يسميه الناس "خزان الذهب" أو "أبو الدهب" أو "النيوط" وهو من الكائنات التي يدل تواجدها وفق البحاثة المختصين بالبيئة على صحة البيئة وسلامتها.. إنه حيوان "السمندل".
مدونة وطن eSyria تابعت وفي موقعين مختلفين وخلال شهرين وجود السمندل في منطقتين واحدة في اللاذقية والأخرى في طرطوس.
السمندل يتميز بجلده الرطب ذي الخلايا الحساسة فهو كائن ليلي بامتياز ويمكن أن يرى نهاراً ولكنه خامل نهاراً ويمكن أن تجده في الأماكن والوديان الرطبة ذات الأشجار المتساقطة حيث يختبئ بين هذه الأوراق كما يضع بيوضه بين هذه الأوراق
فمن هو السمندل؟ السمندل أو النيوط أو سمندل الماء (بالإنجليزية Newt) هو حيوان برمائي، وتوجد منه أنواع كثيرة في أوروبا وشمال وغرب آسيا والصين، ويضع بيضه تحت أوراق النباتات المائية المتساقطة أو الخضراء، ويتغذى بالذباب والاصلج (نوع من الحيوانات الرخوة) والديدان والكائنات المائية الصغيرة، ويتميز بأن قدمه تنمو مرة أخرى بمجرد قطعها تلقائياً.
يتحدث الباحث الدكتور "زهير الشاطر" المدرس في كلية الزراعة بجامعة تشرين عن السمندل فيقول لمدونة وطن eSyria: «إن السمندل حيوان برمائي، يشبه الحرباء، لكنّه يفوقها حجماً، ولكنه يتميّز عنها بذيله المفلطح العريض في آخره. له أربع قوائم صغيرة، ويعتمد أكثر على تحريك جذعه كي يتقدّم. في الصين يستخرجون منه منتجات صحية وتجميلية، وعقاقير لمعالجة الملاريا والزهايمر وبعض أنواع السرطانات. ورد ذكره في الأساطير القديمة، وقد سمّاه الاغريق "حرباء النار" لقدرته الخارقة على تحمل النار، ويقال إنّه يستطيع أن يمشي على الجمر. جلده ناعم لزج. صامت تماماً، قد تمر بقربه فلا تراه، لكن لو رأيته فستكون البهجة من نصيبك، بسبب ألوانه الزاهية أغلب الأحيان».
ويتابع الدكتور "الشاطر" حديثه فيقول: «يتواجد السمندل في سورية بأعداد قليلة عموماً وخاصة في أودية الأنهار الجارية ويسمى بعدة تسميات أبرزها "خزان الدهب" بسبب البقع الصفراء التي يتمتع بها فوق جلده الأسود، والسمندل ذو اللونين الأسود والأصفر هو الأكثر ملاحظة في سورية خاصة في وديان الساحل السوري التي لم تطلها يد التلوث خاصة الصرف الصحي الذي للأسف تم توجيهه في أغلب القرى إلى الوديان العذراء إضافة طبعاً إلى تدخل الإنسان في التركيب الطبيعي للبيئة عبر تجفيف منابع المياه الجارية عبر إقامة الآبار غير المدروسة والمرخصة للزراعة».
وعن الدور البيئي الذي يلعبه السمندل أضاف الدكتور الشاطر: «السمندل هو أحد أهم المؤشرات الحية على صحة وسلامة البيئة، والبيئة التي يتواجد فيها تعني أنها خالية تماماً من كل الملوثات وبأنواعها الكيمياوية بالدرجة الأولى لأن هذا الكائن حساس جداً للملوثات وحين تتعرض بيئة يتواجد فيها للتلوث فإنه سرعان ما يختفي ويموت أو إن تمكن من الهجرة إلى مكان آخر وهذا احتمال ضعيف فإنه يؤسس لموقع جديد».
ويضيف: «السمندل يتميز بجلده الرطب ذي الخلايا الحساسة فهو كائن ليلي بامتياز ويمكن أن يرى نهاراً ولكنه خامل نهاراً ويمكن أن تجده في الأماكن والوديان الرطبة ذات الأشجار المتساقطة حيث يختبئ بين هذه الأوراق كما يضع بيوضه بين هذه الأوراق».
ولذلك فهذا الكائن– يتابع الدكتور الشاطر– «من الكائنات المهمة في سلسلة النظام البيئي ولأجله يجب المحافظة على بيئات نظيفة خالية كلياً من الأوساخ والملوثات واعتماد محميات طبيعية للأنظمة البيئية التي لم تتعرض لأي تدخل بشري وتطويرها سياحياً بحيث لا يتدخل في مسارها البشر».
الباحث "حازم سليمان" الذي يقوم بتوثيق الحياة البرية في المناطق الساحلية أضاف: «إن السمندل من الكائنات الحساسة جداً لأي متغير في البيئة وتوثيقه يأتي من منطلق العمل على تقديم صورة حية وحقيقة وموثقة لغنى بيئاتنا المحلية بما يمكن أن يدفع للحفاظ عليها أولاً، وثانياً دفع الباحثين والمختصين لدراسة هذا الغنى الكبير والنادر، وثالثاً تقديم هذه الصورة للأجيال الجديدة لكي تتعلم وتعرف وتتعرف على بيئات وطنها بشكل يجعلها تحافظ على هذه البيئات وتتعامل معها على أنها كنز وطني وعالمي لا يتكرر».
يشار أخيراً إلى أن المنطقة التي تم رصد السمندل فيها هي منطقة محمية الكهف في القدموس وهي من المحميات الطبيعية في سورية وتبلغ مساحتها 36 دونماً ويتواجد فيها العديد من الأنواع الحيوية المميزة والنادرة ومنها النباتات كزهرة البيوني السورية.