راهن عليه جميع من دربه فهو مثال للحارس الضامن للشباك مهما كان اسم المهاجم الذي يلعب أمامه، ومع كل مباراة يقدمها تزداد فرصه ليكون حارساً للمنتخب الوطني على الرغم من وجود أسماء كبيرة تحرس الخشبات الثلاث.
مدونة وطن eSyria التقت حارس مرمى نادي "المجد" الدمشقي "أمجد السيد" يوم الأحد الواقع في 12/5/2013 فتحدث بداية عن تفتح الموهبة لديه وأسبابها: «ولدت في مدينة "أبو ظبي" الإماراتية في العام 1990، وهو مكان عمل الوالد الذي يهوى الرياضة بكل أشكالها، وبعد أن بلغت الخامسة من العمر كان يأخذني معه لحضور المباريات هناك، ورؤية الحارس الإماراتي الشهير "محسن مصبح"، ومنذ ذلك اليوم وأنا مولع بالخشبات الثلاث وحراستها، وعند عودتنا إلى الوطن بدأت اللعب مثل أقراني في "شقا" حتى أخذني الكابتن "وسام أبو يحيى" إلى نادي "شهبا" (وكان عمري وقتها 14عاماً) حيث أشرف على تدريبي الكابتن "أسامة الطويل" مدرب الحراس في النادي بمساعدة من الصحفي "عمر الطويل" في فئة الأشبال، وفي السنة الثانية أصبحت حارس النادي الاحتياطي حتى العام 2006 منتظراً الفرصة المناسبة لأحرس الشباك بشكل رسمي».
حلمي أن أحقق رغبتي ورغبة الوالد الذي له كل الفضل علي منذ الصغر وهو في الاحتراف الخارجي على الرغم من صعوبة المهمة لكون أغلب الدول العربية لا تقبل التعاقد مع الحراس، ولكن أملي كبير في تجربة احترافية خارجية أثبت فيها موهبتي
وعن قصة المباراة الأولى مع النادي قال: «يعود الفضل في ذلك للمدرب "فيصل الشحف" الذي رشحني لحراسة المرمى كأساسي في مباراتنا مع نادي "داريا" في كأس الجمهورية بعد التشاور مع مدرب الحراس الكابتن "أسامة"، حيث أثبت موجودية في تلك المباراة وصددت عدة كرات صعبة فانتهت المباراة بالتعادل بهدف لهدف، ومن وقتها وأنا الحارس الأساسي للنادي الذي علمني الأبجدية الصحيحة في كرة القدم».
أما عن مواصفات الحارس المتميز، فقال: «يجب على حارس المرمى أولاً أن يكون مقتنعاً بمركزه بشكل كامل، فالمسؤولية الكبيرة تلقى على عاتقه في حماية المرمى وفي حماية الفريق من الخسارة، واللاعب يخطئ دائماً ويمكن التعويض في أي لحظة ولكن خطيئة الحارس قاتلة ولا يمكن تعويضها. ويجب على الحارس أن يتمتع بالرشاقة وسرعة ردة الفعل وتقدير الموقف جيداً والتناغم مع اللاعبين عن طريق الصوت والطول المناسب».
وتابع: «كانت أسوأ مباراة خضتها تلك التي جمعتنا مع نادي "الحراك" في الدرجة الثانية التي كنت فيها حارساً لنادي "شهبا"، وكانت النتيجة قبل نهاية المباراة ثلاثة أهداف مقابل هدفين لمصلحتنا، وفي آخر دقيقة حصل "الحراك" على ركلة حرة مباشرة من مسافة تقارب الأربعين متراً، وعند تنفيذها ضعيفة من قبل أحد اللاعبين طرت لاستقبالها ولكنني تعثرت بقدمي ودخلت الكرة المرمى، وكادت النتيجة تقصينا للدرجة الثالثة لولا فوزنا في آخر مباراة على نادي "بردى". أما أجمل مباراة فكانت تلك التي خضتها مؤخراً ضد نادي "تشرين" في دوري المحترفين والتي فزنا فيها بهدف، وقد صددت ركلة جزاء وعدداً من الكرات الخطرة، وهي ما أعتبرها أجمل مباراة في حياتي المهنية حتى الآن».
وعما وجده في دوري المحترفين وتجربته مع "المجد" الدمشقي قال: «فضلت خوض التجربة الاحترافية مع "المجد" بعد أن تلقيت العديد من العروض من أندية مهمة في القطر، وكان لمدرب حراس المنتخب الوطني الكابتن "عبد الله تركماني" الفضل، وترشيحه لي عند رئيس الاتحاد السيد "صلاح رمضان" كان بمثابة الجائزة الكبرى خاصة أن مدرب الحراس في النادي الكابتن "زكريا قاسم" يراهن على قدراتي ووصولي لكي أكون حارس المنتخب بعد أن طور مهاراتي في الحراسة. والفرق بين دوري المظاليم والمحترفين كبير وشاسع من حيث الجدية والنظام والمنهج والاستقرار النفسي، فأنت تقاتل لكي تحافظ على مركزك لإثبات الوجود أمام مهاجمي الدوري السوري الكبار، وبالتالي يصبح لديك الاسم المعروف في الوسط الرياضي وتمارس كرة قدم حقيقية. وهذا لا يعني أنني لم أستفد من تجربتي في نادي "شهبا" فهو بيتي الأول والأخير وفضله كبير علي ولولاه لما وصلت إلى هنا. ولن أنسى ما قدمه لي رئيس النادي الأستاذ "نسيم الهادي" طوال فترة وجودي في نادي "شهبا"».
وتابع: «هو حلم أي حارس أن يمثل بلاده في الاستحقاقات الخارجية، وقد دخل مرماي طوال هذا الموسم سبعة أهداف فقط على الرغم من قوة الفرق المنافسة، ولكن التوفيق والصبر والمدربين كانوا جميعاً عوناً كبيراً لي حتى اثبت قدرتي على حماية الشباك. وهو ما أوصل اسمي إلى المسؤولين عن المنتخبات الوطنية والتوفيق من عند الله».
أما عن الطموح الذي يسعى إليه فقال: «حلمي أن أحقق رغبتي ورغبة الوالد الذي له كل الفضل علي منذ الصغر وهو في الاحتراف الخارجي على الرغم من صعوبة المهمة لكون أغلب الدول العربية لا تقبل التعاقد مع الحراس، ولكن أملي كبير في تجربة احترافية خارجية أثبت فيها موهبتي».
الزميل "عمر الطويل" قال عن تجربته مع "أمجد السيد": «يعتبر من الخامات المتميزة، وقد كان لي الشرف بتدريبه في بداية رحلته مع النادي في فئة الأشبال، وهو يمتلك مواصفات الحارس الناجح، ويمتاز بالجرأة والشجاعة والتعامل الجيد مع الكرات العالية، وانتقاله للمجد شيء طبيعي قياساً لإمكاناته ومستواه العالي، ونتمنى له التوفيق في رحلته مع ناديه الجديد ومع المنتخب الوطني».
المدرب السابق لنادي "شهبا" الكابتن "فيصل الشحف" تحدث عن تجربته مع الحارس "أمجد السيد" بالقول: «لقد اقترحت على مدرب الحراس الكابتن "أسامة الطويل" تجريبه في مباراة النادي مع نادي "داريا" في كأس الجمهورية، لأنني منذ الوهلة الأولى كنت أراه حارساً للمنتخب الوطني للياقته وحماسه وأخلاقه العالية وقدرته على الصد والرد. ومنذ تلك الحادثة في العام 2006 وهو الحارس الأساسي للنادي».