من الأسماك البلدية الشعبية اللذيذة، تميزت بحجمها الصغير الذي لا يزيد في الطول على ثلاثين سنتيمتراً ولا في الوزن عن /250/ غراماً، وهي تتلون وفقاً لطبيعة مرعاها.

مدونة وطن eSyria زارت ساحة السمك في مدينة "بانياس" بتاريخ 13/6/2013 والتقت الصياد "خالد خليل" ليحدثنا عن هذه السمكة البحرية المرغوب فيها لدى مختلف محبي تناول الأسماك، حيث قال: «تميزت سمكة "السلمورا" بشكلها المغزلي الانسيابي ولونها الأبيض لمختلف أنحاء جسدها الصغير، ما عدا أعلى ظهرها وحتى نهاية ذيلها فيميل إلى اللون الزهري وهو لون متغير ما بين الفاتح والغامق بحسب طبيعة الغذاء الذي تتناوله السمكة، وهذا أمر لا يدركه إلا الصياد أو الخبير بالأسماك البحرية».

تتكاثر سمكة "السلمورا" بالبيض مع بداية شهر نيسان وحتى بداية شهر حزيران، ويتميز بطرخها "كيس البيض" بحجمه الكبير مقارنة مع بقية الأنواع السمكية من ذات الفئة الصغيرة لها، ما يمنحها مذاقاً شهياً في هذه الفترة من السنة

وبالنسبة لمراعي سمكة "السلمورا" ونكهتها يقول السيد "خالد": «في أغلب الأحيان ترتبط نكهة السمك ولذته ودسامة لحمه بنوعية المرعى الذي يتناول منه غذاءه اليومي، وهو أمر محقق بنسبة عالية عند سمك "السلمورا" الشعبية البلدية، فهي سمكة تعيش في المراعي الرغلية أو ما يشبه الشعب المرجانية وهو مرعى ما بين المرعى الصخري والمرعى الرملي، ما منحها نوعية لحمة لذيذة النكهة، ويتفاوت دسمها بحسب طبيعة الغذاء الذي تلتقطه من المرعى الرغلي، حيث تجول أيضاً بحثاً عن العوالق ما بين المرعيين الصخري والرملي، وهنا يمكن للصياد معرفة نوعية المرعى من تجانس اللون الزهري في أعلى ظهرها وذيلها، فيكون اللون زهرياً غامقاً عندما تعتاش في المراعي الرغلية الصخرية، ويكون اللون الزهري فاتحاً عندما تعتاش في المراعي الرغلية الرملية».

سلمورا من المرعى الرغلي

وعن ثمنها وارتباطه بوفرتها وحجمها يقول السيد "عمر خليل": «السمكة شعبية ومطلوبة بشكل مستمر وهي في حالة تنافسية دائمة مع سمكة "الغبص" وهو أمر أثر على ثمنها العام، فعندما تتوافر في البحر ويمكن صيدها بسهولة يكون ثمنها حوالي /250/ ليرة سورية، وعندما يقل صيدها بسبب طبيعة الطقس أو غيرها من الأسباب يرتفع ثمنها إلى حوالي /500/ ليرة سورية، وقد يرتفع أيضاً إلى حوالي /600/ ليرة لو وجدت منها سمكة ذات حجم جيد أي /250/ غراماً».

وأما عن طريقة صيدها فيقول: «يمكن اصطياد سمكة "السلمورا" بالسنارة عندما يكون حجمها كبيراً، وبالشباك العادية في منتصف الليل دون إنارة في حجمها المتوسط والصغيرة، حيث تكون فتحة الشباك ما بين ستة عشر ميليمتراً وحتى اثنين وعشرين ميليمتراً، علماً أنها تعيش وفق أسراب سمكية كبيرة، أما طُعمها فهو عبارة عن نوع من السمك الصغيرة يقال له "صبيدي" أو "السردين" الصغير منه والمقطع إلى قطع صغيرة لأن فم "السلمورا" صغير ولا يمكنها تناول قطع كبيرة منها، لذلك لا تنجذب لها ولا تعلق بالسنارة خلال رميها في عرض البحر.

وهي سمكة تعيش في الأعماق المتوسطة والكبيرة أي ما بين حوالي خمسين متراً وحوالي /500/ متر تحت سطح الماء».

وبالعودة إلى حديث الصياد "خالد" تحدث عن طريقة تحضير وجبة غذائية من سمكة "السلمورا" فقال: «الكثيرون من الناس يفضلون تناول سمكة "السلمورا" مقلية بالزيت، ومنهم من يحبها مشوية على الفحم، ولكن برأيي الشخصي عملية القلي لها هي أفضل طرق تناولها رغم صغر حجمها وهو الأمر الذي يستوقف الكثيرين بحجة تفتتها خلال عملية القلي والذي أعزوه شخصياً إلى زيادة زمن القلي فقط».

ويختم السيد "خالد" حديثه بتوضيح فترة التزاوج عند سمكة "السلمورا" فيقول: «تتكاثر سمكة "السلمورا" بالبيض مع بداية شهر نيسان وحتى بداية شهر حزيران، ويتميز بطرخها "كيس البيض" بحجمه الكبير مقارنة مع بقية الأنواع السمكية من ذات الفئة الصغيرة لها، ما يمنحها مذاقاً شهياً في هذه الفترة من السنة».