سطعت نجوميته الكروية فوق البساط الأخضر مبكراً كلاعب ومهاجم، امتلك الكثير من القدرات الفنية والتكتيكية التي ساعدته في اختراق دفاعات الفرق المنافسة بأسلوب فيه الكثير من المرونة والمتعة والانسيابية، إضافة لتميزه في امتلاك فن المناورة بالكرة ضمن المساحات الضيقة أيضاً، مع رشاقته ومهارته بتسجيل الأهداف من أقل الفرص المتاحة.

موقع مدوّنة "eSyria" زار "نادي الحرية" الواقع في "حي السريان" أثناء قيام الكابتن "فواز باضت" -أحد النجوم القدامى- بتنفيذ حصة تدريبية لشباب ناديه واستمع منه لشرح مفصل عن سيرة حياته الكروية.

"فواز" مهاجم ذكي وبارع في أرض الملعب، تقابلنا مع بعض في مواجهات رياضية حيث كنت ألعب "للشرطة والاتحاد" وهو يلعب مع ناديه "الحرية"، لديه ميزة المراوغة والمهارة والاحتفاظ بالكرة بشكل ساحر وتسجيل الأهداف باللحظات الحاسمة

موهبةٌ مبكّرة

يستذكر الكابتن "فواز" بداياته ويقول: «تعلقت بكرة القدم من خلال مشاهداتي لجماهير نادي "الاتحاد" بحضورها الكثيف لمباريات الدوري، حيث كانت تعبر من أمام منزلنا نحو الملعب البلدي، وكنت أقف أتأمل وأسال نفسي ما الذي يدفع كل هولاء لحضور مباراة بين فريقين، وعرفت فيما بعد أنه العشق لكرة القدم.. بدايتي الحقيقية بلعب الكرة كانت من خلال منتخب المدرسة، وطورت الأمر خلسة عن أعين والدي بذهابي ومحاولتي اللعب مع صغار نادي الاتحاد، لكن الأمر لم يرق لي حيث وجدت مدرباً شديداً وصلباً، وغيرت وجهتي نحو نادي "الحرية" ولم يكن عمري يتجاوز الحادية عشرة حينها، وطلبت من المدرب في وقتها "كمال قره حمو" السماح لي بالتمرّن ضمن فريق الصغار، كان ذلك عام 1975، وأذكر يومها واقعة لا أنساها حيث قمت بتنطيط الكرة أمامه على قدمي أكثر من مئتي مرة دون أن تسقط، وقال لي لك مكافأة وهي عبارة عن حذاء رياضي تأخذه من مستودع النادي».

"فواز باضت" ومهارة المراوغة في لقاء ضد فريق "الكرامة"

رحلة كرويّة

اللعب لفريقي " الحرية والشرطة"

ويتابع الكابتن "فواز" بالقول: «لعبت في فئة الناشئين تحت إشراف المدربينِ "يونس داوود" و"محمد نسريني"، وأحرزنا بطولة الدوري، وأنا في الـ16 من عمري طلب مني المدرب "محمود عزيزي" الالتزام باللعب مع فريق الرجال أمام قدامى اللاعبين آنذاك أمثال "محمد الحلو" و"رضوان الشيخ حسن" والراحل "محمد عقاد" و"مجد الدين دهنة" و"فائز خسروف" و"أحمد قدور" والراحل "عبد الفتاح حوا" و"رضوان الحسين" و"إبراهيم الامام" و"أحمد وفا شعار" و"جوزيف ليوس" و"جورج مناز" و"مناف رمضان" و"ابراهيم الحسين" والراحل "هيثم مؤقت" وغيرهم من النجوم. وكان الاختبار الحقيقي لي في مواجهة الجار "الاتحاد" في كأس درع البلدية، وفزنا بهدفين لهدف وسجلت هدف الفوز الثاني بالمباراة، لتعطيني هذه المشاركة الدافع والثقة للعب مباريات الدوري حتى عام 1981، ولعبت أمام فريق "النصر" وأحرزت هدف المباراة التي فزنا بها، وتتالت مشاركاتي كلاعب أساسي بالفريق دون انقطاع حتى انتهاء الموسم وتمكنت من تسجيل سبعة أهداف، وتم ضمي لمنتخب "حلب" وسافرت معه لعدة دول في أوروبا الشرقية، وبعد موسمين من لعبي في نادي الحرية وخلال التحاقي بخدمة العلم طلب مني مدرب فريق الشرطة الراحل "زكي ناطور" الالتزام باللعب مع فريقه والمشاركة بمباريات الدوري، وهناك زادت خبرتي وسجل الفريق نتائج ملفتة، وأهمها الفوز على بطل الدوري فريق "الجيش" بهدفين لهدف، ومن ثم الفوز على فريق "الوثبة" وسجلت في تلك المباراة هدفاً أعدُّه من أجمل أهدافي، ومع التزامي مع فريق "الشرطة" تمت دعوتي للمنتخب الأولمبي لفترات محدودة».

رفاقُ الملاعب

يقول "فواز": «سجلت خلال رحلتي الكروية حتى موعد اعتزالي في عام التسعين، ما يقارب الخمسين هدفاً، وسافرت بعد اعتزالي اللعب نحو "أوروبا" إلى "اليونان" و"روسيا" للبحث عن فرصة عمل خاص، وبعد عودتي اتبعت عدة دورات تدربية عالية المستوى لصقل مهاراتي في عالم التدريب للفئات العمرية، وبعدها قامت إدارة النادي بتكليفي بتدريب عدة فرق للقواعد وصولاً لفريق الشباب».

"فواز باضت" مدرباً في النادي لرديف فريق الشباب

يستذكر الكابتن "فواز" في حديثه للمدوّنة رفاق ونجوم دربه فوق البساط الأخضر، لاعبين ومدربين أمثال الكابتن "محمود عزيزي" و"محمد نسريني" والراحل" جميل الحلو" و"محمد درعزيني"، ومن اللاعبين "علي الشيخ ديب، وليد الناصر، ابراهيم الحسين، هاشم شلبي، محمد كم الماز، حسن يانشما، خالد السهو، جمال هدلة، وليد اسلام، فنر حاجو"، وغيرهم كثر .

ويختم "فواز" حديثه للمدوّنة بالقول: «اللعب في زماننا كان هواية، ولم نكن نستفيد من أي مردود مادي مقابل اللعب والتمارين والسفر، بل على العكس كنا ندفع -من جيوبنا- ثمن تجهيزاتنا الرياضية وتنقلاتنا، وكانت علاقة الاحترام والود بيننا وبين مدربينا وإدارتنا واللاعبين القدامى هي السائدة، وكنا نخشى مواجهة الجمهور في حال تعرضنا للخسارة، وكل ما كسبته من الرياضة هي محبة الناس والمجتمع في كل مكان نذهب إليه وهذه هي كل ثروتنا التي جنيناها من مزاولة لعب الكرة».

شهاداتٌ كرويّة

كابتن منتخب "سورية" السابق "محمد دهمان" قال: «الكابتن "فواز" له تاريخ وبصمة في النادي، كان مهاجماً متميزاً يجيد اقتناص الفرص وتسجيل الأهداف واختيار المساحات الصحيحة في أرض الملعب، تميز بمستواه الرفيع وأخلاقه العالية وباختصار هو لاعب ممتع، وحسناً فعلت إدارة النادي بالاستفادة من خبراته وتكليفه بتدريب الفئات العمرية».

اللاعب الدولي السابق "نهاد البوشي" قال: «"فواز" مهاجم ذكي وبارع في أرض الملعب، تقابلنا مع بعض في مواجهات رياضية حيث كنت ألعب "للشرطة والاتحاد" وهو يلعب مع ناديه "الحرية"، لديه ميزة المراوغة والمهارة والاحتفاظ بالكرة بشكل ساحر وتسجيل الأهداف باللحظات الحاسمة».

"رضوان الحسين" لاعب سابق بنادي "الحرية" قال: «أنا أكبر منه بثلاث سنوات، ولعبنا في فترة واحدة بالنادي ويحسب للكابتن "فواز" أنه لاعب مهاري بامتياز، تمريراته دقيقة ومؤثرة، يجيد مواجهة مرمى الخصوم بنجاح، في سجله أهداف حاسمة مع فريقي "الحرية والشرطة" لكنه لم يعمر طويلاً في الملاعب لظروفه المادية الصعبة».

تم إجراء اللقاء والتصوير داخل ملعب "الحرية" في "حي السريان" بتاريخ الثامن من شهر شباط لعام 2022.