تميز شعره بالحس القومي والروح الوطنية فكتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة بأسلوب صاف وإيقاع عذب وتمتع بثقافة تراثية واسعة فهو من رواد الواقعية القومية في الأدب.
للتعرف على حياة الشاعر "شفيق الكمالي" مدونة وطن "eSyria" التقت في 11 كانون الأول 2013 الشاعر "محمد المضحي" الذي حدثنا عنه بالقول: «يمتاز شعر "شفيق الكمالي" وأدبه بالحس والروح القومية، ويعتبر أحد رواد الواقعية القومية في الأدب، كما عرف بجرأته وقدرته على إلقاء الشعر ودب الحماس في نفوس من يسمعه، فقد كان يلقي قصائده وهو طالب في المدرسة أمام حشد من الطلاب قبل أن يتوجهوا إلى الاشتراك في المظاهرات التي تندد بالاحتلال الإنكليزي، وفي قصائده تسري القضايا القومية والوطنية إضافة إلى العنصر السردي الواضح، يبني حكايته من مشاهد التاريخ وصور شخصياته، ويقيم من أحداث الماضي شواهد للفجائع الحاضرة. كتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة في عبارات صافية وإيقاع عذب وقواف موافقة، وكتب أيضاً القصيدة الحوارية التي تنتهي إلى رمز يكتشفه المتلقي».
يتمتع بثقافة تراثية واسعة ويستخدمها بأصالة في أكثر شعره، فرموزه دائماً من التراث العربي طبعت له ثلاث مجموعات شعرية هي: ## "رحيل الأفكار" 1970، "هموم مروان وحبيبته الفارعة" 1974، "تنهدات الأمير العربي" 1975، وفي أواخر عام 1978 زار "دمشق"، ولم تكن زيارته الأولى وفيها قال: "حبها قاتل هذه المدينة.. إنها مدينة تختصر التاريخ العربي كله"، ولهذا كانت الفاتحة في كثير من قصائدي ومن قصائده
وعن حياته العملية أضاف: «بدأ حياته العملية مدرساً في مدينة "الموصل" 1955 ثم فصل وسجن لنشاطه السياسي، وبعد إعلان الجمهورية أعيد إلى التدريس في "بغداد"، ثم اضطر إلى الهرب إلى مسقط رأسه مدينة "البوكمال"، ومنها انتقل إلى "مصر"، وبعد تغيير انقلابي في "العراق" عاد وعين في وزارة الإرشاد، ثم مدرساً في كليتي الآداب بجامعتي "بغداد والمستنصرية" 1964، وفي العام 1968 اختير وزيراً للشباب، ثم سفيراً 1970 ومن ثم وزيراً للإعلام، كما كان رئيساً لاتحاد الأدباء في "العراق" وأميناً عاماً لاتحاد الأدباء العرب، أسس دار "آفاق عربية" ورأس مجلس إدارتها وتحرير مجلتها 1976 وأقام مهرجاناً عربياً ضخماً لألفية أبي تمام».
ذكره الأديب "محمد رشيد رويللي" في كتابه "الحركة الثقافية في محافظة دير الزور في القرن العشرين" بالقول: «ولد الأديب والشاعر "شفيق بن عبد الجبار قدوري" في "البوكمال" وانتقل منذ الصغر إلى بغداد، واختار لنفسه مع أخيه "عبد اللطيف" لقب "الكمالي" نسبة إلى بلدة "البوكمال" التي ولد فيها، حصل على إجازة في الآداب قسم اللغة العربية من جامعة بغداد، وتابع دراسته العليا فحصل على شهادة الماجستير من جامعة القاهرة وكانت أطروحته كتابه "الشعر عند البدو"، درّس في "البوكمال" من عام 1957، ومن ثم مارس التدريس في ثانويات "بغداد" ثم في جامعة "بغداد"، من هوايته المحببة الرسم وله لوحات فنية رائعة».
ثم تابع: «يتمتع بثقافة تراثية واسعة ويستخدمها بأصالة في أكثر شعره، فرموزه دائماً من التراث العربي طبعت له ثلاث مجموعات شعرية هي:
"رحيل الأفكار" 1970،
"هموم مروان وحبيبته الفارعة" 1974،
"تنهدات الأمير العربي" 1975،
وفي أواخر عام 1978 زار "دمشق"، ولم تكن زيارته الأولى وفيها قال: "حبها قاتل هذه المدينة.. إنها مدينة تختصر التاريخ العربي كله"، ولهذا كانت الفاتحة في كثير من قصائدي ومن قصائده».
"دمشق..
لعينيك يا زهرة القوم
خضنا بحار العذاب
افترشنا رمال الحماد زماناً
ترى
يا زمان النوى
هل تعود الأماسي؟!
دمشق...
انتهى موسم الياسمين
وألقى تلال الندى
حملها
كان في غوطة الشام
نهر من العشق
روى.. حقول الأساطير
شعراً
تنادت على شاطئيه الحداة
انتهى عند نصب العزّبين
ماء الفرات
استدارت خيول بني وائل
فانحدرنا عطاش
اجتمعنا على مورد البعث
كنا نثار الطواحين
عدنا الطليعة
والسور
والبيرق العربي المرجّى".
الجدير بالذكرأن الأديب "شفيق الكمالي" من مواليد محافظة "دير الزور" مدينة البوكمال 1930 وتوفي عام 1985.