لم يكد يمضي على إنشائه سوى بضع سنوات فقط حتى بات سوق "تيماء" من أهم الأسواق في منطقة "تل حميس"، يقدم خدماته لأبناء القرى المجاورة، من خلال عشرات المحلات التي يصل عددها إلى أكثر من 100 محل، ومن أهم مزاياه تنوّع البضائع فيه، وأسعارها المنافسة إلى جانب تأمين فرص عمل لأهالي المنطقة، وفوق كل ذلك فقد وفّر على أهالي القرى المجاورة وقرية "تيماء" على وجه الخصوص عناء التنقل بين قراهم وأسواق "القامشلي، تل حميس".

حكاية التأسيس

يقول "فرج النهار" ابن قرية "التيماء": «مع بداية الحرب على بلدنا، دارت اشتباكات هنا ووصلت الفصائل المسلحة إلى بلدة "تل حميس"، ما حرم الأهالي من الوصول إلى سوق البلدة وكانت هناك صعوبة في الوصول إلى سوق "القامشلي" أيضاً، ولوجود كازية على الطريق الدولي بين "القامشلي، تل حميس" تقابل موقع قرية "التيماء" تم افتتاح محلين اثنين فقط كأول خطوة، وكان يباع فيهما أبرز وأهم ما يحتاجه أبناء المنطقة، ومع مرور الوقت توسعت المحلات يوماً بعد يوم، ووصلت أعداد المحلات لأكثر من 100 محل، وهكذا تحولت المنطقة إلى سوق رسمي، تمت تسميته "بالتيماء" نسبة إلى اسم الكازية وأقرب قرية للسوق».

النقاط الطبية -سواء الأطباء أو توفر الصيدليات- ذات قيمة كبيرة في القرى الريفيّة، كثير من حالات الإسعاف تعالج في السوق عند المختصين طبياً، يمكن القول إن هناك ارتياحاً من الأهالي لوجود السوق ووجود كادر طبي يعالج ويقدم الأدوية، والأسعار كما هي في أسواق المدن الكبيرة، وربما منافسة أيضاً

كل ما تطلب

تقدّر مساحة السوق الذي يبعد عن مدينة "القامشلي" 60 كم، بما يقارب كيلو متر واحد، وهو يتوضع على طرفي الطريق، ويضم محلات خاصة بالمواد الغذائية والتموينيّة، وأربع صيدليات، وطبيبين مختصين، ومحلات خاصة بالمواد المنزلية والكهربائيّة، إلى جانب محلات الألبسة الجاهزة والمستعملة (البالة)، مع وجود محلات للتوابل والأحذية وبيع الواد العلفية أيضاً، حسب ما أشار إليه "فرج".

لعابري الطريق حصة من التوقف

وتكمن أهمية السوق في مكانه الاستراتيجي، فوجود كازية على الطريق العام، ووجود عشرات القرى بجانب تلك النقطة، كل ذلك ساهم في الإقبال الكبير وبشكل يومي على تلك المحلات، وحسب "عامر المحمود" وهو أحد أبناء المنطقة: «هناك قسم من السوق مخصص لكهرباء السيارات وقطع تبديلها، يعدّه الأهالي منطقة صناعية صغيرة، إلى جانب مكاتب لبيع وشراء السيارات، ومحال للخضار والفواكه وبيع اللحم، إلى جانب توفر عدد من المطاعم.. أسعار كل ما ذكر من مواد وبضاعة منافسة، يرتادها أبناء القرى البعيدة أيضاً، والكثير من عابري السبيل، فالطريق العام يشكل حركة سير قوية بين المدينتين، إلى جانب وجود قرى كثيرة تشهد حركة نقل على مدار الساعة».

وخدمات طبية

خلال الجولة في السوق، أشاد عدد كبير من أهالي المنطقة، بأهمية وفائدة السوق، وقد وصفوه بالنقطة الحيوية للمنطقة برمتها، قال عن جانب من الخدمات "سعيد السالم": «النقاط الطبية -سواء الأطباء أو توفر الصيدليات- ذات قيمة كبيرة في القرى الريفيّة، كثير من حالات الإسعاف تعالج في السوق عند المختصين طبياً، يمكن القول إن هناك ارتياحاً من الأهالي لوجود السوق ووجود كادر طبي يعالج ويقدم الأدوية، والأسعار كما هي في أسواق المدن الكبيرة، وربما منافسة أيضاً».

مختلف المواد والبضائع

من مزايا السوق أيضاً، أنّه وفر فرص عمل كثيرة، والكثير من الأسر باتت تعيل أسرها بعد افتتاحها محلاً أو العمل عند أحد أصحابها، فالشاب "خليل صبري الحامد" من بين عدد من الشباب الذين يعملون في السوق، "خليل" وعدد من إخوته ساهموا بافتتاح محل لبيع الخضار والفواكه، غيّر افتتاح المحل حياتهم كلياً نحو الأفضل، وبات يدرُّ عليهم عوائد تكفي إعالة أسرهم الأربع.

مدوّنة وطن "eSyria" زارت السوق بتاريخ 11 آب 2021.

من مزاياه وجوده بجانب كازية القرية