كثيرة الطيور التي تعيش في "وادي الفرات" منها المهاجر ومنها العابر والمستوطن، أما طائر "الترغل" (الدرغل) فهو من الطيور الوافدة لمنطقة "الدير"، والذي يعرف بجمال منظره وحسن صوته وجسمه الرشيق، فهو من أفضل الطيور المهاجرة طعماً وأكثرها شهرة وشعبية لدى هواة الصيد.

للحديث عن طائر "الترغل" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6/3/2013 المهندسة الزراعية "سارة المزعل" التي تحدثت بالقول: «"الترغل" من فصيلة الحمام، وهو طائر جميل المنظر، حسن الصوت، سريع الطيران وذيله وعضلاته الصدرية القوية يساعدانه على الطيران بسرعة، ومنقاره محدب ولونه يميل للرمادي المغبر أو البني، غذاؤه الحبوب ويأكل الثمار والحشرات واللافقاريات الصغيرة، وله طريقة في شرب الماء تميزه من باقي الطيور فهو لا يرفع رأسه للأعلى بعد ارتشاف الماء وإنما يقوم بوضع منقاره بالماء وامتصاصه، ويتمتع هذا الطائر بعادات اجتماعية مميزة فهو يتحرك جماعياً ويبدأ نهاره بهديل جماعي وبعدها ينطلق للبحث عن الغذاء والشراب ليعود في نهاية النهار لمرقده الذي انطلق منه، وهو يفضل المناطق الدافئة لذلك يكثر في "دير الزور"».

"الترغل" ويسمى "الدرغل" لونه رمادي أو بني وهو وافد للمنطقة، وإن كان وافداً مهاجراً ومناطقه آسيا إلا أنه أصبح من الطيور التي تقتنى في البيوت لجمال لونها وصوتها العذب ويطلق عليه أيضاً الحمام "الفاخت"

وعن طريقة تكاثر طائر "الترغل" تضيف: «يتكاثر الترغل في فصل الربيع والصيف، والمعروف عنه أنه أحادي الزيجة حيث تلازم أنثى الترغل الذكر لنهاية الحياة تقريباً، ويبدأ الذكر بالتصويت عالياً متمختراً أمام الأنثى وهو يصدر في أثناء الغزل أصوات كالقرقرة تبدو وكأنها فقاعات صادرة من حوصلته، وفي المرحلة التالية يبدي الذكر حركات تبدو وكأنه ينحني للأنثى، ويصدر أصوات كأنه يكلمها وفي أثناء ذلك تحني الأنثى رأسها وتوجه منقارها نحو الأسفل تجاوباً مع الذكر ويهدأ القرينان بعد ذلك قليلاً، يقوم أحد القرينين في أثنائها ويكون عادة الذكـر وأحياناً الأنثى بإمرار منقاره بلطف على ريش رأس القرين.

طائر الترغل

وفي هذه الأثناء يخرج الذكر بعض الحليب من حوصلته الذي تبتلعه الأنثى، ويعتقد أنه يحتوي على بعض الهرمونات التي تحرض غددها التناسلية ويجعلها قادرة على التجاوب، تستمر هذه الحركات عدة أيام يتبعها تحضير العش الذي يقوم الذكر بدور فاعل فيه فينتقي المكان على شجرة أو ثغرة في الصخر، ويجمع بعض الأغصان والمواد الأخرى التي تقوم الأنثى بترتيبها فيه، وتضع الأنثى عادة بيضتين في كل مرة، تكون بيضاء موشحه باللون الأزرق يتناوب كل من الذكر والأنثى في حضنهما وتستمر فترة الحضانة حوالي سبعة عشر يوماً وبعد التفقيس يحافظ الأبوان على الصغيرين دافئين طوال عشرة أيام تقريباً ينمو فيها الريش ويصبح الصغيران قادرين على الانطلاق بعد شهر تقريباً».

أما الشاب "محمد فارس" من حي "الحميدية" ومن ممارسين هواية الصيد فأشار: «للصيد مواسمه وأوقاته وأبرز هذه المواسم فصل الربيع، وفي منتصف شهر نيسان يبدأ موسم "الترغل" حيث يكثر في منطقة دير الزور، ويبني أعشاشه في رؤوس الأجراف العالية وفي الآبار في البادية وفي الجزر النهرية الكثيرة، وهو من الطيور الحذرة جداً وسريعة الهرب عندما تشعر بالخطر، ولا تقترب من البشر أو المساكن وإنما تحب العيش في المناطق المشجرة والمزارع والتي توفر له مورداً للرزق والحماية، وتعتبر من أفضل الطيور طعماً وأشهاها وأكثرها شهرة وشعبية لدى هواة الصيد».

السيد "محمد فارس"

وقد ذكر الباحث "احمد حوشان" في كتابه تاريخ "دير الزور" في فصل الطيور هذا الطائر قائلاً: «"الترغل" ويسمى "الدرغل" لونه رمادي أو بني وهو وافد للمنطقة، وإن كان وافداً مهاجراً ومناطقه آسيا إلا أنه أصبح من الطيور التي تقتنى في البيوت لجمال لونها وصوتها العذب ويطلق عليه أيضاً الحمام "الفاخت"».