بعد انقطاع دام 15 عاماً عاد مهرجان "لؤلؤة الفرات" للتزيين والجمال، ليُزيّن ليالي مدينة "دير الزور" بنشاطاته من جديد وبإطلالة تركت بصمةً من الفرح والجمال في نفوس الأهالي.

المهرجان الذي كان يُقام كل عام من قبل نقابة الحلاقة بالتعاون مع اتحاد الحرفيين ومديرية السياحة بدير الزور، أقام أولى فعالياته بعد الانقطاع، وتضمنت فقرات متنوعة شملت عروضاً للجمال وأحدث تسريحات الشعر النسائية والشبابيّة، ومسابقة لملكة جمال الفرات وأمهر "كوافير" نسائي، إضافةً لمسابقات ترفيهية، تخللتها فقرات غنائية قدمها فنانون من المحافظة تنوّعت بين ألوان الغناء الفراتي والسوري بشكل عام.

عودة بعد غياب

منذ العام 2005 غابت نشاطات مهرجان "لؤلؤة الفرات" الذي كان يُقام سنوياً، فقد حالت الظروفُ دون إقامته خصوصاً الأحداث التي مرت بها المحافظة خلال فترة سيطرة الإرهاب.

ويقول رئيس نقابة الحلاقين "محمد الحسين" : بدأنا التحضيرات للمهرجان منذ عدة أيام، حرصنا خلالها أن يكون للعودة بصمة واضحة تبعث الأمل، كما حرصنا على تنويع فقرات المهرجان بما يليق به وبحضوره اللافت الذي اعتاده الأهالي، مضيفاً: "توزعت فعاليات المهرجان التي احتضنها مطعم ومسبح "سومر" السياحي بمدينة دير الزور على عروض لجمال السيدات، مسابقة ملكة جمال الفرات ومسابقة أمهر "كوافير"، وغيرها من نشاطات لمسابقة التزيين (قصة الشعر + اللباس) كذلك شارك 17 صالوناً نسائياً بعروضٍ ممتعة ولافتة، فيما شاركت 10 فتيات بمسابقة ملكة جمال الفرات، وكانت هناك مشاركتان من صالونات حلاقة رجالية، ناهيك بالفقرات الغنائية التي أحياها المطرب الفراتي "عبد الرحمن الإبراهيم".

علامة فارقة

رئيس اتحاد الحرفيين "محمود العبد الله" يرى أن"عودة المهرجان بهذا الزخم دليل عافية لمدينة "دير الزور"، وهو بذلك يُضاف لقائمة المهرجانات التي تُقام فيها سواء على المستوى الفني أو الاقتصادي أو الثقافي، وهو يُسهم في بث روح الحياة والأمل، لافتاً إلى أن المهرجان تم تنظيمه بعناية وشراكة بين اتحاد الحرفيين -نقابة الحلاقة- ومديرية السياحة، وبمشاركات عبّرت عن وعيٍ لدى أبناء "دير الزور"، وكان الحضور الرسمي من المعنيين في المحافظة رافعة دعم للمهرجان، ورسالة للمزيد من العمل لأجل أن تكون عملية الإعمار في المحافظة متوازية السبل، فكما في البنيان والخدمات، فهي كذلك لروح الإنسان وبث الحياة فيها.

الإعلامي "فاروق المُضحي" أكد في حديثه لـ "eSyria" أنّ إقامة مهرجان "لؤلؤة الفرات" يُعد خطوة نحو الأمام، فالتنسيق والتنظيم الجيد شكّلا علامة فارقة في نجاحه، والتنويع في الفعاليات كان الأنجح، فضلاً عن إتقان العمل الذي أخرج لوحة درامية غنائية بصرية قمة في الجمال والروعة، فرغم الظروف والأوضاع الصعبة كانت إقامته رسالة بأن الإرادة تصنع المستحيل.

تكريم وجوائز

قُبيل غروب الشمس وحتى وقتٍ متأخر امتدت فعاليات المهرجان، قُدمت عروضٌ لقصات شعر وتصاميم ألبسة عكست جمال أرض الفرات وأهلها وعن ذلك تحدث لـ "eSyria" مدير المهرجان "عمر فريح" قائلاً: "تضمن المهرجان فقرات متنوعة واعتمدنا نظام المسابقة لانتقاء ملكة الجمال، كما أجمل قصة شعر نسائية وشبابيّة، وتصاميم الأزياء، كما شكلنا لجنة تحكيم لتقييم المسابقات تألّفت من مدير السياحة ورئيس اتحاد الحرفيين، إضافةً لخبيرتين في مجال التجميل وأنا كخبير في تصميم الأزياء".

ويتابع" الفريح": "مسابقة ملكة جمال الفرات شاركت فيها 10 شابات وبنتيجة تقييم اللجنة مع تصويت للحضور من الجمهور فازت الشابة "ماسة الدهني" باللقب، فيما حازت على مرتبة الوصيفة الأولى "رقيّة الجاسم"، والوصيفة الثانية "سيدرا عبد الرحمن"، وفي مجال الحلاقة وتجميل السيدات وصلت أعداد العارضات بالمسابقة التي حُددت مدتها بربع ساعة إلى 17 فتاة، حيث حازت الكوافيرة "حلا بعاج" على المرتبة الأولى، و"مرح الصالح" على المرتبة الثانية، فيما حلّ أصغر كوافير نسائي بدير الزور الطفل "يوسف العساف" في المرتبة الثالثة، وجرى تكريم مشاركين اثنين من صالونات الحلاقة الرجاليّة".