تشتهر مختلف المناطق بحوران بالفلكلور والأزياء التراثية التي تعد من أهم الدلالات الاجتماعية والاقتصادية المعبرة عن شكل من أشكال الهوية الثقافية والحضارية للمنطقة، والتي تشكل صورة لتفاعل أبناء المحافظة مع البيئة الاجتماعية والطبيعية.
"الزي الحوراني" رمز يجمع الأصالة والشخصية المحلية المميزة والحشمة المتطابقة، حيث كان يتم اختيار اللباس المناسب في فصلي الشتاء والصيف، وتتصف الأزياء بأنها مريحة وعملية وجميلة، ويشكل الشروال نموذجاً مهما في هذه الأزياء واللباس، ويسود في الطقوس الشعبية والأعراس.
لا يزال كبار السن ملتزمين ومحافظين على اللباس الفلكلوري التراثي القديم، ومنه الشروال الذي يتميز بأنه لباس قطني فضفاض مريح ينسجم مع حركة الجلوس على الأرض والركوع والمسير، وخصوصاً في أيام العمل والفلاحة ومنها الحصاد والرجيد. كما يساعد هذا اللباس أهالي المنطقة أيام الأفراح والأعراس، وخصوصاً في الدبكات والرقصات والأفراح الشعبية، ويعبر عن بيئة حوران الطيبة الثرية الغنية بتراثها وفلكلورها وعاداتها التي تتميز بالمحبة والطيب والكرم
وللحديث عن الشروال وما يمثله لأبناء "حوران" التقى موقع eDaraa بتاريخ 23/3/2011 السيد "جاسم المحمد" من أهالي مدينة "درعا"، الذي بدأ بالقول: «لا يزال كبار السن ملتزمين ومحافظين على اللباس الفلكلوري التراثي القديم، ومنه الشروال الذي يتميز بأنه لباس قطني فضفاض مريح ينسجم مع حركة الجلوس على الأرض والركوع والمسير، وخصوصاً في أيام العمل والفلاحة ومنها الحصاد والرجيد.
كما يساعد هذا اللباس أهالي المنطقة أيام الأفراح والأعراس، وخصوصاً في الدبكات والرقصات والأفراح الشعبية، ويعبر عن بيئة حوران الطيبة الثرية الغنية بتراثها وفلكلورها وعاداتها التي تتميز بالمحبة والطيب والكرم».
وقال السيد "صلاح السعيد" من أهالي مدينة "الشيخ مسكين": «الأزياء ثقافة وفن وتاريخ، تعكس روح مرتديها وحضارتهم، وتعد من أهم العلامات التي تميز الشعوب والمجتمعات، مثلها مثل اللغة واللهجة التي تميز المتحدثين بها في أزمنة وأماكن بعينها. والشروال عادة وتراث وفلكلور نعتز به منذ القدم ورثه الآباء والأجداد لأبنائهم الذين يقع على عاتقهم اليوم الحفاظ عليه.
وهو لباس يستر النصف الأسفل من الجسم ويشد حول الخصر بدكة، ويحتوى على المزيد من القماش ليشكل ثنيات وطيّات عديدة عند منطقة الخصر، ويختلف بلونه وشكله من منطقة إلى أخرى».
الأستاذ " تيسير الفقيه" باحث في الموروث الشعبي الحوراني التقاه موقعنا ليحدثنا عن الشروال وانتشاره بحوران فبدأ حديثه قائلاً: «في البداية الرسومات المكتشفة في المنطقة تثبت أن الشروال كان اللباس السائد منذ سيطرة الأنباط على المنطقة. والشروال منتشر في منطقة حوران بشكل كبير، وهناك اختلاف بسيط في شكله بين منطقة وأخرى، "بصرى" شرقاً والمناطق المحيطة بها، وبين مناطق الجيدور "نوى" وما حولها والسبب أن أهالي "بصرى" تأثروا بلباس سكان جبل العرب.
وهناك نوعان من الشروال الأول انتشر في زمن العهد التركي، وكان "السروال الكردي" وهو ضيق على الساقين ويتسع في الوسط ولكنه لم ينتشر في حوران، والنوع الثاني ويسمى السروال الدمشقي الأبيض وكان يتسع قليلاً عن الساق ويكون له فرج متوسط الطول، وليس ضيقاً ويستعمل له دكة من نفس القماش.
وهو السائد في معظم أرجاء حوران، حيث تم تطريزه من قبل السكان وكان يقوم بخياطته خياطات من النساء اللواتي طورن هذا السروال سواء منه للرجال أو النساء، أما الشروال النسائي فكان يتميز بأنه من القطن الناعم الملون أو البازان، وهو يغطي الكاحل، ويوضع فوق القدم عدة أقواس على الشروال كزينة له، وغالباً ما تكون الدكة مطاطية».
السيدة "عائشة الزعبي" إحدى النساء التي تتولى نشر التراث والفلكلور الحوراني من خلال لباسها وتواجدها في معظم فعاليات المحافظة قالت لنا: «ترتدي المرأة في مناطق حوران البنطال القصير أو الشروال وهو أقصر من الفستان يسمى "اللباس"، وقد يكون الشروال في العديد من القرى "مكشكشاً" من الأسفل، وما زال البعض في هذه الفترة يستخدمن شراويل منسوجة من القطن وأحيانا من الحرير اللامع، ويلبس الشروال مع جميع الأزياء التقليدية.
ونحن في حوران نعتبر أن التخلي عن "الشروال" نكران للأصل والهوية والتراث الذي نعتز به، ونمجده ونسعى للمحافظة عليه لأنه كان خاصاً بالفلاحين وأبناء القرى ورعاة الغنم والماشية، الأمر الذي كان يفرض أن يكون بتصميم عملي ومريح يسهل معه مزاولة النشاطات الجسدية المتعبة التي تحتاج إلى ليونة».
السيد "محمد خالد أبو زيد" مختار منطقة "داعل" يقول عن أهمية الشروال في حياة أبناء حوران: «يبقى التراث الصلة القوية التي تربط الإنسان بواقعه، وتجعله يحس بأن وجوده على الأرض التي يعيش عليها وجوداً حقيقياً لا يقبل الزيف، وأن ما يعيشه من تراث وفلكلور وعادات هو إرث تَعب آبائنا وأجدادنا حتى استطاعوا أن يوصلوه لنا، وما علينا إلا أن نعايش هذا الإرث ونتفحصه من جميع الجوانب والاتجاهات، لنبقي عليه ونعايشه لأبنائنا ومن هذا التراث اللباس والأزياء المتداولة عبر الزمان ومن أهم هذه الأزياء لباس الشروال الذي نعتز به، وما زال آباؤنا وأشقاؤنا يرتدونه في المنزل والعمل والزيارات، فنكون بذلك حافظنا على حضارتنا، وقطعنا شوطاً بعيداً يجعل هذه العادات تتجدد باستمرار.
وتتخذ السراويل عادة من الجوخ البسيط الغامق اللون أسود أو أزرق ويكون السروال أبيض أحيانا يلبس تحت القلابية، ويكون مصنوعاً من القطن الخالص ويثبت السروال بتكة داخلية في أعلاه وتلف حول الخصر».