هي إحدى الألعاب القليلة المخصصة للإناث أيام زمان، وقد يلعبها الذكور مع الإناث عندما تضيق بهم الدنيا. وحتى الآن ما زالت هذه اللعبة منتشرة في القرى لسهولة لعبها واعتمادها على خفة الحركة والرشاقة.
مدونة وطن eSyria التقت الآنسة "راما الشوفاني" يوم الخميس الواقع في 7/4/2013 وهي المهتمة بجمع المعلومات عن الألعاب الشعبية وتوثيقها، حيث تحدثت عن أدوات اللعبة والمكان المناسب للعبها بالقول: «تلعب الزقطة داخل البيت أو في الكروم أو على البيدر من قبل لاعبتين أو أكثر بعد أن يخترن خمسة أحجار صغيرة مائلة إلى التكور في الغالب، لكي يسهل التعامل معها».
تلعب الزقطة داخل البيت أو في الكروم أو على البيدر من قبل لاعبتين أو أكثر بعد أن يخترن خمسة أحجار صغيرة مائلة إلى التكور في الغالب، لكي يسهل التعامل معها
وعن طريقة اللعب تضيف: «تختار اللاعبة حجراً من الأحجار الخمسة تسميه (القال) وترميه، ثم تلتقط حجراً من الأرض وتلتقط القال من الهواء قبل أن يسقط على الأرض، وتكمل التقاط بقية الأحجار بنفس الطريقة، راميةً القال في كل مرة وملتقطةً إياه قبل وقوعه على الأرض، وعندما تنجح بالتقاط الأحجار كلها بتلك الطريقة، تنتقل إلى المرحلة الثانية حيث يجب عليها رمي القال ثم التقاط حجرين من الأرض، ثم في المرحلة التالية ثلاثة أحجار، ثم الأربعة كلهم في المرحلة التالية.
بعد ذلك يتم لعب مرحلة الطمس حيث ترمي اللاعبة الأحجار الخمسة في الهواء ثم تطمس (تقلب راحتي يدها إلى الأسفل) محاولة التقاط الأحجار الخمسة وجمعها على ظاهر اليدين المتلاصقتين. وربما لا تستطيع التقاط جميع الأحجار التي بقيت على ظاهر اليدين فتحتسب لها النقاط بعدد الأحجار التي بقيت على يدها».
وعن الأحكام الخاصة للزقطة، تابعت تقول: «هناك أحكام يجب الالتزام بها، فإذا وقع القال على الأرض خطأً في أية مرحلة من المراحل انتقل اللعب إلى الفتاة التالية، وتحتفظ اللاعبة التي وقع قالها بالمرحلة التي أنجزتها قبل وقوع القال وتتابع اللعب بدءاً من المرحلة التي تليها».
وقد تحدث الباحث والكاتب "فوزات رزق" في كتابه (ألعاب الأطفال) الصادر عن وزارة الثقافة في العام 1996 عن معنى الزقطة والاعتقاد السائد أن هذه اللعبة تقلل البركة بالقول: «معنى الزقط في العامية المحلية أكل بشراهة دون مضغ، ولعل اسم اللعبة جاء من الطريقة التي تلعب بها، إذ تلجأ اللاعبات إلى أخذ الحصا بنهم كما لو كن (يزقطن) يأكلن. وربما كان أصلها (الزأطة)، وكثيراً ما ينتشر اللفظ بين اللاعبات أثناء مزاولة اللعبة. وهناك اعتقاد سائد بين الكبار في السن أن الزقطة تقلل البركة، لذا كثيراً ما لجأت الأمهات إلى عزل بناتهن عند مباشرة اللعبة بقولهن (الزقطة تزقط كل شيء)».
وعن المرحلة التي تسمى مرحلة العروس الأكثر رواجاً واستمرارية إلى الآن، يقول الباحث: «تصنع اللاعبة من إصبعيها الوسطى والإبهام قوساً، وذلك باليد اليسرى على أن تغرز الإصبعين في الأرض. تأخذ اللاعبة الحصيات الخمس بيدها اليمنى، ثم تلفها حول اليسرى، وتقذف الحصيات، ينبغي أن تأتي الحصيات أمام القوس المصنوع من الوسطى والإبهام، حيث تنتقي اللاعبة الخصم حصاة واحدة تكون هي الأقرب نحو باب القوس، وتسميها العروس. بالمقابل على اللاعبة أن تنتقي قالها من بين الحصى عدا العروس، وتباشر بإدخال الحصيات في القوس واحدة واحدة وذلك وفق التالي: أولاً- ترفع اللاعبة قالها إلى الأعلى، ثم تدفع الحصاة المراد إدخالها باتجاه القوس، ثم تعود لالتقاط القال.
ثانياً– تعاود اللاعبة دفع الحصاة مرة أخرى وبالطريق نفسها على ألا تصطدم الحصاة بالعروس، وإلا فقدت اللاعبة حقها بالاستمرار، وتستمر في إدخال الحصيات الأخرى بالطريقة نفسها.
ثالثاً– تنتقل اللاعبة بعد إدخال جميع الحصيات إلى مرحلة الطمس أي قلب راحتي اليدين إلى الأسفل ومحاولة التقاط الأحجار الخمسة، وجمعها على ظاهر اليدين المتلاصقتين، ويحسب لها عدد الحصاة التي بقيت على ظاهر اليدين. وفي النهاية من تجمع عدد نقاط أكثر تعتبر الفائزة.