"نضال جنود" ليس مجندا ولا أحد أفراد قوى الأمن السورية ومع ذلك لم تشفع له هويته المدنية من همجية العصابات المسلحة فاغتالته غدرا ليكون احد الأبرياء الذين فقدهم الوطن وتوجتهم الحياة شهداء..
موقع eTartus زار قرية الشهيد "حكر سمكة" بتاريخ 19/4/2011 والتقى والده السيد "علي جنود" حيث حدثنا بقوله: «توفي ولدي "نضال" وعمره /30/ عاما ومازلت أنادي بكل إصرار على أن ما تبقى من أولادي وأحفادي وأحفادهم الذين سيأتون أقدمهم وأنا معهم ليكونوا فداء لهذا الوطن، فنحن نعشق سورية الحبيبة، لقد كان غاليا جدا وأي أب يعرف كم أن "الضنا غالي" لكن الوطن أغلى، الكرامة أغلى، شرف الوطن وحريته أغلى».
والله الوطن غال والرئيس غال أفديه بكل ما تبقى لدي من أيام وأبناء المهم أن يجتاز بلدنا هذه المحنة ونعود لسابق عهدنا
وتابع يتحدث عن "نضال" فقال: «لقد كان نضال مزارعا بسيطا يزرع أرضه وينقل موسمها بسيارته إلى أسواق الخضار في "طرطوس" و"بانياس" ليلة استشهاده كان تعبا جدا فتوجه إلى سريره دون أن يتابع أخبار "بانياس" على التلفاز، واستيقظ في الساعة الثالثة صباحا كعادته لنقل الموسم إلى بازار "بانياس"، وعندما وصل "بانياس" قتلوه ومثلوا بجثته بطريقة قاسية جدا مؤلمة جدا تدل على همجيتهم وتعطشهم للدماء هم ليسوا من أبناء بلدنا أنا متأكد فيستحيل على أبناء سورية أن يمثلوا بإخوتهم كما مثلوا بجثة ولدي رحمه الله ورحم شهداء وطننا الغالي».
وتابع الحديث عن الشهيد "نضال جنود" أخوه "أحمد" حيث حدثنا بقوله: «لقد قتلوه ورائحة العرق تفوح من جسده المتعب، قتلوه وهو المجاهد في أرضه يزرع ويطعم عائلته، قتلوه دون شفقة أو رحمة، سينتقم منهم الله فهو يعلم مثلنا زيف ادعاءاتهم وإرهاب قلوبهم الميتة».
وأكمل بقوله: «لقد كان "نضال" بحاله كما يقال، لم يؤذ أحدا، مزارعا مكافحا وشخصا طيبا يحبه الجميع صاحب نكته وقوة بدنية عالية كريما جدا، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه لقد فقدناه أجل ولكن تراب الوطن يشتاقه، يشتاق دمائه الطاهرة وقد حظي بها فهنيئا لنا اشتياق الوطن لطهر دمائه سأفخر بكل أيامي القادمة بأنني أخ المزارع الشهيد "نضال جنود" رحمه الله».
السيدة "رولا بهجت" زوجة الشهيد حامل بشهرها السادس تحدثت بقولها: «لا أصدق أنه رحل وتركني مع ولدين واحد في بطني والآخر أمامي عمره سنتان رحمه الله لن أستطيع أن أصدق أنه رحل، ثيابه مازالت على حالها رائحته تملأ المنزل الذي جمعني به مازلت انتظره كما الماضي على الغداء وهو يتأخر كعادته ولكنه كان يأتي، اليوم لم يعد يأتي.. "تجهش بالبكاء" رحمه الله رحمه الله لقد كنت أحبه جدا تزوجته بعد قصة حب كيف سأستطيع أن أنساه؟ لست أدري».
وتتابع: «ما يعزيني أنه شهيد والوطن أغلى من الجميع ولكن ما يؤلمني أنه قتل غدرا وهو الأعزل من السلاح والذاهب لتحصيل لقمة العيش لم أدرك أنهم غمسوا هذه اللقمة بالدم لم أعتقد أن هذه اللقمة ستكلفنا حياة زوجي هم ينادون بحرية لم أفهمها أفهم فقط أن حريتي كانت بجانب زوجي وأولادي وهم حرموني إياها».
السيدة "سهام برهوم" والدة الشهيد تحدثت بقولها: «أنا أم فقدت ضناها سرقوا سعادة روحها من جسدها، عوضي الوحيد أن كل شباب سورية هم أولادي كلهم نضال أتألم مع تلك الأمهات اللواتي يفقدن أبنائهن، ما ذنبهم؟ آخ يا ابنتي لست أدري ما هذه الحرية التي يطالبون بها؟ ما هذه الحرية التي تسرق الآباء من أطفالهم والأبناء من أحضان أمهاتهم؟».
وتابعت: «والله الوطن غال والرئيس غال أفديه بكل ما تبقى لدي من أيام وأبناء المهم أن يجتاز بلدنا هذه المحنة ونعود لسابق عهدنا».
