له صوت من الوزن الثقيل، هادئ، مهني من الطراز الأول، متردد في اتخاذ القرارات الصعبة، قدم الكثير من البرامج السياسية والثقافية. إنه الإعلامي والمذيع "إسماعيل ياغي"
وللتعرف على هذه الشخصية قام موقع eSyria بزيارة مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والتقى الأستاذ "إسماعيل" حيث بدأ حديثه عن طفولته التي عاشها في مدينة "سلمية" التابعة لمحافظة "حماة"، وقال:
هناك من لديه صوت إذاعي قوي، وهناك صوت إذاعي عاطفي، لكن صوت "إسماعيل" يجمع بين القوة والعاطفة معاً، وهذا أمر نادر الوجود، ويعطي للصوت رخامة وحلاوة
«ولدت في الثاني شباط 1956م، ودرست الابتدائية في مدرسة "النهضة العربية" في إحدى الضواحي الصغيرة "السعن القبلي" حيث كنا نمشي على الأقدام مسافة ثلاثة كيلو مترات للوصول إليها، وفي الرابع الابتدائي تنبأ لي أستاذ اللغة العربية "علي الخطيب" بأني سأكون مذيعاً في المستقبل، أما في الصف السادس فقد قرأت أول نشرة إخبارية، بينما في مرحلة الثانوية فقد أنشأنا وعدد من الشعراء، والأدباء، والفنانين في "سلمية" مسرح الصالون للهواة، وبعد الثانوية العامة سجلت في قسم اللغة الفرنسية في "دمشق"، وذلك كون الإذاعة والتلفزيون فيها، لأكون قريباً من أية فرصة للعمل كمذيع».
وبعد ذلك انتقل بحديثه عن بداية حياته المهنية حيث قال: « في عام 1979 كانت البداية، وتحقق ما كان بالنسبة لي حلماً ونجحت في مسابقة للمذيعين، وأمام "الميكرفون" بقينا مدة أشهر عديدة دون أن نذيع شيئاً، ثم بدأنا بحب لا يضاهيه حب ممارسة هذه المهنة، وأول برنامج حصلت عليه كان بعد عام من ممارسة العمل، وكان من إعدادي وتقديمي، وهو "درهم وقاية" وكانت مدته خمس دقائق يومياً، بعد ذلك تتالت البرامج التي أسندت إلي، وأهم هذه البرامج وأقربها إلى قلبي "صور من بلادي" الذي شكل عبر سنوات عديدة مسحاً أثرياً وسياحياً على مستوى سورية بمختلف المحافظات، وكنت مع زميلتي "فيوليت بشور" نذهب إلى أبعد الأماكن الأثرية، لننقل الصورة الحية وهناك أيضا برنامج "الصحة والحياة" وهو برنامج أفتخر به وأشعر أنه لامس شعور المواطنين حيث أذكر حادثة حصلت عام /2001/ وإحدى المستمعات اتصلت بالبرنامج حيث كان ضيفي معاون وزير الصحة وقالت المستمعة آنذاك: « أن ابني بحاجة لعملية قلب مفتوح، وبالسرعة الممكنة، وقد راجعت المشفى وأعطوني موعدا" بعد شهرين لإجراء العملية، ولا أملك مالا" لإجراء العملية في مشفى خاص، فكانت الإجابة على الهواء من قبل معاون الوزير راجعي مكتبي غداً صباحاً، وبالفعل كان الطفل بحاجة ماسة للعمل الجراحي، فلبى السيد معاون الوزير مباشرة الطلب بإجراء الجراحة ونجحت العملية، فشعرت حينها أنني أنقذت حياة طفل».
وتابع "ياغي" قوله: « أما برنامج "دنيا الرياضة" وهو من البرامج الأكثر شعبية، والذي يتميز بإعطاء الحرية كاملة لآراء المستمعين، وقد حقق البرنامج نجاحاً واسعاً في الحقل الرياضي، وأقدم أيضاً برنامج "شباب سورية" وهو يتناول قضايا الشباب السوري، وطموحاته، وأيضا" برنامج قضايا اجتماعية، ويتناول القضايا الإجتماعية بصراحة، وجرأة، وموضوعية، ويستضيف كبار الباحثين والأستاذة».
وحول الجوائز التي حصل عليها قال: «حصلت على العديد من الجوائز التقديرية منها شهادة من ألمانيا، ومن الإتحاد الرياضي على برنامج "دنيا الرياضة" والمحبون، والمعجبون أسسوا في عام /2000/ رابطة محبي "إسماعيل ياغي" في "حلب" وأنا أعتز بهذه الرابطة التي كانت صلة الوصل مع الإذاعات العالمية».
بعد ذلك انتقل "إسماعيل ياغي" للحديث عن حياته العائلية فقال: «متزوج من السيدة "ليديا عبيدو" وهي مدرسة رياضة ساهمت مساهمة كبيرة في تشجيعي فهي سيدة عظيمة تساهم في تخفيف متاعب العمل، ولها دور كبير في تفوق أبنائي دراسياً، كما لدي ثلاثة أولاد "أنس" جامعي سنة ثالثة آثار، وهو مهتم بالتعليق الرياضي، ومتابعة الرياضة العالمية، ويشارك في بعض البرامج الإذاعية أما "إيفا" فهي طالبة في السنة الأولى في كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية"، وتهوى الصحافة، وابنتي الصغرى "جالا" في المرحلة الإعدادية تمارس وتحب مهنة التمثيل، ولها مشاركة في الفيلم السوري "الهوية" الذي أخرجه "غسان شميط"، وقد نال جوائز عالمية، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتشارك في بطولة عدد من برامج الأطفال في التلفزيون السوري».
وختم "إسماعيل" حديثه بالقول: «إن سورية غنية بأفضل الإمكانات في مجال المذيعين، والمذيعات، وهذا ما نلمسه من خلال وجود عدد كبير منهم في مختلف المحطات العربية، وكانت انطلاقة هؤلاء من "إذاعة دمشق" التي كانت حريصة على إقامة مسابقة رسمية لاختيار مذيعين ومذيعات، لكنها منذ سنوات طويلة جداً لم تجرمثل هذه المسابقة الرسمية، ما يؤثر سلباً على سوية المذيعين والمذيعات الذين يدخلون هذا المجال بطرق أو بأخرى، وآمل أن تعلن الحكومة قريبا" عن مثل هذه المسابقة لإتاحة المجال أمام جميع من يشعر أن أمامه فرصة بالنجاح، وبالتالي اختيار الممتاز منهم لأن المذيع السوري لا يقبل إلا أن يكون في المقدمة».
ثم التقينا السيدة "ليديا عبيدو" زوجة الأستاذ "إسماعيل" لتحدثنا عن زوجها، وكيف تراه، فتقول: «زوجي رجل طيب القلب، عانى الكثير إلى أن وصل إلى ما هو عليه، وكلما أنجز عملاً، يعود إلى المنزل وعلائم الفرح على وجهه، أعرف عندها أن ما قدمه كان ممتازاً، وأنا لا أشك أبداً بقدراته، خاصة وأنا أتابع تعليقه على بعض الأعمال الوثائقية المنتشرة على الفضائيات العربية».
أما المخرج الإذاعي "فؤاد علي" فقال: «هناك من لديه صوت إذاعي قوي، وهناك صوت إذاعي عاطفي، لكن صوت "إسماعيل" يجمع بين القوة والعاطفة معاً، وهذا أمر نادر الوجود، ويعطي للصوت رخامة وحلاوة».
في حين اعتبر المخرج الإذاعي "حسن حناوي" أن صوت "إسماعيل ياغي" من أفضل الأصوات على المستوى العربي وليس المحلي فحسب.