يعتبر من الأسماء الأولى التي وجدت في الساحة الأدبية بمدينة "القامشلي" التي انطلق منها للتألق والإبداع في عالم الأدب والمسرح والدراما، لكن غابت روحه عن الحياة فخلدت أعماله الأدبية.

"مدوّنة وطن" eSyria وبتاريخ 12/6/2013 زارت أوّل صديق للكاتب في الفن والأدب والثقافة السيد "أنيس حنا مديوايه" فقال عنه: «هو اسم كبير في الساحة الأدبية بكل ما تعنيه الكلمة، فقد كان كاتباً وقاصاً وناقداً، نزح مع أهله من "تركيا" ليستقر في مدينة "القامشلي" مع بدايات العشرينيات، ومنذ الرحلة الأولى في الحياة كان يهوى الكتابة وحمل القلم، حتى في مجال عمله بمكتب الحبوب وفي بلدية المدينة لم يكن يلتقي إلا بروّاد الثقافة والأدب، وكانت لدي مكتبة قبل افتتاح المركز الثقافي تمّ تحويلها إلى منبر للثقافة والمثقفين ولم يكن يجتمع فيها إلا من يحب الثقافة والتثقف وكان من بينهم الاسم الأدبي الكبير "ألياس ألياس"، وكان ملازماً للمكتبة بشكل كبير وكبير جداً، ومع بداياته كان يمارس هواية الكتابة بتمعن ودقّة وكتاباته ومنذ البداية كانت في عدّة مجالات».

هو قامة أدبية وتراثية مهمة، وكل من يريد التقرب من الأسماء الأدبية الرائعة لابد أن يقلب صفحاته الطيبة، يكفيه أن جلّ سنواته كانت في خدمة الثقافة والعلم والادب

ويتابع: «ومنذ الانطلاقة الأولى كان يراسل نخبة من كبار المخرجين السينمائيين في "مصر"، وفي عام 1955 كانت وجهته إلى "بيروت" واستقر بها مطوّلاً، وكان لتلك الرحلة تخصص كامل في الكتابة فتفرّغ لها بشكل كلي وفي عدّة مجالات وبدرجة واحدة وهي: القصة، المسرح، النقد، الدراما، الملاحم التاريخيّة، ونتيجة تفرغه للكتابة كانت كتاباته ومنشوراته تزيد على الثلاثين مؤلفاً، والعديد منها حاز جوائز أدبيّة، ومن تلك المؤلفات: "الشوق البعيد" وهي قصّة فيها كل العناوين الاجتماعية والإنسانية وفازت تلك القصة بجائزة أدبية عام 1953».

السيد انيس مديوايه

ثم أضاف: «وكانت له أعمال أدبية أخرى منها: "إعصار الظلام" وأيضاً فازت تلك القصة الإنسانية بجائزة أدبية عام 1960، أمّا "قصر الظلام" فهو سيناريو لفيلم وثائقي، وحقق جوائز عدّة، وفي عام 1964 إحداها، وفي الفيلم الروائي "ضائع في الزحام" فاز بجائزة المركز الوطني للسينما وذلك عام 1967، ولم يتوقف عن ذلك فكان له سيناريو الفيلم "المطلوب رجل واحد" وحقق جائزة السينما عام 1974، بالإضافة إلى الملحمة البطولية "صرخة البطولة" والفائزة بالجائزة التقديرية الكبرى من المركز الوطني للسينما اللبنانية عام 1986، و"جولان ..جبل الشيخ" سيناريو عن حرب تشرين التحريرية، وهناك ملاحم شعرية وتاريخية عديدة أخرى».

وعن بعض أعماله الدرامية قال: «عناوين عديدة لتلك الأعمال منها: "الصرخة الخرساء" الحديث فيها عن إفرازات الحرب على "لبنان"، وهناك "لتنفتح بوابات العبور" يطلب فيها فتح بوابات العبور بين شعوب الدنيا، وكانت حصة مدينته "القامشلي" حاضرة في أعماله الأدبية منها "الضفة الثانية" ويسرد قصة على ضفاف نهر الجغجغ، حتّى الشر والموسيقا والخطوة الراقصة كانت حاضرة في "همسات الضياء"».

المرحوم يسارا مع السيد انيس في حوار مع الكتب

ويختتم السيد "أنيس" حديثه عن "ألياس" قائلاً: «ذاك الرجل الرائع نذر نفسه للكتابة حتّى انه لم يجد وقتاً للزواج، وقد توفي على أثر نوبة قلبية ولم يكن قد أكمل السبعين، حتّى إن جيرانه اكتشفوا موته بعد ثلاثة أيام والكتاب بين يديه، وقد احتفظت مطرانيه السريان الأرثوذكس في "بيروت" بكافة أعماله الأدبية».

الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" تحدث عن المرحوم قائلاً: «هو قامة أدبية وتراثية مهمة، وكل من يريد التقرب من الأسماء الأدبية الرائعة لابد أن يقلب صفحاته الطيبة، يكفيه أن جلّ سنواته كانت في خدمة الثقافة والعلم والادب».