نشر الدكتور "موفق السراج" وأستاذ اللغة العربية العديد من المقالات النقدية واللغوية، منها: "التحليل اللغوي والبلاغي في التفسير"، و"المفيد في اللغة العربية"، وفي ندوته الأخيرة تناول رحلة "ابن حجة الحموي" الحافلة بالعطاءات.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "موفق السراج" بتاريخ 27 تشرين الثاني 2014، خلال ندوة ألقاها بعنوان: "ابن حجة الحموي رحلة حافلة بالعطاءات"، وتحدث فيها قائلاً: «في "حماة"، وفي حي باب الجسر، عام 767هـ-1366م ولد أبو المحاسن تقي الدين أبو بكر بن علي بن عبد الله بن حجة الحموي الحنفي الأزراري، و"الأزراري" لقب يعود إلى حرفته التي كان يمتهنها في صغره وهي "التخريج"، فقد تعاطى عمل الحرير وعقد الأزرار فترة من الزمن، وأما الكنية "ابن حجة" فتعود لاسم الشهر "ذي الحجة" الذي ولد فيه».

في "حماة"، وفي حي باب الجسر، عام 767هـ-1366م ولد أبو المحاسن تقي الدين أبو بكر بن علي بن عبد الله بن حجة الحموي الحنفي الأزراري، و"الأزراري" لقب يعود إلى حرفته التي كان يمتهنها في صغره وهي "التخريج"، فقد تعاطى عمل الحرير وعقد الأزرار فترة من الزمن، وأما الكنية "ابن حجة" فتعود لاسم الشهر "ذي الحجة" الذي ولد فيه

ويتابع: «نشأ "ابن حجة" على حفظ القرآن الكريم وبعض معارف اللغة العربية وآدابها، وتزود بكنز غزير من أجمل الصور البلاغية، تأثر بالطبيعة الفاتنة والمزايا السامية والمياه المتدفقة والنواعير الخالدة لمدينته، وحين اشتد ساعده واستقام عوده وتمكن من اللغة العربية وفنونها أقبل على نظم القصيد، وبلغت شاعريته أشدها وغدا أدبه كاملاً وراجحاً، ومن أشعاره وصفه لمدينته:

جانب من الحضور

"هواي بسفح القاسمية والجسر إذا.. هب ذاك الريح فهو الهوى العذري

يروق امتداد الجسر والقصر فوقه.. فيحلو طباق العيش بالمد والقصر"».

ويضيف: «تنقل "ابن حجة" بين "حماة ودمشق"، ثم غادر إلى مصر وعاش فيها ردحاً من الزمن، وهناك ظهرت أشعاره التي اختلطت بحنينه وأشواقه لمدينته الغائب عنها فيقول:

"يا طيب الأخبار يا ريح الصبا

يا من إليه كل صب قد صبا

عرج على وادي حماة بسحرة

متيمماً منه صعيداً طيبا

وأحمل لنا في طي بردك نشره

فبغير ذاك الطيب لن نتطيبا".

عاد ابن حجة الحموي إلى "حماة" بلده الذي أحبه وابتعد عنه بعد غربة دامت خمسة عشر عاماً متواصلة وانقطع بعدها إلى العلم ونشر الكتب والتدريس في جامع أبي الفداء، وفي عام 1434م أصيب بمرض الملاريا، وتوفي في نيسان عام 1434 عن عمر يقارب السبعين عاماً وشيع إلى مثواه الأخير في مقبرة "باب الجسر"».

يذكر أن، "ابن حجة" ترك إرثاً كبيراً من المؤلفات الشعرية النثرية، منها: "خزانة الأدب وغاية الأرب، ثمرات الأوراق، تأهيل الغريب النثري، قهوة الإنشاء"، وهناك عدة كتب ذكرها المؤرخون لـ"ابن حجة"، أو تعرض لذكر بعضها "ابن حجة" نفسه في كتبه الأخرى ولكنها مفقودة.