أرادت "هالة أسامة الحسامي" التميّز من خلال اللون واللوحة، فبنت لنفسها عالما خاصة من الرسم. وما أن شعرمن حولها من مدرستها وأهلها وأصدقائها بنضج تجربتها حتى نظموا لها المعرض الأول ووضعت به "هالة" لوحتها الأولى التي رسمتها منذ قبل عشر سنوات..
واللوحة الأخيرة التي شهدت حسن امتلاك هذه الفتاة أدوات الرسم وما بينهما ما حرك هالة ودفعاه للتميّز هي الإرادة قبل الموهبة، كل ذلك يبدو عاديا قبل أن نعرف أن "هالة" بنت /19/ ربيعا تعاني من تلازم الداون (منغولية)، تمارس الرسم منذ لا يقل عن عشر سنوات وأجرت معرضها الأول الذي ضم أكثر من /40/ لوحة في غاليري "النهر الخالد" مطلع آب 2009 بإصرار وثقة شهد لهما كل من تابع هذه الفتاة التي لم تكتف بالرسم لتفجر طاقاتها.
أنا أحب الطبيعة قبل أن أتعلمك الرسم، أذكر أني كنت أفكر طويلا في الأماكن التي كنا نذهب إليها أنا وأهلي...، كنت أنظر لساعات في الجبال والمساحات الخضراة وأشعر بحاجة لرسمها
"هالة" التي تدرس في "الداون سنتر" بحمص، رسمت العديد من وجوه زملائها، لكن مجمل لم يكن الإنسان بل الطبيعة، وقد تحدثت عن هذا الموضوع فقالت: «أنا أحب الطبيعة قبل أن أتعلمك الرسم، أذكر أني كنت أفكر طويلا في الأماكن التي كنا نذهب إليها أنا وأهلي...، كنت أنظر لساعات في الجبال والمساحات الخضراة وأشعر بحاجة لرسمها».
المدرسة المشرفة على هالة "فرات الحاج يونس" قالت لموقع eHoms أن الإصرار والثقة اللذين وجدَتّهُما في عيني الصبية الجميلة على حد تعبيرها أهم ما ميّز "هالة" وجعلها شابة ليست ككل الشابات من زميلاتها في المركز، في قلبها الأمل وفي روحها لمسة الإبداع.
المدرّسة "فرات" أشارت إلى أن خطوط طالبتها في البداية كانت قاسية ويداها ترتجفان في بداية تعلمها للرسم، لكن مع التدريب أصبحت أكثر انسيابية، وذكرت أن اللوحة التي كانت تستغرق حوالي /10/ أيام حتى تنتهي، اليوم تنتهي بيوم أو يومين مع المتابعة وتقدم قدرة هالة على التصور وتحويل أفكارها إلى لوحات.
كما أشارت أن "هالة" ستبدأ بالعمل بالألوان المائية والزيتية في محاولة لتطوير عملها ولوحاتها. لتشابه أعمال الفنانين المحترفين
أما والدة هالة السيدة "سحر الأخرس" فقالت أن لوحات "هالة" هي رسالة لكل الأسر التي تضم "متلازمي الداون" كي يحاولوا إخراج طاقات أبنائهم في الرسم أو في أي من الفنون الأخرى.
كما أسلفنا فإن "هالة" لم تكتفِ بالرسم فقط فهي ترفع الأثقال وتمارس لعبة الريشة الطائرة وقد حققت نتائج جيدة ضمن مشاركتها مع منتخب "حمص" لذوي الاحتياجات الخاصة في الأولمبياد الخاص، الذي جرى في الشهر الخامس لعام 2009، ولعل رشاقتها وسرعة استجابتها جعل تعلمها لرقص الباليه سهلا بالنسبة لها صارت إحدى أعضاء فرقة باليه "حمص".
يذكر أن "هالة الحسامي" من مواليد /1990/ ترقص الباليه منذ عام /1998/، وقد شاركت في عدة مهرجانات مع فرقة باليه "حمص"، منها مهرجان القلعة والوادي ومهرجان تدمر، وتحب بالإضافة للرسم... التطريز والسباحة والكمبيوتر.