتين بالدوري السعودي، لديه الإمكانيات للاحتراف واللعب بأي دوري أوروبي. يعطي الاطمئنان والثقة لمدربه وزملائه والجمهور وينفذ تعليمات مدربه بدقه ويضيف: كان يستحق تمثيل المنتخب الوطني الأول لفترة أطول ، ومع ذلك أراهن على ثبات مستواه وقدرته على اللعب لخمس سنوات قادمة.

أما المدرب الوطني وحارس نادي "الاتحاد" السابق "أمين الآتي"قال: تابعت الكابتن خالد منذ بدايات لعبه بنادي "الاتحاد" بالفئات العمرية، حيث لفت الأنظار اليه ببنيته وطوله ومهاراته الفنية وكانت تدل على مواصفات وظهور حارس مرمى بارع، حتى وصوله لتمثيل فريق الرجال، ويتابع الاتي حديثه: خالد مواظب على حضور التمارين وتعب وكافح للوصول الى مبتغاه هو من الحراس المتميزين لعباً وخلقاً ومحبوب من قبل جميع زملائه اللاعبين، يملك قدرات فنية رائعة وصفاء ذهني وهدوء في الأعصاب لا يتأثر بضغط الجمهور دربته بمنتخب الشباب، وتمت دعوته مرات كثيرة لمنتخب الرجال ولم يحصل على فرصته الكاملة إلا مرة واحدة بكأس العرب وكان متألقاً في تلك البطولة، وبالمجل هو حارس خبير وواثق من نفسه وفي سجله بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وبطولة كأس الجمهورية والفوز التاريخي لمنتخبنا الوطني على تونس بهدفين ويمكن للكابتن خالد اللعب لعدة سنوات قادمة والاستفادة من خبرته ومسيرته الناجحة في الملاعب.

تم إجراء اللقاء والتصوير بتاريخ السابع من شهر تموز لعام ٢٠٢٣ بملعب أكاديمية الأهلي بمدينة "حلب" وبالاتصال مع الشهادات الكروية من "الدوحة" و"ألمانيا".