أحبت الرسم منذ الطفولة، اجتهدت وطورت أدواتها الفنية بالاطلاع الدائم والمثابرة، في محاولة منها لتكوين نمط فني خاص بها، وركزت في لوحاتها على الأنثى الرقيقة بجميع أدوارها وما تحمله من حكايات وتخبئ من أسرار.

موهبة طفوليّة

تتحدث التشكيلية "سهير رمضان" لـ"مدونة وطن" عن بدايات موهبتها الفنية التي بدأتها باكراً، وعن عن موهبتها ومشاركاتها تقول: «أحببت الرسم منذ الطفولة، وحَظيت رسوماتي في المدرسة بإعجاب المعلمين المختصين، فشجعوني على الاستمرار والمتابعة، ودفعتني الموهبة وعشق الرسم للدخول في مجال الفن التشكيلي رغم أنني لم أدرس في كلية الفنون الجميلة، وهكذا عملت على تطوير أدواتي باتباع دورات تدريبية لدى كبار الفنانين، وشاركت لأول مرة في معرض جماعي في مدينة "اللاذقية" في صالة الفنان التشكيلي "سموقان الأسعد"، ثم شاركت في معارض جمعية "شموع السلام" بالمركز الثقافي في "اللاذقية" وفي ثقافي "دمشق"».

ضم معرضي الفردي حوالي عشرين لوحة صغيرة ولوحة واحدة كبيرة الحجم بألوان الأكريليك، اتبعت فيه "الأسلوب التعبيري"، لكوني أفضّل استخدام هذا النوع من الألوان إلى جانب الزيتية، وتناولت في لوحاتي العشرين الأنثى الرقيقة بشكل طفولي في محاولة للتعبير عن مكانتها في الحياة وقيامها بالعديد من الأدوار المتنوعة التي تعكس حقيقة وجودها والصعوبات الحياتية التي تمر بها

مرايا العيون

أقامت "رمضان" معرضها الفردي الأول بعنوان "مرايا العيون" في ثقافي "أبو رمانة بدمشق" وتمحور موضوعه حول الأنثى الرقيقة ونظرتها لكثير من القضايا، وما يمثله وجهها من تعابير تعكس تقلبات الحياة.

المرأة في لوحاتها

عن "مرايا العيون" تقول: «ضم معرضي الفردي حوالي عشرين لوحة صغيرة ولوحة واحدة كبيرة الحجم بألوان الأكريليك، اتبعت فيه "الأسلوب التعبيري"، لكوني أفضّل استخدام هذا النوع من الألوان إلى جانب الزيتية، وتناولت في لوحاتي العشرين الأنثى الرقيقة بشكل طفولي في محاولة للتعبير عن مكانتها في الحياة وقيامها بالعديد من الأدوار المتنوعة التي تعكس حقيقة وجودها والصعوبات الحياتية التي تمر بها».

وميض الفكرة

وحول مراحل العمل تضيف "رمضان": «تأتي الفكرة واختياري للألوان من أي شيء حولي، قد يكون وجهاً، أو حديثاً عابراً، زيارة مدينة، شارعاً أو بيتاً، ويساعدني الاطلاع الدائم ومتابعة المعارض بشكل مستمر والتي قد استلهم منها أشياء لا يراها غيري، وبعد أن تتكون الفكرة بداخلي أحاول رسمها على الورق وقد أفشل من أول محاولة وأعيد إخراجها مرة أخرى حتى يتحقق الرضا عنها بشكل ما، وعندها أخرجها على لوحتي القماش.. من الممكن أن تتغير بعض المعالم أو تضاف إلى الفكرة تفاصيل أخرى، وربما يتغير اختيار الألوان حتى تظهر كاملة بنظرتي الأولى، فأضعها جانباً لكن لا أنساها بل أعود إليها بعد أيام لأضيف الرتوش النهائية عليها».

من معرضها الفردي

وترى "رمضان" أن أكبر الصعوبات تأتي من استهتار البعض بعمل أو فكرة أو موضوع، خاصةً مع الظروف الحياتية التي نعيشها والتي لا تساعدنا على تقديم الأفضل.

تعبير الوجوه

من جهتها "رباب أحمد" فنانة تشكيلية ومديرة المركز الثقافي في "أبو رمانة" تقول: «أقيم المعرض الفني الأول للفنانة "سهير رمضان" بتاريخ 8 كانون الثاني 2023، أحببنا أن تكون انطلاقته الأولى من مركز ثقافي "أبو رمانة" تشجيعاً لتجربتها والتي نستشرف من خلال ما قدمته عبر التكوين التعبيري للوجوه الدائرية والتي ترمز لحالة من الطفولة الداخلية مع اتساع حدقات الأعين وبعض الرموز والبناء الهندسي من خلال الخطوط ضمن اللوحة الواحدة.. كان المعرض مفتاحاً لتجربة أكثر نضوجاً ومدخلاً لأسلوب قد ينحو باتجاه التجريد الهندسي والتقليل من الأشكال ضمن الواقعية التعبيرية».

التعبيرية

الفنانة التشكيلية "فايزة الحلبي" ترى أن "رمضان" تتبع خط حداثة جديداً خاصاً بها، حيث رسمت المرأة والمدن في لوحاتها كمدينتي "دمشق" و"صافيتا"، محاولةً التركيز على عيون المرأة للتعبير عن تمسكها بالبيئة والمكان الذي ترعرعت فيه، وتروي من خلال لوحاتها قصصاً من الشرق تحكي العادات والتقاليد، بالإضافة إلى تعبيرها عن مشاعر إنسانية كخوف المرأة من الصعوبات التي تعترضها بالحياة من خلال طيبة قلبها ورقة أحاسيسها وليس تعبيراً عن ضعفها».

نشير إلى أن التشكيلية "سهير رمضان" فنانة سورية من مواليد عام 1972.