تتموّج دلالات الكتابة عند "عمران عزّ الدين" ما بين الألم والأمل، عبر محاكماتٍ مُلفّعةٍ بالمرارة حيناً وبالسخرية حيناً أخرى، في ثنائية تجمع ما بين شساعة الدلالة واختزال العبارات، من خلال جنسٍ أدبي لن يَسمح بمحاربته بعد خروجه من صمته في "يموتون وتبقى أصواتهم"، التي أثبتت أن القصة القصيرة جدّاً تيمةٌ مخلصة وهدّارة في كشف نواقص المجتمعات.

خصوصاً بعد أن تعمّد "عز الدين" في مجموعته القصصية إلى طغيان الماضي، غير المرغوب بفعله المخترق للحاضر والعابر للمستقبل، ليؤكّد أنه يمٌّ دلالي يستقي الحاضر منه نواقصه وانبعاثاته المخجلة، فكان لابدّ من فضحه متخفّياً أو ظاهراً، لينعم الأجيال القادمة بتناغم أدوات الجمال في المستقبل، وتلك هي وظيفته.

أجزم أنّ عمران سيكون من مجذّري هذا الفنّ "ق ق ج" الذي يأخذ من كلّ الفنون ما يحتاجه مشيّداً بنيانه الخاصّ به.. وهذا الجزم لا يأتي في معرض التفاؤل أو التقريظ، أو الإرضاء، بل ينطلق من معرفتي المعمّقة بحرصه المداوم على تقديم الجديد، واشتغاله الدائم على أدواته الفنّيّة. التجديد هاجسه، ولا محلّ للتقليد عنده.. يكفي أن نقرأ له، "الوصيّة" أو "حروب الخطابات" حتّى نبتسم رضىً وبهجة واطمئناناً على هذا الفنّ، ونهتف معه: "تبّاً للمتربّين" وللمقلّدين.. يقدّم "عمران" قصصه ليبقى ويوسّع الأفق.. يتقدّم بها لتبقى صوتاً لا يكفّ عن التغريد.. يقدّمها ليتصادى رجعها هنا وهناك.. لننتظر "عمران"، فهذا أوّل الغيث

القصة القصيرة جدّاً وشجونها إضافة إلى تجربته الشخصيّة في الكتابة، كان في اللقاء المطوّل الذي أجراه موقع eHasakeh بتاريخ 11/3/2011 مع الكاتب والقاص السوري "عمران عز الدين أحمد" في منزله بمدينة "الحسكة".

المجموعة القصصية "يموتون وتبقى أصواتهم"

  • لماذا يكتب "عمران عز الدين" القصة القصيرة جدّاً دون سواها؟
  • ** أكتب القصة القصيرة جداً لأنها تصدّت لِما تغافلت عن فعله بعض الفنون السابقة لها، فلا موانع ولا تابوهات في أجندتها، ولا معايير مقدّسة لديها، الكلّ سواء وسواسية عندها كأسنان المشط في المعادلة الإبداعية، كما إنها تنضوي من منبع السرد إلى مصبه تحت منظومة المثل الساميّة: "الخير والحب والحق والجَمال"، وتنطلق منها كذلك في أُسّها الحسي والإجرائي والإدراكي والقولي والفعلي.

    جائزة "ناجي نعمان" الأدبية

    أكتب القصة القصيرة جداً، لأنها مثلي، ترفض الإقصاء والتهميش، فلها موقف بنّاء، حياتي "يومي" لحظي من كلّ شيء، أو حتى اللاشيء! إنها الكاشفة والحارسة والثائرة والمناضلة والهادرة والفاضحة، لكلّ فعلٍ شائنٍ تمَّ في الخفاء، دون أن تتمكن ـفي أبسط الأحوال- من أن تُصوّت بالرفض عليه، دون أن تكون عضواً في لجنة التصويت مثلاً، لتعدل فيه ما أمكنها إلى ذلك من سبيل، ولتقوم تالياً بتشذيبه من "غوريته" و "إرعابيته".

    هذه هي القصة القصيرة جداً، قصة مأمولة للحكمة والمعرفة، واثقة من نفسها، مسكونة بالتغيير والتفسير، طبيعية كالماء الزُلال حتى النخاع. وعلى مركب السرد، من منفى سحيق، ولجّ عميق، أكتبها وتكتبني، في رحلة استغوارية ممتعة، لاستكناه الدرر واللآلئ والأسرار.

    الناقد والروائي "محمد باقي محمد"

  • إذاً متى كانت بدايتك مع القصة القصيرة جداً؟
  • ** لقد سُئلت السؤال ذاته في معرض آخر، كان ذلك في حوار أجراه معي الكاتب المغربي "عبد الله المتقي"، وكان آنذاك جوابي على الشكل التالي، وهو الجواب ذاته الذي سأجيب به عن سؤالك هذا: "في وقت من الأوقات، بَرِمَ "عمران عز الدين" من قراءة المطولات الأدبية "الروايات ـ الأبحاث.. الدراسات النقدية". التي تحفل عادة برسائل كثيرة جداً، لكنها تهدف أيضاً من ضمن ما تهدف إليه، تغيير العالم بلحظة قدرية، في عمل هشٍّ، حافل برسالة ممجوجة واستعراضية، تتمحور في ارتكاب العقوبات المتتالية بحقّ القارئ كمّاً ونوعاً على نحو ما، فآثر الصمت والاعتكاف قليلاً، ولما كاد أن ينفجر من خلال مشاهداته لليومي والوظيفي والبيئي، بما يستتبعه من همّ مؤرق، سياسي واجتماعي وأخلاقي، يدعو فيما يدعو إليه، للكذب والقرف والقيء والبهتان والتسلّق والتملّق، ما ألجأه إلى شحذ الهمة، والتسلّح بكلّ الأسلحة المُدججة، الفتاكة والمجرثمة، اقتصاصاً للجمال والحب والحق والخير، على شكل فلاشات، أو برقيات سريعة، فكانت تلك القصص، التي تنتصر في أُسّها العميق، للمسحوق والمقموع والهامشي و... المسكوت عنه.

    سيفاجأ "عز الدين" في غير مرّة، ومن حيث لا يدري، بأنه يكتب قصصاً قصيرة جداً، وبكثير من الجرأة، مبعثها حفاوة أصدقاء يعتز برأيهم، سيقدم على نشر بعض منها، ليقرأ تلك القصص منشورة في صحيفة ورقية بعد مدة قصيرة جداً. لن تتوقف سطوة المفاجأة ههنا، بل سيقرأ لاحقاً، بعد مدّة قياسية أخرى، دراسة نقدية مطولة عن تلك القصص، بقلم جميل، لشاعر وناقد عراقي مطبوع، تعرّفَ عليه فيما بعد، ويدعى "وديع العبيدي". ثمّ كرّ السبّحة، ونشر قصصاً أخرى، فلاقت احتفاء جماهيرياً مقبولاً بأقلام نقدية هامة لكل من الشاعر اللبناني "عبده وازن" والروائي الكويتي "طالب الرفاعي" و أيضاً الروائي السوري "خيري الذهبي".

    هكذا استمرت به الحال، إلى أن بادر ـذات نداء ومصادفةـ بجمع تلك القصص، ولَمّها من شتاتها، ووضعها بين دفّتي كتاب، أطلق عليه "يموتون وتبقى أصواتهم".

  • في مجموعتك القصصية "يموتون وتبقى أصواتهم" قمت بالاستعانة بعالم الحيوان لتمثيل أفكارك؟!
  • ** كنتَ ستكون منصفاً أكثر لو سألتني لماذا يلجأ الكتّاب للتورية والترميز والاستعارات؟، بدل سؤالك الذي حصرته في جانب مغلق ومبهم على الرغم من إقراري بأنه ـأي سؤالك أيضاًـ يندرج في الخانة ذاتها. نحن ـمعشر الكُتَّاب- ننأى في كتاباتنا وعوالمنا الإبداعية عن الوضوح والمباشرة بشكل أو بآخر، لكن الأمر مختلف هنا، وهو يخضع برمته للذهنية المتعسّفة والمتسلّطة، تلك الذهنية الحجرية والقروسطية، التي قيض لها أن تكبّل بالأقفال والسلاسل الحديدية، مراكز الخصوبة والعطاء والدفقة الإبداعية في تلافيف صور وجمل كتاباتنا، ثم إنّ هذه التقنية في الكتابة ليست بجديدة، فقد سبق وأن استخدمها "ريناز الإغريقي" و "ابن المقفع" و "لافونتين" و "أيسوب" و "أحمد شوقي" وكثير سواهم، وهي تقنية معبرة من حيث انفتاحها على الأمداء والآفاق، بما تضخه في المخيلة من دماء نقية تنأى بها قدر الإمكان عن الرتابة والاجترار، كما أنها تحمي قصص أي كان من مقص الرقيب الجائر، الذي نحتال عليه بشكل شرعي بين آنٍ وآخر، ضمن هامش الحرية المتاح. لقد أحببت أن أرد الدين لابن المقفع بالتحديد، الذي لجأ إلى هذه التقنية الكتابية بإبداع منقطع النظير، لكنني ـ وبقصد مضمرـ ، وكما أكد ذلك الناقد المغربيّ سعيد بودبوز في دراسة له عن قصة لي بعنوان " تباً للمتربصين"، رددت له ـ أي لابن المقفع ـ ذلك الدين بالمقلوب، فهو كان يستقدم الحيوانات من الغابة ليسقط حكاياتها على البشر في المدينة، بينما لجأت أنا لاستقدام البشر من المدينة إلى الغابة، ومن ثم تدبيج تلك القصص التي عرت إبداعياً تلك الكائنات الكهفية من هيلمانها المزيف.

  • عندما نقرأ "يموتون وتبقى أصواتهم" نجد نكتة سوداء، تنطوي على تحقيق ومحاكمة للمجتمع، ماذا يهدف "عمران عز الدين" من وراء هذه المحاكمة؟
  • ** ما ذنب المجتمع !!؟ صدقني، لا ذنب له أو عليه، فهو بريء من الفساد والآثام والاعوجاج، براءة الذئب من دم يوسف الصديق، ثم إن الأمر لا علاقة له بالمحاكمة أو ما شابه، كلّ ما في الأمر أنني أعري ـ بحسبي ـ ضمن قطعة أدبية، الجوانب التي تستحق التعرية، وألقي ـ مثلي مثل غيري- حجراً في المياه الراكدة، لعلّ أحداً يسمع، لعلّ أحداً يجيب، وأردد مع غيري من المهووسين والمكتويين بالإبداع وناره ما قاله "الشافعي" منذ سنوات ضوئية:

    "إني رأيتُ وقوف الماء يفسده / إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب".

  • لكلّ مجموعة قصصية قصيرة إطار مكاني، ما هو الإطار المكاني الذي تتوجه إليه في "يموتون وتبقى أصواتهم"؟
  • ** إذا كنت تقصد الاشتغال على تقنية المكان في عمل أدبيّ ما، فلقد تعمدت في "يموتون وتبقى أصواتهم" أن يكون المكان ضبابياً، بحيث تكون تلك القصص صالحة للقراءة في جُلّ المجتمعات، هذه لا يعني البتة أن القصص التي تحدّد المكان قد لا تكون صالحة للقراءة، على العكس، فأنا لا أقصد ذلك بحرفيته، لكنني أحببت لتلك القصص أن تكون قصصاً ديمومية، صالحة للقراءة أينما حطّ بها الرحال، في "الجزائر" و "المغرب" ومصر وليبيا وسوريا ولبنان والأردن والعراق، على سبيل المثال لا الحصر، وقد نجحت في هذه النقطة بشكل أو بآخر، بل ذهبت بعض الدراسات التي تناولت عملي هذا بالنقد والنبش والتأويل، من أن تلك القصص إذا ما قرأها المواطن "الجزائري" مثلاً شعر أن كاتبها يقصد ما يجري في بلد المليون شهيد، الأمر ذاته، حدث في دراسة أخرى، عندما خلص الكاتب "طالب الرفاعي" للقول من أن تلك القصص كأنها كتبت في "فلسطين". تلك هي الرؤية التي آمنت بها قبل أن أشرع في كتابة سطر ما، وهي دعوة لكي نجعل من الكتابة كتابة تنبذ التعصب، وتنشد الحوار والانفتاح، كتابة أممية، كونية، بعيدة عن الشعارات والأوهام والازدواجية المقيتة، في معمورة باتت بحسب "مارشال ماكلوهان" قرية صغيرة، شاء من شاء، وأبى من أبى.

  • على افتراض أن للكتابة وظائف، ما هي الوظائف التي تؤديها قصص "عمران عز الدين"؟ وهل يتأتى لأي كان كتابة قصة قصيرة جداً؟
  • ** الوظائف التي تؤديها قصصي، هي تلكم الوظائف التي يفترض في القص أن تؤديها وتعمل عليها، بمعنى آخر، ومن منطلق إخلاصي لوظيفة القصة القصيرة جداً، التي تتمحور أساساً في تغيير المسلمات، وتهديم القناعات واليقنيات، فقد أردت لها أن تقوم بوظيفة جمالية، ناهيك عن قيامها بوظائف اجتصادية وسياسية، فضلاً عن الوظيفة الإبداعية التي ينبغي لها أن تشيد جسراً بين الكاتب والقارئ ضمن مناخ أو حراك ثقافي ماتع.

    صدقني، يخطئ من يظن أن القصة القصيرة جداً قصة تكتب فوق سرير وثير محشو بريش النعام، أو وبر الكشمير، الأمر ليس على هذا النحو البتة كما قد يتوهم البعض، هي قصة لقضّ مضاجع الهانئين، ناهيك عن كونها لا تنشد صفحاً أو غفراناً وعطفاً من أحد، بمعنى آخر، هي قصة للفضح والتعرية، قصة دينها إعلاء الحق، وديدنها إزهاق الباطل ودحره. إذ لا يتقن كتابتها الكسالى والمتثائبون، صُنّاع الرداءة والقحط والجدب، منذ فجر شمس الأدب وحتى يومنا هذا.

  • إذن أين تكمن صعوبة الكتابة في القصة القصيرة جداً؟
  • ** أزعم أن الصعوبة تكمن في اصطياد فكرة غير مألوفة، أو فكرة خصبة، من بين سيل الأفكار والقصص والحوادث المألوفة والعادية والمبتذلة التي نتعثر بها يومياً هنا وهناك، ومن ثم تطويعها ضمن جمل قصصية مكثفة، أو لبوس فني مشذب، خال من الترهل والحشو والاجترار، ليتأتى لها أن تكون أمينة لخلق حكاية تدعى قصة قصيرة جداً.

  • يتهم البعض من النقاد الـ ق ق ج بإنها كتابة لقيطة، برأيك ما سبب محاربة البعض لهذا الجنس الأدبي؟
  • ** لقد تكفل "يوجين يونسكو" منذ زمن بالرد على هؤلاء، فقال جملته المشهورة: "كل أدب جديد عدائي، العدائية تمتزج بالأصالة، وهي تقلق ما اعتاد عليه الناس من أفكار".

  • ماذا عن الجوائز التي حصلت عليها؟
  • ** فازت مجموعتي القصصية " ضجيج الانتظار" بجائزة "الشارقة" للإبداع في دورة 2009، كما فازت مجموعتي القصصية "فصول الريح وأرصفة الانتظار" بجائزة "ناجي نعمان" في دورة 2009 ، فزت كذلك بمسابقة "قصص على الهواء" التي تتكفل بها هيئة الإذاعة البريطانية الـbbc ومجلة العربي الكويتية أربع مرات على التوالي عن القصص التالية: أجوبة على أسئلة الوصية، وردة لحارس الغابة، رجلان وحلم واحد، لماذا لم أنتحر؟

    الروائي والقاص والناقد السوري "محمد باقي محمد" قال فيما يتعلّق بتجربة "عمران عز الدين": «ربّما تكون شهادتي في نصوص "عمران عز الدين" القصصية مجروحة، وذلك لطبيعة العلاقة التي تربطني به، ثمّ أنّ الحديث عن الـ: ق ق ج بحد ذاته إشكاليّ، فهو نمط من الكتابة غير قارّ بعد، إن على مستوى الممارسة، أو على مستوى التقعيد له، غير أنّني -على هذا وذاك- أزعم بأنّ "عمران" قادر على التقاط لحظة المفارقة، والكشف عن تناقضها، تلك اللحظة التي تؤسّس للعمل الفنيّ، لكنّه لا يقف عند هذه التخوم، بل يحوّل تلك اللحظة إلى نصّ يمور بالحياة في احتدامها وتناقضها، ثمّة حدث مركزيّ واضح في النصّ، هو يعرف ما يريد، ولذلك فإنّ مُفردات الـ: ق ق ج تطلّ برأسها، يحضر عنصر التكثيف في متونه، ليكون للنص أفياء وامتدادات، هذا إلى جانب اقتصاد لغويّ كبير يقي تلك المتون من الترهّل، لغته تجمع التعبيريّ إلى التوصيف، هي الأخرى تتحصّل على أفياء وظلال وتوريات تمنح النصّ غنى وثراءً بالغين، وهو يعرف كيف يحقق قفلة تقوم على الإدهاش!

    ثمّ إنّ "عمران" شخص مُجتهد ودؤوب، ولذلك يُتوقع له أن يحقق حضوراً لافتاً في هذا النمط من الكتابة، لقد كانت مجموعته الأولى إيذاناً بولادة فنان مرهف، فإذا اتكأنا على ما أوثر عنه من مثابرة ودأب، أمكننا التنبؤ بأنّ هذا الشاب سيرسم مساراً متصاعداً باستمرار، وهذا ما نرجوه!».

    أما الناقد والروائي السوري "هيثم حسين" فيقول عن مجموعة "عمران" القصصية "يموتون وتبقى أصواتهم": «أجزم أنّ عمران سيكون من مجذّري هذا الفنّ "ق ق ج" الذي يأخذ من كلّ الفنون ما يحتاجه مشيّداً بنيانه الخاصّ به.. وهذا الجزم لا يأتي في معرض التفاؤل أو التقريظ، أو الإرضاء، بل ينطلق من معرفتي المعمّقة بحرصه المداوم على تقديم الجديد، واشتغاله الدائم على أدواته الفنّيّة. التجديد هاجسه، ولا محلّ للتقليد عنده.. يكفي أن نقرأ له، "الوصيّة" أو "حروب الخطابات" حتّى نبتسم رضىً وبهجة واطمئناناً على هذا الفنّ، ونهتف معه: "تبّاً للمتربّين" وللمقلّدين..

    يقدّم "عمران" قصصه ليبقى ويوسّع الأفق.. يتقدّم بها لتبقى صوتاً لا يكفّ عن التغريد.. يقدّمها ليتصادى رجعها هنا وهناك.. لننتظر "عمران"، فهذا أوّل الغيث».