لقشر الأفعى حضور كبير في التقاليد والعادات الاجتماعية القديمة الموروثة، والتي مازالت الكثير من المناطق والأرياف تستخدمه في حياته إما للاستفادة منه أو كطقس متعارف عليه في المنطقة.

وللتعرف على استعمال الناس لقشر الأفعى وحضورها في الموروث الشعبي في ريف محافظة "حلب" في منطقة "عفرين" التقى "مدونة وطن" "eSyria" السيدة "فيدان سليمان" البالغة من العمر 81 سنة والتي تحدثت بالقول: «قبل ظهور وسائل الاتصالات العصرية من فضائيات وغيرها كانت هناك مجموعة من العادات والتقاليد الاجتماعية هي التي تحكم حياة الناس وترسم شكل حياتهم الاجتماعية اليومية وقد كانت تلك العادات التي ورثها الإنسان جيلاً بعد جيل ومنذ أقدم الأزمنة هي نتاج احتكاك طويل للإنسان بالبيئة المحيطة به هذه البيئة التي تضم الحيوان والأشجار والجبال وغيرها، ومنها قشر الأفعى أو الحيّة كما تسمى بالعامية فقد كانت ذا حضور في هذه التقاليد وفي عدة نواح».

قبل ظهور وسائل الاتصالات العصرية من فضائيات وغيرها كانت هناك مجموعة من العادات والتقاليد الاجتماعية هي التي تحكم حياة الناس وترسم شكل حياتهم الاجتماعية اليومية وقد كانت تلك العادات التي ورثها الإنسان جيلاً بعد جيل ومنذ أقدم الأزمنة هي نتاج احتكاك طويل للإنسان بالبيئة المحيطة به هذه البيئة التي تضم الحيوان والأشجار والجبال وغيرها، ومنها قشر الأفعى أو الحيّة كما تسمى بالعامية فقد كانت ذا حضور في هذه التقاليد وفي عدة نواح

وأضافت: «في البداية أود القول بأن "الأفعى السوداء" تحديداً هي حيوان مبارك في الموروث الشعبي والديني في المنطقة وخاصة لدى أبناء الديانة الإيزيدية الذين يرجعون سبب هذه المباركة إلى أن الأفعى السوداء كورت نفسها على الثقب الذي حدث في سفينة "نوح" فسدته وبالتالي منعت السفينة ومن فيها من الغرق المحتم.

فرك الركبة بقشر الأفعى

و"الأفعى السوداء" أيضاً بموجب التقاليد الشعبية لا سم لها فهي بالتالي لا تلدغ الإنسان بل تفضل العيش إلى جانبه ووجوده في مكان هو فأل خير فهي حارسة المزارات الدينية وهي حيوان أليف عند الشيوخ وأصحاب الكرامات».

وحول مصدر "قشر الأفعى" أشارت السيدة "فيدان" بالقول: «خلال فصل الصيف من كل عام حيث الحرارة مرتفعة تتخلص الأفعى من القشر الذي يلف جسدها لتظهر بجلدها الجديد والذي يستمر حتى العام التالي قبل أن تقوم بنزعه أيضاً.

إبراهيم حمو

في اليوم المحدد لنزع القشر تختار الأفعى مكاناً محصوراً كساق شجرة أو جحر صخري أو حفرة ترابية ضيقة لتبدأ بعملية النزع الذي يستمر حوالي الساعة أو الساعتين حيث تدخل بجسدها في المكان المحصور ابتداءً من مقدمة جسمها فتتقدم للأمام بشكل بطيء حتى يبقى القشر معلقاً في المكان الضيق بينما تخرج هي بجسدها الجديد، وهنا ينصح الإنسان بعدم الاقتراب من الأفعى في هذه الحالة لأنها تكون في قمة العصبية والهيجان وبالتالي ستلحق الضرر بالشخص».

تتابع: «بعد مغادرة الأفعى المكان يبقى القشر الذي يستخدمه الإنسان بحسب التقاليد الشعبية في عدة نواح.

أفعى نزعت قشرها حديثها

أولاً هناك اعتقاد شعبي قديم في منطقة "عفرين" مفاده بأن هذا القشر يساعد الأشخاص وخاصة الأطفال منهم على زيادة سرعتهم إذا ما قاموا بجلب قسم من ذلك القشر وفركوا به ركبهم وخاصة اليسرى وهي الضعيفة أصلاً، ولذلك تجد الأطفال خلال فصل الصيف يبحثون عن القشر في الجبال والوديان وبين الحقول ليفركوا به ركبهم قبل أن يتسابقوا في سباقات الركض لأن هذه العملية بحسب المعتقدات ستجعلهم مسرعين بل خاطفين في السرعة كالحية تماماً.

وهناك استخدام آخر لقشر الأفعى وخاصة لدى المسنين والمعمرين منهم وهي جلبه للبيوت وتعليقه في المنازل كزينة لأن وجود "قشر الأفعى" في البيوت يساعد أهل البيت في موضوع الحظ باعتباره جالب للحظ والرزق للناس، ففي الريف يبحث الناس عن القشر ويجلبونه لبيوتهم أما في المدن فهم يقومون بشرائه، ففي مدينة "حلب" القديمة على حسب ما يذكر أن هناك حوانيت لبيع "قشر الأفعى" لهذا الغرض».

وفي حديث مع السيد "إبراهيم حمو"الذي ذكر: «أن هناك فرقاً بين "قشر الأفعى" وجلده، فالقشر لونه أبيض مهما كان لون الأفعى حيث تقوم بتغييره سنوياً أما الجلد فهو الذي يغطي جسد الأفعى وهو لا يتغير ويعطي الحية لونها.

بالإضافة إلى الوظائف السابقة للقشر فإننا في الريف قديماً كنا نقوم بسلخ الحية بعد قتلها وخاصة السوداء منها وبعد غسلها وتنظيفها جيداً وتجفيفها كنا نستخدمها في صناعة /الزنانير/ حيث كان الشاب يتباهى بوضعه على خصره وخاصة أمام البنات، وبعد التطور وظهور المئات من أنواع القشاطات الجلدية أي "الزنانير" وغيرها فقد تراجع استعمال الشباب القشاطات المصنوعة من جلد الأفعى وخاصة في الريف».