«كان في زيارة ودية لأهله وأصدقائه في مدينة "القامشلي"، وعندما كان ينوي طي صفحة ليلة التاسع عشر من آب، بعد أن أمضى فيها المتعة والسرور تلقى المواطن التركي "هارون صادق علي" أربع طلقات نارية طائشة كانت كفيلة بجعله ذكرى قديمة، ولكنّ القدرة الإلهيّة، والكوادر الطبية في المشفى الوطني أعادوه للحياة».

والحديث التالي للدكتور "فرات مقدسي" رئيس قسم الجراحة في مشفى "القامشلي" الوطني لموقع eHasakeH: «في الساعة/12/ مساءً أسعف المواطن التركي للمستشفى لإصابته بأربع طلقات ناريّة، وبعد إجراء الاستقصاءات اللازمة من تصوير، وإيكو، وتحاليل، وتحضير وحدات الدم، تمّ إدخاله غرفة العمليات، ليتمّ فتح البطن، ويتبين بأنّ الطلقات موزعة في الجسم، فواحدة في الصدر، والأخرى في أسفل البطن، والثالثة في العجن، والرابعة في الفخذ، ومباشرة تمّ وقف النزف، وبتواجد الاختصاصات التالية: الصدريّة- البوليّة- العظميّة- الوعائيّة، وبأقل من ثلاث ساعات تمّ إنجاز العمل الجراحي مكللاً بالنجاح».

ما نحتاجه زيادة عدد الممرضين، والممرضات فقط، ووجودنا لخدمة المواطن، وقد ارتاح كثيراً من عناء السفر إلى المحافظات الأخرى بعد تدشين المشفى، حيث يتوافر فيه جميع ما يحتاجه المريض من كوادر واختصاصات وعمليات جراحية، بالإضافة إلى الأهم التجهيزات الطبية المتطورة، والبنية التحتية القوية، وجميع الخدمات، والإمكانات موضوعة لراحة المواطن

وبعد الانتهاء من العمل الجراحي مع السيد "هارون صادق علي" تحدّث لنا قائلاً: «أسعفني أخي إلى المشفى بعد التعرض لإطلاق عيارات نارية، وكان ذلك بعد منتضف الليل، وتمّ إنقاذي لسرعة الإجراءات الإسعافية من تصوير وإيكو، وتحضير للعمليات، وحضور كافة الأطباء من اختصاصات عدّة، مع العلم أن قائم مقام نصيبين عرض عليّ موضوع المعالجة في تركيا، وبإشراف ولدي "وهو طبيب جرّاح"، ولكني رفضت المغادرة لما لاقيته من حفاوة، وعناية، وكفاءات طبية جديرة».

السيد "هارون صادق علي مع الدكتور عمر

الدكتور "عمر العاكوب" مدير المشفى الوطني في "القامشلي" حدّثنا عن كوادر وأقسام المشفى قائلاً: «يخدم المشفى الوطني في "القامشلي" المنطقة بمساحة 100كم و500 ألف نسمة، ومن أبناء المحافظة كلها، ويملك كادرا طبيا مميزا في جميع الاختصاصات، ويقوم بجميع الجراحات باستثناء القلبية وهي: العامة- التنظيرية- الهضمية- البولية- الصدرية، وجراحة الأطفال والأوعية وهي نادرة في المحافظة، بالإضافة إلى ذلك عناية مشددة ممتازة. يحتوي أيضاً على: المخبر- الأشعة- الطبقي المحوري- الإيكو- الأشعة الظليلية، أما على صعيد الإسعاف ففيه: مخبر إسعافي- أشعة إسعافية- عناية إسعافية- عمليات إسعافية- صيدلية إسعافية.

وأما بالنسبة لقسم الكلية الصناعي فيتضمن: /11/ جهازاً لغسل الكلية، ومحطتين لتحليل مياه الغسيل، وفي المشفى شعبة للتلاسيميا، وقسم للمعالجة الفيزيائية».

منظر خارجي للمشفى الوطني بالقامشلي

ويختم مدير المشفى بالقول: «ما نحتاجه زيادة عدد الممرضين، والممرضات فقط، ووجودنا لخدمة المواطن، وقد ارتاح كثيراً من عناء السفر إلى المحافظات الأخرى بعد تدشين المشفى، حيث يتوافر فيه جميع ما يحتاجه المريض من كوادر واختصاصات وعمليات جراحية، بالإضافة إلى الأهم التجهيزات الطبية المتطورة، والبنية التحتية القوية، وجميع الخدمات، والإمكانات موضوعة لراحة المواطن».

وخلال الزيارة التقينا أيضاً مع السيد "مسعود مصطفى" فني أشعة حيث قال: «هناك ضغط كبير من المواطنين وبشكل يومي للحصول على الصورة الظليلية، والطبقي المحوري، وما يقارب 200 صورة شعاعية في اليوم وكوادرنا تسخر نفسها لتقديم ما يحتاجه المريض، وهو يحصل على صورته الشعاعية في أقل من ثلاث دقائق، ولكن ما نتمناه تطوير أجهزة الإسعاف لأنها قديمة، والمريض لا يستفيد من صورتها لانعدام دقتها، ولا يوجد لدينا أطباء مقيمين من اختصاص عصبية وتخدير».

من الجدير بالذكر أن مشفى القامشلي الوطني يقع في منتصف المدينة.