موهبة مبكّرة

تسرد "السراج" في حديثها للمدونة محطات من حياتها الرياضية التي بدأتها باكراً وتقول: «رحلتي مع الرياضة كانت ممتعة بانتصاراتها وشاقة بالجهد الذي بذلته، بدايتي كانت عام 1958 حيث كنت أشارك بالاحتفالات المدرسية بعروض الجمباز، والتي كانت تقام بجهود أسماء رياضية لامعة أمثال "معزز جاجة"، "طاهر داغستاني"، "محمود الشعار"، وهم من قواعد الرياضة المتينة آنذاك، وكان والدي يشرف على تدريبي فقد كنت أرافقه في العروض مع الفرق على إيقاعات الفرقة النحاسية التي كان يقودها في المناسبات الوطنية والرسمية.. اشتركت بنشاطات المدارس ومهرجاناتها، وبعد أن حصلت على الثانوية العامة التحقت بمعهد التربية الرياضة بـ"حلب"، وتخرجت منه عام 1972 وعدت مدرّسة للعبة الجمباز في معهد التربية بـ"حماة"».

"رجاء السراج" بطلة متكاملة ومتنوعة، بكرة الطائرة، ورمي القرص، وهي رفيقة دربي في دراستنا بـ"حلب" وفي السفر، وفي التعليم بعد التخرج، لقد أمضينا عمراً من العطاء والطموحات

بطولات

وتضيف "السراج": «منذ كنت بالمرحلة الإعدادية، صرت عضواً في فريق "حماة" بكرة الطائرة في عام 1965، وفزنا ببطولة "سورية" عامي 1969، 1970، وفي العام نفسه بدأت بألعاب القوى، وأحرزت بطولة الجمهورية، وفي عام 1968 حطمت الرقم القياسي برمي القرص، وبلغ 26,38 متراً، وحطمت الرقم القياسي في الرمح وبلغ 29,51 متراً، ونلت الترتيب الثالث بالجري لمسافة 80 متراً، والترتيب الثاني في 200 متر، وفزنا في المركز الأول في سباق التتابع، والجمباز عام 1967، وكنت عضواً بالفريق الوطني لـ"سورية"، وفي عام 1968 فاز فريق "حماة" بالمرتبة الثالثة على مستوى الجمهورية، بالإضافة لنشاطاتي بالمعهد الرياضي بـ"حلب"، حيث عملت لوحات رياضية في مهرجانات نالت الإعجاب، وفي عام 1985 اشتركت بطريق المصادفة ببطولة "سورية" للرمي التي جرت في "حماة"، وتمكنت من دون أي تمرين أو استعداد من إحراز المركز الثاني في الرمح والثالث بالقرص، وكانت أبرز بطلات اللعبة في السبعينيات "سوسن خليفة"، "غيثاء شعباني"، "مها شيان"».

حصاد البطولت

مشاركات خارجيّة

سميرة سرحان حارسة مرمى كرة يد

شاركت "السراج" في العديد من البطولات الخارجية، في "العراق" و"مصر" و"لبنان"، كما شاركت ببطولات مع الأندية العربية، مثل نادي العربي بسباق الشنوفبيل الدولي للضاحية في "بيروت"، وحصلت على ميدالية عن المرتبة الخامسة، وفي الاتحاد السوفييتي السابق شاركت في أسبوع الصداقة لمدة 15 يوماً، وشاركت في "ألمانيا" بدورة لتأهيل الكوادر القيادية الرياضية، بالإضافة لدورة أخرى لتأهيل مدربات اللياقة، وشاركت أيضاً في مهرجان الشباب العربي الثاني 1973 في "طرابلس ليبيا" واستمر أسبوعاً، وكان حافلاً بالنشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والرياضية، وفي مهرجان الشباب العربي 1972 في "الجزائر"، ونالت فيه المركز الأول في لعبة الجمباز على المتوازيين وحصان الوثب وعارض التوازن والحركات الأرضية.

الطائرة واليد

وعن لعبتها المفضلة كرة الطائرة تقول: «ضمني المنتخب الوطني منذ عام 1968 وحتى عام 1977 كنت الرقم الأول في طائرة الإناث وهدافة أولى دوري في اليد الأنثوي، كان الفريق الحموي أفضل الفرق ومعظم لاعباته في المنتخب الوطني وهن "ليلى غزال"، "سميرة شيخ طه"، "سلوى قياسه" و"سحر شكري"، "ازدهار السراج"، "نهى الخطيب"، ومن "دمشق" كانت "ابتسام فرنسيس" و"ندى شيكازوف"، لعبنا في الاتحاد السوفييتي السابق في أسبوع الصداقة، وفي "ليبيا" أحرزنا المركز الأول في المهرجان الثاني للشباب العرب، وفي "دمشق" واجهنا منتخب "الصين الشعبية"، واعتز بمدربي "فخري علوش" فله فضل كبير واعتبره عملاق مدربي كرة الطائرة».

شهادات وثناءات للكوتش رجاء السراج

وعن مشاركتها في كرة اليد تقول: «مارستها لفترة قصيرة لكنها كانت دسمة ومثيرة، إذ نلت لقب أحسن لاعبة في القطر وهدافة الدوري عام 1972، ونجمات هذه اللعبة "سميرة سرحان"، "ضحوك كفري"، "سناء الفرا" و"نوال الفرا"، "ختام عبادة"، "رميك أسود"، وجميعهن من "حماة"، و"تابعة علوان" و"صباح ديوب" من "حمص"، "ليلى الصباغ" من "دمشق"».

أما الجمباز فقد كان أول الألعاب التي لعبتها "السراج" -حسب قولها- وأحرزت فيه ميدالية برونزية على مستوى الجمهورية عام 1968.

حصاد السنين

تتحدث السراج عن الجوائز التي نالتها بالقول: «نلت في ألعاب القوى ميداليات بين عامي 1965 و1972، وكؤوساً عديدة بفضل توجيه مدربي "عصمت حصني"، وكان عام 1971 قمة العطاء حيث نلت 4 ميداليات ذهبية في بطولة الجمهورية، وكأسين لتحطيم رقمين سوريين في رمي القرص عام 1968، والرمح عام 1973».

وتتابع البطلة السابقة حديثها بالقول: «مارست التعليم حتى سن التقاعد، وقضيت 12 عاماً في التدريب في معاهد "دمشق"، و"حماة" ومعهد إعداد المدرسين، ورغم تقاعدي من التعليم لم أترك الرياضة، افتتحت صالة رياضية بـ"ضاحية الأسد" لمدة 8 سنوات، قبل أن انتقل إلى "حماة"، والآن أدير نادياً رياضياً للنساء لنشر ثقافة الحفاظ على الصحة، ولكن أعاقت جائحة كورونا الأنشطة وبعدها تابعت التدريب».

البطلة والرفيقة

تتحدث "سميرة سرحان" 1952 معهد رياضي بـ"حلب" وبطلة ألعاب قوى وجري ووثب طويل عن البطلة "السراج" قائلةً: «كانت زميلة الدراسة ورفيقة الفوز والبطولات، هي لاعبة ممتازة وأخلاقها عالية وبطلة على المستوى المحلي والعالمي، وقد برعت في ألعاب القوى وكرة الطائرة، وشاركت في بطولات خارجية، و مدربة أيروبيك وجمباز ماهرة، وتستحق التقدير والاحترام».

بدورها تقول "ضحوك كفري" بطلة جمهورية في رمي الرمح من مواليد "حماة" 1951: «"رجاء السراج" بطلة متكاملة ومتنوعة، بكرة الطائرة، ورمي القرص، وهي رفيقة دربي في دراستنا بـ"حلب" وفي السفر، وفي التعليم بعد التخرج، لقد أمضينا عمراً من العطاء والطموحات».

أجري هذا اللقاء في 2 تشرين الأول 2022.