في تلك الليالي الصيفية، وقبل سنين طويلة، كان الفلاح يجني محصوله من القمح، ليتكدس فوق بعضه مشكلاً فيما يعرف بـ"البيدر"، ولكي نفصل الحبات عن القشور لا بد من "الحيلين" وهو عبارة عن مركبة تسير على عجلات من الحديد المسننة، ويجرها حصان، أو بقرة، أو جاموس، والأغاني تصدح في تلك الأيام الجميلة.

من هنا اكتسبت هذه القرية اسم "حيالين" لكثرة "الحيلين" فيها، وتعتبر "حيالين" من القرى ذات الطبيعة الجميلة، والتي تكتسي بمروج خضراء، أما فصل الربيع فيها فله طعم مختلف، فكيفما نظرت، أو اتجهت تجد الورود، والرياحين، والزنابق، ولا تسمع غير هفيف النسيم، وحفيف الأوراق، وتمتد الأشجار لتصافح وجه الشمس.

لا يوجد فيها معالم أثرية سوى التل الترابي الذي يرجع تاريخه إلى /220/ عاماً

موقع eSyria زار هذه القرية التي تبعد عن محافظة "حماة" حوالي /48/ كيلومتراً، وتقع إلى الشرق من "السقيلبية" بأربعة كيلومترات، والتقى رئيس البلدية السيد "فواز الشيخ علي" لنتعرف أكثر على هذه القرية الجميلة، فقدم لنا لمحة تاريخية، فقال: «تعتبر قرية "حيالين" من أقدم القرى المأهولة بالسكان، حيث يعود تاريخها إلى /200/ عام تقريباً، وهناك إشارات كثيرة على قدمها حيث تعتبر من القرى التي جاهدت ظلم الإقطاع وظلامه».

السيد فواز الشيخ علي

بينما تحدث عن التكوين الطبيعي والمناخي، فقال: «تقع قرية "حيالين" في منطقة شبه صحراوية، وهي ذات أراضٍ سهلية يغلب عليها المناخ المعتدل، إذ لا يتجاوز معدل الأمطار السنوي 400 ملم في السنة».

وعن المكون البشري والاقتصادي لهذه القرية، قال: «عدد سكان قرية "حيالين" حوالي خمسة آلاف نسمة حسب إحصائية 2009، ولا يوجد فيها وافدين من خارجها، يرتكز الوضع الاقتصادي للأغلبية العظمى على الزراعة البعلية /قمح- شعير/ إضافة إلى الزراعات المروية والأشجار المثمرة خاصة الزيتون والدراق وحالياً بدأ التركيز على زراعة "المشمش" بشكل أكبر إضافة إلى تربية الأغنام والأبقار فيما يعتمد البعض من السكان على الوظائف الحكومية، والأعمال الحرة».

الشارع الرئيسي في حيالين

بينما تبدو "حيالين" من الناحية العمرانية وحسب مشاهدتنا، وقول السيد رئيس البلدية: «معظم أبنية القرية مبنية من البيتون المسلح كما هو في المدن، وبدأت الأبنية الطابقية في الانتشار نتيجة تزايد عدد السكان، كما أن معظم الأراضي الواقعة داخل المخطط التنظيمي تنقسم بين ملكية خاصة، وأملاك دولة وهذه لم يتم فرزها حتى الآن، وتصل مساحة المخطط التنظيمي للبلدة بحدود/220هكتاراً/ تم توسيعه وفقاً للخطة التي وضعت عام 2008».

وعن الخدمات الموجودة في القرية، قال: «ترتبط القرية بطريق رئيسية مع مدينة "السقيلبية" و"حماه" كما أن هناك طرقاً فرعية تربطها بالقرى المجاورة كقرية "الجرنية" و"العويني"، وتخدّم القرية من قبل عدد من السيارات الناقلة "السرفيس" الخاصة التي تمر من شارع /حماة- السقيلبية/ كما يوجد فيها /4 مدراس أساسية/ لطلاب الحلقة الأولى، ومدرسة أساسية حلقة ثانية، ومدرسة ثانوية».

الأشجار في حيالين

ويضيف: «والقرية مخدمة بشبكة مياه للشرب تابعة للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في "السقيلبية" إضافة إلى شبكة خطوط كهربائية، وهاتف سلكي، ومفتاح القرية للأرقام الثلاثة الأولى: /774، 773، 772، 771/ أما شبكة الصرف الصحي فهي بطول أرعة عشر كيلومتراً وبنسبة تخديم 95%».

وانتقلنا إلى المركز الثقافي في "حيالين" لنلتقي السيدة "ناعسة الجدي" مديرة المركز الثقافي والتي طلبنا منها معرفة الواقع الثقافي في القرية، فقالت: «أحدثَ في القرية مركزاً للثقافة في عام /2005/ من شأنه نشر الحالة الثقافية في القرية، إضافة إلى وجود مكتبة تضم عدد من الكتب المتنوعة، ويقوم بدعوة عدد من الكتاب والشعراء والباحثين المميزين وفيها نسبة عالية من المتعلمين حيث يصل عدد خريجي الجامعات حوالي /150/ خريجاً وبكافة الاختصاصات».

وعن المرافق الأخرى قالت: «يوجد في "حيالين" مركزاً صحياً واحداً، وثلاث صيدليات، وعيادتين طبيتين، ووحدة إرشادية تهتم بالزراعة والمزارع، ووحدة مياه شرب، إضافة لحدائق ضمن المخطط عددها خمس عشرة حديقة لم ينفذ أيّ منها، بسبب كثرة الأشجار حيث تصل مساحة الأراضي المشجرة إلى أكثر من /150 دونماً/ لذلك تم الاستغناء عن الحدائق».

وعن أهم المعالم الأثرية الموجودة في بلدة "حيالين" قالت: «لا يوجد فيها معالم أثرية سوى التل الترابي الذي يرجع تاريخه إلى /220/ عاماً».

أما الوضع الاقتصادي وتطوره تقول: «يتركز العمل الاقتصادي على ممارسة الأعمال الزراعية بالإضافة إلى العمل الوظيفي وهناك عدد من المحلات التجارية وعدد من المحلات الصناعية».

ويبقى أن نشير إلى وجود محطة محروقات واحدة تقع في آخر البلدة تسمى محطة "دنيا" تخدّم "حيالين" إضافة لعدة قرى مجاورة.