يتوضع سكن عشيرة "الأكراد" في وسط مدينة "الرقة" إلى جوار عشيرة "البكري"، وما تزال مضافتهم عامرة منذ تأسيسها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى حينه، وتعتبر من كبرى عشائر مدينة "الرقة"، وهم من أوائل من سكن فيها بعد إعادة إعمارها في القرن التاسع عشر...

وقد أنجبت كبار الشخصيات الفنية والأدبية، ويقال إن "طه الحمد" وهو أحد أجدادهم، كان ينزل إلى جوار شيوخ "الولدة"، فدق القهوة هناك، وفي اليوم التالي قيل لشيخ "الولدة"، جاء من ينافسك على زعامة المنطقة، وعلى إثرها رحل باتجاه مدينة "الرقة"، واستقر فيها. عُرف عن أفراد العشيرة حبهم للعلم، وميلهم للمعرفة والفن بأشكاله المتعددة، وتمتعوا بخصال الكرم والشجاعة.

هذه العشيرة تنتسب إلى جدهم الأعلى "أوسو"، أحد أفراد عشيرة "الكم نقشان"، وهم جزء من تحالف عدّة عشائر عربية وكردية وتركمانية ويزيدية، يزيد عددها على /31/ عشيرة أطلق عليها "تمر باش الملّي"، عام /1793/م اسم "هزار ملة"، أي ألف ملّة، وعرفت عند "الأكراد" بالـ"مللو"، وعند العرب بالمليّة، وهم يعيشون حول بلدة "ويران شهر"، بلدة "تمر باش الملّي". وهذه العشيرة، أرجح أنها عربية من قبيلة "الجبور"، وإن أكثر أفرادها من ذوي النزعة العروبية، فمنذ مطلع خمسينيات القرن العشرين، كان أغلبهم من مؤسسي حزب البعث في "الرقة"، وفي مطلع عام /1800/ جاء أولاد "إبراهيم العلو الأوسو"، "حمد"، و"حميدي"، و"غبن" إلى "الرقة"، فيما سكن شقيقهم الرابع "حسين"، منطقة "إعزاز"، التابعة لمحافظة "حلب"، والأشقاء الثلاثة يشكلون عشيرة "الأكراد المليّة" في "الرقة". وكانوا نواة عشائر "القول"، وتزعموا تحالف "الأكراد"، المؤلف من عشائر عربية خالصة هي" "البكري" من "طيء"، و"الشبل السلامة" من "الدليم"، و"الشمطة" من "زبيد"، و"الرمضان آغا" من "الزبيد" أيضاً، ومعهم عائلات "برجكلية"، كـ"الحاج عبو" التركمانية، و"السعدو" الكردية

وللحديث عن عشيرة "الأكراد المليّة"، تحدث لموقع eRaqqa المهندس الاستشاري "عادل القاسم"، نائب محافظ "الرقة" سابقاً، وهو أحد أبرز شخصيات العشيرة حالياً، قائلاً: «عين "عبدي باشا" والياً على "الرقة" سنة /1785/م، ثم عين بعده ولده "تيمور باشا" سنة /1792/م، فوطن هذا عشائر المليّة، وجعلهم من إسكان "الرقة"، وبقي والياً على "الرقة" إلى عام /1803/م، جاءت عشائر "المليّة" من منطقة "ويران شهر"، وبعضهم من "أورفه"، وصار يُطلق عليهم "سرحد قولي"، أي جنود الحدود، وبما أنهم يتبعون لـ"تيمور باشا"، فقد أطلق عليهم "يرلي قولي"، أي جنود الباشا.

مضافة الأكراد في الرقة

لم تكن لـ"تيمور باشا" عشيرة كبيرة، فألف من الأكراد والعرب والتركمان عشيرة سماها "هزار ملة" أي ألف ملة، ثم كوّن من رؤساء العشائر مجلس شيوخ سماه "كم نقشان"، أي مجموعة الأختام، وعرف هذا الحلف بحلف "الأكراد المليّة"، وهم عرب من "الجبور" و"عدوان، و"قيس"، وعرفوا بالـ"قول". ويعرف عن عائلات "الأكراد المليّة"، "الجرف"، و"الحميدي" و"الغبن"، و"الكاطع"، أنهم من أوائل من سكن "الرقة"، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ثم تبعهم "الشبلي السلامة" من "الدليم"، و"الرمضان آغا"، من عشيرة "الدجرلي"، من أهل "الجلاب، و"البكري" من طيء، وكونوا حلف "الأكراد"، الذي ترأسه "حمود الجرف الطه"، في مواجهة حلف "العشاريين" الذي تزعمه "عبد الله علوش العجيلي"».

وحول نسب "الأكراد المليّة"، يقول الباحث "محمد عبد الحميد الحمد": «هذه العشيرة تنتسب إلى جدهم الأعلى "أوسو"، أحد أفراد عشيرة "الكم نقشان"، وهم جزء من تحالف عدّة عشائر عربية وكردية وتركمانية ويزيدية، يزيد عددها على /31/ عشيرة أطلق عليها "تمر باش الملّي"، عام /1793/م اسم "هزار ملة"، أي ألف ملّة، وعرفت عند "الأكراد" بالـ"مللو"، وعند العرب بالمليّة، وهم يعيشون حول بلدة "ويران شهر"، بلدة "تمر باش الملّي".

المهندس عادل القاسم

وهذه العشيرة، أرجح أنها عربية من قبيلة "الجبور"، وإن أكثر أفرادها من ذوي النزعة العروبية، فمنذ مطلع خمسينيات القرن العشرين، كان أغلبهم من مؤسسي حزب البعث في "الرقة"، وفي مطلع عام /1800/ جاء أولاد "إبراهيم العلو الأوسو"، "حمد"، و"حميدي"، و"غبن" إلى "الرقة"، فيما سكن شقيقهم الرابع "حسين"، منطقة "إعزاز"، التابعة لمحافظة "حلب"، والأشقاء الثلاثة يشكلون عشيرة "الأكراد المليّة" في "الرقة". وكانوا نواة عشائر "القول"، وتزعموا تحالف "الأكراد"، المؤلف من عشائر عربية خالصة هي" "البكري" من "طيء"، و"الشبل السلامة" من "الدليم"، و"الشمطة" من "زبيد"، و"الرمضان آغا" من "الزبيد" أيضاً، ومعهم عائلات "برجكلية"، كـ"الحاج عبو" التركمانية، و"السعدو" الكردية».

وحول أفخاذ عشيرة الأكراد المليّة، يقول المهندس "عادل القاسم": «تقسم عشيرة "الأكراد المليّة" إلى أربعة أفخاذ، "الحمد"، و"الحميدي"، و"الغبن"، وهؤلاء من سكن الرقة، أما الفخذ الرابع "الحسين"، فقد سكنوا منطقة "إعزاز".

زعامة العشيرة في فخذ "الحمد"، وفيهم أول من صنع القهوة، وقدمها في ربعته، وهو "طه الحمد الإبراهيم العلو الأوسو"، وهو أول من سكن "الرقة"، وكان حفيده "حمود الجرف الطه"، عضو مجلس قضاء في عام /1877/م، وعضو قائمقامية "الرقة" في عام /1900/م، وهو من أسس حلف "الأكراد" في مواجهة حلف "العشاريين" في "الرقة"، وهو من أسس مضافة "الأكراد" الحالية، التي ما تزال قائمة، ويقوم أحفاده على خدمة ضيوفها وأفراد العشيرة إلى زماننا هذا.

ومن أبرز وجوه هذا الفخذ، وعشيرة "الأكراد"، شقيقه "علي الجرف"، الذي شغل منصب عضو مجلس بلدي في عام /1900/م، وأحد أعضاء الحكومة الوطنية في عام /1919/م، والمرحوم "خلف القاسم"، مختار حي الأكراد" /1911 ـ 1984/، وابنه المحامي "حمود الخلف القاسم"، عضو قيادة فرع الحزب عام /1964/، ورئيس بلدية الرقة من عام /1965 ـ 1970/م، وبعدها عمل في تجارة المحركات والآلات الزراعية، ثم فيما بعد في سلك المحاماة إلى حين وفاته في عام /2002/م، وشقيقه المهندس الاستشاري "عادل القاسم"، الذي استلم العديد من المناصب، منها مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في "الرقة" منذ عام /1987 ـ 1995/م، ونائب محافظ "الرقة"، منذ عام /1995 ـ 2007/م، وهو الآن متفرغ للعمل في مكتبه الهندسي الخاص في مدينة "الرقة"، وشقيقه الدكتور "عدنان القاسم"، وهو اختصاصي بأمراض الروماتيزم، وهو مقيم في إيطاليا، ويحمل جنسيتها منذ عام /1973/م.

ومن أشهر وجوه هذا الفخذ، ومحافظة "الرقة"، المرحوم الشاعر "مصطفى العبد الله العلي الطه"، وهو من الشعراء الكبار، وله قصيدة يعارض فيها "نهج البردى" للـ"بوصيري" و"أحمد شوقي"، والكثير من المساجلات الشعرية مع شعراء "الرقة"، أبرزها مع الشاعر "فيصل البليبل"، الذي كتب قصيدة يهجو فيها أهل "الرقة"، بسبب عدم حصوله على ابنة عمه، وكانت جميلة جداً، وأرسل قصيدته إلى صديقه الشاعر "مصطفى العبد الله الطه"، جاء فيها:

غاد "الرقة" وأسرع في الذهاب/ خلِّ أهليها وخذ منها الكلاب

ينبـح الكـلب إذا صحت بـه/ وفتى "الرقة" لا يبدي جواب

وتـراه قابعـاً فـي داره/ يرسـل الغـادة إذ يطـرق بـاب

أي خير يرتجى من معشر/ شاركوا البيض الغواني بالخضاب.

وعلى إثرها غضب الشاعر "مصطفى العبد الله الطه، وأرسل للشاعر "البليبل" الجواب مع حامل الرسالة، يقول في قصيدته:

ابق إن شئت لنعطيك الجواب/ وإلى حيث... إذ رمت الذهاب

نحن لا نخـشى على غادتنـا/ من لقاء الضيف إذ يطرق باب

فأبوها الفحل ما عوّدهـا/ غيـر طبع الفحـل يا نذل الشباب

نحن سمر لوّحت أجسامنا/ لفحة الشمس فما يجدي الخضاب.

وأيضاً الدكتور "باسم أحمد القاسم"، وهو طبيب أسنان، وشاعر، ويهتم بالنقد والدراسات الأدبية، وله ديوان شعري مطبوع، ويحتفي كثيراً بالصورة الشعرية، ويتميز بجزالة اللغة. ومن وجوه العشيرة أيضاً، المحامي "ثائر حمود القاسم"، والحقوقي "وائل حمود القاسم، وهو يشغل منصب مدير الشؤون القانونية في أمانة سر المحافظة، والصيدلاني "ياسر حمود القاسم"، والمحامي "رياض عبد الرحمن القاسم" المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام /1990/م، وأشقائه المحامي بشار"، والدكتور "هشام"، اختصاصي بالأمراض القلبية، والفنان التشكيلي "الدكتور "قاسم"، الاختصاصي بالتخدير، والمقيم في السعودية، وأيضاً الدكتور "عصام أحمد القاسم" طبيب أطفال، و"ياسر احمد القاسم"، طبيب أسنان، والمهندس "فواز الجرف"، و"فراس الجرف" المغترب في روسيا».

ويتابع الأستاذ "عادل القاسم" حديثه في السياق ذاته، قائلاً: «الفخذ الثاني من عشيرة "الأكراد المليّة"، هو فخذ "الحميدي"، وهم من أكبر أفخاذ العشيرة، ومن أبرز وجوه العشيرة، الفنان التشكيلي المرحوم "ياسين جدوع"، والفنان الممثل "فواز الجدوع"، والفنان التشكيلي "مصطفى السليمان"، وشقيقه الفنان التشكيلي "حمود السليمان"، ومنهم أيضاً السيد ياسين العبيد الجدوع"، وهو رئيس غرفة زراعة الرقة"، منذ عام /1965 ـ 2000/م، والمحامي "عبد المجيد الجدوع"، وهو من أقدم محامي الرقة"، والقاضي "زهير الجدوع"، وهو محامي عام سابق لمحافظة "الحسكة"، ويشغل حالياً منصب رئيس محكمة استئناف الجزاء في "الرقة"، والدكتور "عبد الكريم الجدوع"، ويحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء، وهو أستاذ جامعي في ليبيا، والمهندس "محمد علي الذويب"، المقيم في أمريكا، والدكتور "خلف حج محيمد الحني"، دكتوراه في الحاسوب، و"علي الحني"، رئيس دائرة قضايا الدولة، والدكتور "خليل إبراهيم العلو"، رئيس قسم التحليل في المشفى الوطني في "الرقة"، والدكتور "محمد إبراهيم العلو"، المقيم في السعودية، وأخيراً "هويدي الهويدي"، و"عبد الله الهويدي"، وهما من أقدم المعلمين في "الرقة".

الفخذ الأخير في عشيرة "الأكرا"د، هو فخذ "الغبن"، ومن أبرز شخصياته، الشاعر الشعبي "موسى الحمد"، وله العديد من القصائد الشعرية، التي تغنى إلى زمننا الحاضر من قبل مطربي "الرقة"، وتدور على ألسنة العامة من أهالي المحافظة، وأيضاً الدكتور "خليل إبراهيم الخلف الكردي"، ويحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء، وهو أستاذ جامعي، وعميد كلية العلوم في جامعة "الفرات" الحكومية، والمعلم "حسين العبد الخلف الكردي"، وشقيقه المهندس "صالح العبد الخلف الكردي"، والمهندس "محمد إبراهيم الخلف الكردي».

بقي أن نشير إلى أن نخوة أفراد عشيرة "الأكراد"، هي إخوة "هدلة"، وهناك العديد من عشائر "الرقة" ينتخون بهذه النخوة، وأيضاً لابد من الذكر أن هناك ثلاث محاميات من فتيات العشيرة هن: "فوزية الجدوع"، و"روضة الطه"، و"منهل الجرف".