ضمن عرض قصير لا يتجاوز الـ 15 دقيقة، وبنوع جديد من فن الأداء، طُرحت قضية إنسانية بقالب مسرحي فريد، تحت عنوان "كونشرتو الرصاص".
مدونة وطن "eSyria" حضرت العرض المسرحي، بتاريخ 4 شباط 2014، الذي قدمه عدد من الشباب الموهوب، مزجوا فيه بين التمثيل والرقص التعبيري لتقديم فكرة إنسانية تحكي عن تحول الإنسان إلى سلعة حتى في زمن الموت، وبالاعتماد على الكثير من الارتجال في شروط مسرحية جديدة لا تعتمد على الخشبة ولا على النص المكتوب، وإنما على التعبير ونقل الإحساس إلى الجمهور الذي يُدفع إلى التورط باللعبة المسرحية.
هذا النوع من الفن الجديد كان قادر على إيصال الفكرة إلى الجمهور ليشجعهم على المشاركة والتعبير عن أحاسيسهم
شارك في العرض الراقصة التعبيرية "لجين مصطفى"، تمثيل المسرحي "مضر زرزوري"، وإخراج "كفاح زيني".
من الحضور التقت المدونة "رنيم الماغوط" التي اعتبرت العرض مؤثراً جداً، وأشارت إلى أن الطريقة التفاعلية بين الجمهور والممثلين كانت مميزة وجديدة، وتابعت قائلة: «هذا النوع من الفن الجديد كان قادر على إيصال الفكرة إلى الجمهور ليشجعهم على المشاركة والتعبير عن أحاسيسهم».
أما "غسان الإمام" فأبدى رأيه بالعرض قائلاً: «أبهرني العمل كما أن أداء الشباب كان مبدعاً وقدموا نموذجاً رائعاً وجديداً، كما أن شكل العرض من الأساس غير اعتيادي؛ ما يجعل له بريق خاص يشد المتلقي، إضافة إلى أن الفكرة المطروحة مؤثرة وحزينة ومعاشة من قبل الجميع».
وفي لقاء مع "لجين مصطفى" (خريجة مدرسة الباليه ومؤدية الرقص التعبيري في العمل)، أشارت إلى أن الغرض من هذا العمل هو الجمع بين الهدف الإنساني والهدف الفني، من خلال محاولة إيصال فكرة وحالة إنسانية معينة من خلال نوع جديد من الفنون، وعن دورها تقول: «أقوم بأحد فنون الأداء وبشكل ارتجالي للتعبير عن حالة معينة، تشكل مع الشخصية الثانية وهي عازف "الكونشرتو" الذي يعزف على السلاح قصة مؤثرة، تحققت في عيون الجمهور».
أما مخرج العمل "كفاح زيني" (خريج كلية إعلام وطالب معهد فنون مسرحية)، فأوضح أن العرض يحكي عن فكرة بيع الإنسان وتحوله إلى سلعة حتى بعد موته، ويضيف: «العمل يجمع عدداً من الفنون، منها: الرقص المعاصر والمسرح التفاعلي، وتم طرح الفكرة بطريقة غير مباشرة، عن طريق ضخ جرعة كبيرة من الإحساس لجعل المتفرج يشارك بكل أحاسيسه ويعيش الحالة فعلاً، ولا يمكن اعتبار العمل عرضاً مسرحياً بقدر ما هو نوع من أنواع الفنون قد يسمى مسرحاً بديلاً، فلا يحتاج إلى خشبة مسرح ويمكن تقديمه في الشارع حتى».
وفي نهاية العمل المسرحي تم تقديم عرض موسيقي (عزف وغناء) للفنان "علي خلقي"؛ قدم خلاله عدداً من الأغاني الغربية وبألحان آلة الجيتار.