"صباحية العروس" هي إحدى المناسبات الاجتماعية المعروفة في مجتمعنا السوري، ولها في كل منطقة طقوس خاصة بها كما في "حلب" التي تتميز عن غيرها من المناطق بمجموعة عادات وطقوس جميلة مازالت تمارس إلى اليوم.

حول هذه المناسبة وتقاليدها في "عفرين" تحدثت لمدونة وطن "eSyria" العمة "بنفش حمو" بتاريخ 5 حزيران 2014 قائلة: «بعد انتهاء مناسبة العرس الذي كان قبل حوالي 50 عاماً يستمر سبعة أيام بلياليها بدءاً من الجمعة وانتهاء بالخميس ينتقل العروسان إلى بيتهما الجديد والزواج.

من العادات التي كانت موجودة ومازالت ولكن على نطاق ضيق جداً أن ينتظر بعض الأشخاص من أهل العريس أمام باب العروسين إلى أن يخرج العريس فتدخل نساء من أهله للاطلاع على عذرية العروس ليطلق ذووه عيارات نارية في الهواء، كما تزغرد النساء وذلك فرحاً بعفاف وطهارة عروسهم

في الصباح التالي تقام مناسبة مرتبطة بالعرس تسمى "الصباحية" تحضرها مجموعة من النسوة المسنات فقط من أهالي العروسين وخاصة والدتهما؛ وذلك للاطمئنان على عذرية العروس وعفتها، ثم تقدم العروس لضيوفها الحلويات بالمناسبة كما تقدم لهن هدايا رمزية وهي عبارة عن أغطية مخدات وأقمشة فساتين خاصة بالمسنات وما شابه، وبعد الانتهاء من هذه المناسبة تعود أم العروس إلى بيتها بعد أن نامت ليلة في بيت أهل العريس بهذه المناسبة.

بنفش حمو

وبعد مرور يومين أو ثلاثة توزع العروس هدايا تقليدية على أهل قريتها الجديدة وخاصة أهالي البيوت الذين استضافوا المدعوين لحفلة عرسها، والهدايا هذه هي عبارة عن مشغولات يدوية صنعتها بيديها عندما كانت في بيت أهلها».

وحول بعض العادات البالية – القديمة التي مازالت تمارس على نطاق ضيق ومحدود في منطقة "عفرين"، يذكر الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تراث وتاريخ منطقة "عفرين": «من العادات التي كانت موجودة ومازالت ولكن على نطاق ضيق جداً أن ينتظر بعض الأشخاص من أهل العريس أمام باب العروسين إلى أن يخرج العريس فتدخل نساء من أهله للاطلاع على عذرية العروس ليطلق ذووه عيارات نارية في الهواء، كما تزغرد النساء وذلك فرحاً بعفاف وطهارة عروسهم».

كريمة إبراهيم

وفي "حلب" تحدثت السيدة "كريمة إبراهيم" من حي "الشيخ مقصود –غربي" قائلة: «تقام مناسبة "صباحية العروس" في أول صباح لها بعد الزواج، وبالمناسبة يتبادل العروسان الهدايا ثم تحضر النسوة من أهل العروسين لتناول الفطور في بيت العروس، ومن تقاليد المناسبة أن تقدم العروس الحلويات لضيفاتها وأهمها: "الشعيبية"، أما الأكلة الخاصة بوجبة الفطور في مناسبة "صباحية العروس" فهي "المامونية" التي تقوم بإعدادها والدة العريس.

في هذه المناسبة تلبس العروس لباساً خاصاً يسمى "الصباحلك" وهو فستان فضفاض وطويل ومزين من الأمام بالخرز، تمضي هذه المناسبة على صوت الموسيقا والأغاني والرقصات النسائية من الصباح وحتى فترة ما بعد الغداء؛ حيث يتناولن الطعام وينصرفن إلى بيوتهن.

الدكتور محمد عبدو علي

أما بالنسبة للعريس فإن أصدقاءه يأتون إليه منذ الصباح الباكر ليأخذوه معهم إلى "حمام السوق" احتفالاً به ولإعداد وجبتي الفطور والغداء على شرفه وعلى نفقتهم ليبقوا في الحمام حتى المساء، وفي الاعتقاد الشعبي الحلبي فإن القيام بهذه الحفلة هدفه هو أن يبعدوا العريس عن عروسه لترتاح العروس بعد ليلة الدخلة».

وتضيف العمة "كريمة": «في التقاليد الحلبية تقام بعد ثلاثة أيام من مناسبة "صباحية العروس" مناسبة اجتماعية نسائية أخرى تسمى "حفلة الثلاثة أيام" أو "استقبال"، وبهذه المناسبة تجتمع قريبات العروس من عمات وخالات وأخوات وزوجات الإخوة وغيرهن؛ حيث تحمل كل واحدة منهن هدية للعروسين بمناسبة الزواج مثل قطع ذهبية أو نقدية أو لوحات تزيينة أو لباس وغير ذلك.

أما العروس فتقدم لضيفاتها بالمناسبة أكلات حلبية شهيرة مثل: "الكبب"، و"اللبنية"، و"الفريكة"، وغيرها، كما تقدم لهن أشهى الحلويات الحلبية. بقي أن نذكر أن أهم العادات المتبعة في هذه المناسبة هي أن على العروس أن تلبس فستان عرسها الأبيض ليتم الاحتفال بها حتى العصر من خلال أداء الأغاني والرقصات».