بدأ الرياضة في العاشرة من عمره على شاطئ "اللاذقية" وفي مسابح المدينة الرياضية، تلقى علوم السباحة على يد مدربين وأبطال عالميين، وفي أول امتحان حقيقي له أحرز بطولة "الجمهورية"، ليعلن نفسه سباح مسافات قصيرة وحرة وسباحة ظهر قادم بقوة إلى ميادين السباحة السورية.

قال بطل الجمهورية "أحمد زيدان" خلال حديثه مع مدونة وطن "eSyria" في 14/10/2013: «تدربت في بداياتي على يد مدربين رفيعي المستوى بطل العالم "أحمد الحسين"، والبطل العالمي "جلال زيدان"، والمدرب اللبناني القدير "أحمد الحارس"، إضافة إلى شقيقي "محمد زيدان"».

تدربت في بداياتي على يد مدربين رفيعي المستوى بطل العالم "أحمد الحسين"، والبطل العالمي "جلال زيدان"، والمدرب اللبناني القدير "أحمد الحارس"، إضافة إلى شقيقي "محمد زيدان"

وأضاف "زيدان": «منذ انطلاقتي وأنا أحرز المراكز الأولى في مسابقاتي على مستوى الجمهورية، أما على الصعيد العربي فقد كانت الإمكانيات ضعيفة والنتائج مقبولة مقارنةً مع الواقع خاصة أن السباحة القصيرة في تلك المرحلة لم تكن تحظى بالاهتمام الكبير، حيث كنا نعاني قلة التدريبات الخاصة بالبطولات الدولية وقلة المعسكرات الخارجية، في وقت كنا بأمسّ الحاجة فيه إلى عملية صقل موهبة ودعم، لكننا لم نكن نرى شيئاً من ذلك وكان جل اعتمادنا على مجهودنا الشخصي».

من ذكريات الماضي

وأضاف "زيدان": «خلال مسيرتي الرياضية أحببت لعبتي كثيراً وحاولت مواكبة التطور فيها خطوةً خطوة، وكنت أعتمد كثيراً في السباق على عملية "التكنيك" التي تفوقت فيها على معظم أصدقائي باعتراف المدربين الذين طالما أشادوا بها، الأمر الذي أدى إلى تفوقي في سباق /50/ متراً حرة وبتكنيك عالٍ في هذا السباق، إضافة إلى تفوقي في النفس الطويل، ولاحقاً وظفت خبراتي في مجال التدريب».

وعن واقع السباحة في اللاذقية قال "زيدان": «واقع السباحة في "اللاذقية" لا يليق بسمعة المدينة الساحلية ومدينة أبطال السباحة العالميين السابقين أمثال: "جلال وكمال وحسين زيدان وأحمد الحسين وماهر ومروان"، كما أن لعبة السباحة في الأندية مهملة بسبب حاجة السباحين المادية الكبيرة وقلتها في الأندية وقلة اهتمام الأندية برياضة السباحة».

السباح البطل "أحمد زيدان"

وأضاف "زيدان": «تراجع السباحة سببه قلة الإمكانات المادية لدى أهل الساحل وزيادة حاجة هذه الرياضة إلى المادة أكثر من قبل وعدم توافق المدربين مع بعضهم بعضاً، وعدم تواجد أهل الخبرة والكفاءة في صفوف اللجان الفنية المسؤولة عن رياضة السباحة مع العلم أن فيها أبطالاً عالميين لكنها بحاجة إلى ذوي الكفاءة العلمية والخبرة، الأمر ينطبق على السباحة القصيرة والسباحة الطويلة التي تحتاج إلى دعم كبير وتفرغ كامل من السباح لهذه الرياضة.

وفي حال عالجنا هذه الإشكاليات فإن السباحة ستعود إلى ألقها وسيبصر النور أبطالها ليكونوا قادرين على تحطيم أرقام قياسية».

"زيدان" الذي حقق بطولة "الجمهورية" عدة مرات تحدث عن المواقف الطريفة في مسيرته قائلاً: «أمضيت مسيرتي الرياضية وأنا أجهل لماذا كنت أقضي السباق كله وأنا في مواقع متوسطة وقبل نهايته بعشرة أمتار كنت أنطلق كالطوربيد وأتجه نحو المقدمة وسط ذهول الجميع بما فيهم أنا، حتى إنني عندما كنت أخرج من الماء كنت أقول لهم: "هلا عنجد أنا الأول"».

خلال مسيرته الرياضية شعر "زيدان" بإجحاف بحق ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه اللعبة الأمر الذي دفعه إلى العمل على تدريب الراغبين في تعلم السباحة من هؤلاء وهو الآن مدرب سباحة لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال الداون والتوحد، ومحاضر في التدريب والتحكيم في اتحاد "المعاقين" جسدياً وعقلياً.

ولم يقتصر نشاط "زيدان" على هذا الأمر حيث إنه أجرى دورات في الإنقاذ المائي والإسعافات الأولية وهو الآن يحمل شهادة دولية في الإنقاذ، إضافة إلى أنه لاعب منتخب وطني سابق، وأحد أبطال "سورية" في السباحة، وبطل في الإنقاذ المائي، إضافة إلى أنه مدرب وحكم دولي، وقد علق على تعدد المهام قائلاً: «أحببت السباحة إلى درجة اتخذت عهداً على نفسي أن ألم بكل تفاصيل هذه الرياضة وجوانبها، وأن أكون عامل دعم ومساعدة لكل اللاعبين والراغبين في الانضمام إليها علّي أذلل الصعوبات وأعالج المشكلات التي كنا نتعرض إليها كلاعبين جدد حيث لا تعترض طريق أبطالنا الصاعدين».

بطل السباحة السوري العالمي "جلال زيدان" وصف السباح "أحمد" قائلاً: «يتمتع ببنية جسمانية ملائمةً للسباحة، وقد كان أشبه بالسمكة في الماء ولطالما أحببت مناداته "السمكة الذهبية" في البطولات التي تابعته فيها، هو متقن تماماً لفن السباحة ويعرف كيف يوظف موهبته في المكان الصحيح ويحصد الألقاب.

أعتبر أنه ظلم نفسه ولم يهتم كثيراً بالتدريب، لكنني أعتقد أنه سينجح في تدريب براعم السباحة في محافظة "اللاذقية"».

وقال "عامر غانم" وهو من المعجبين بتجربته: «صحيح أنه لم يهتم كثيراً باللعبة كلاعب وأعزو ذلك إلى قلة الدعم، إلا أنه يهتم كثيراً باللعبة كمدرب ويمنح جزءاً كبيراً من وقته لتدريب الأطفال وخلق جيل رياضي يهتم بلعبة السباحة التي من المفترض أن تكون ميزةً من ميزات أهالي "اللاذقية" (أهل البحر)».