ليس غريباً أن تعرف هذه القرية، فربما في وقت مضى ذهبت برفقة أصدقائك في نزهة إلى هذه القرية الجميلة، لتشاهد الآثار المتربعة وسطها وخارجها، كقصر بنات "الزير سالم"، والدير الموجود جانب المركز الثقافي، والذي كان سجناً أيام الإقطاع ومن أتى بعده، إلى جانب الجبال والقلاع التي تحيطها.. إنها قرية "دير شميل".
موقع eSyria زار هذه القرية التي تبعد عن "مصياف" /31/ كيلو متراً، وعن "حماه" /76/ كيلومتراً ولمعرفة المزيد عن هذه القرية التقينا الأستاذ "عيسى صافيتا" رئيس مجلس بلدة "دير شميل" يوم الاثنين 4 آب 2009
من مطربي القرية "عيسى نعوس" و"محمد جنيد" و"جمال جنيد"
الذي قدم لنا لمحة تاريخية عن هذه البلدة قائلاً: «تعتبر بلدة "دير شميل" من أقدم القرى في المنطقة، وهناك إشارات كثيرة على تاريخها كالمدفن القديم الذي كان يتم فيه دفن الموتى، والدير القديم الذي كانت تتم فيه العبادات المسيحية، وبالتالي فإن الإنسان السوري القديم سكنها منذ القدم، ومارس فيها نشاطات زراعية، وعمرانية بدائية».
وعن معنى كلمة "دير شميل" يقول: «إنها كلمة آرامية فكلمة "آيل" تعني "الإله" و"شيم" تعني "دير" فتعبر عن (دير الله) إضافة إلى أنها كانت مركزاً رئيسياً للعبادات المسيحية».
وعن التكوين الطبيعي والمناخي قال: «تقع بلدة "دير شميل" في منطقة ساحلية، وهي ذات أراضٍ جبلية، ويغلب عليها المناخ المعتدل إذ تتجاوز معدل الأمطار السنوية 350 ملم في السنة».
وعن أهم المعالم الأثرية الموجودة في بلدة "دير شميل" يقول: «هناك برج أثري موجود في منتجع الشبيبة فهو نقطة مراقبة وفيه نفق يصل بين البرج و"قلعة أبو قبيس"، إضافة إلى قصر بنات "الزير سالم" سمي بهذا الاسم لأنه لم ينجب سوى البنات وهم كثر فلقب باسم "أبي ليلى المهلهل" ولم يبق من هذا القصر إلا الأطلال وهو قيد الدراسة لإعادة اكتشافه، وصخرة استراحة "الزير" التي تقع في بداية القرية، وكذلك كثرة عدد الأديرة الموجودة في البلدة».
وعن المكون البشري والإقتصادي لهذه البلدة قال: «عدد سكانها حوالي /7000 نسمة/ حسب إحصائية عام /2008/. ويرتكز الوضع الاقتصادي للغالبية العظمى على الزراعات المروية /قطن- قمح/، والأشجار المثمرة خاصة/ الجوز، والزيتون/ إضافة إلى تربية الأبقار والأغنام، فيما اعتماد معظم شبابها على السفر إلى لبنان إذ يتجاوز عددهم /600/ شاب».
وعن الناحية العمرانية التي تميز هذه البلدة قال: «معظم أبنية البلدة مبنية من البيتون المسلح كما هو في المدن المتوسطة، إذ إن الأراضي الواقعة داخل المخطط التنظيمي من أملاك الدولة، ولم يتم فرزها وبيعها للمواطنين بعد، وتصل مساحة المخطط التنظيمي للبلدة بحدود /300هكتار/ ويجري حالياً توسيع المخطط ليصل إلى /350هكتار/».
ويتحدث السيد "عيسى صافيتا" عن الخدمات الموجودة في بلدة "دير شميل" فيقول: «ترتبط البلدة بطريق رئيسي مع "مصياف"- "السقيلبية" كما أن هناك طرقاً فرعية تربطها بالمناطق المجاورة، وتخدم هذه القرية من قبل عدد من السيارات الناقلة "السرفيس" مثل "دير شميل"- "محردة"، كذلك "ديرشميل" -"سلحب"، كما وتوجد فيها مدرسة أساسية حلقة أولى، ومدرسة أساسية حلقة ثانية، ومدرسة ثانوية عامة، وثانوية مهنية نسوية، أما روضة الأطفال فهي قطاع خاص».
ويضيف: «أما مياه الشرب فالبلدة مخدمة بشبكة مياه شرب تابعة للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، إضافة إلى شبكة خطوط كهربائية، وهاتف سلكي ومفتاح القرية للأرقام الثلاثة الأولى /760- 761/، أما شبكة الصرف الصحي فهي بطول /15 كم/ ونسبة التخديم 90%».
الناحية الثقافية للبلدة كما يقول: «في البلدة مركز ثقافي مكان السجن القديم الذي كان على أيام الإقطاع، وتتم فيه أنشطة متنوعة ثقافية وفنية وفكرية، عن طريق دعوة عدد من الكتاب والشعراء والباحثين المتميزين بشكلٍ دوري، إضافة إلى معارض الكتاب، فعدد الكتب الموجودة في المركز /5177/، والجدير بالذكر أن حملة الشهادات الجامعية يتجاوز عددهم /400/ خريج بكافة الفروع أغلبهم يسكنون خارج القرية».
وعن المرافق الأخرى يقول "صافيتا": «يوجد مركز صحي واحد يقع في حي (القشلة)، ووحدة إرشادية تهتم بالزراعة والمزارع، وأربع عيادات، وثلاث صيدليات، ومركز طوارئ للكهرباء، ومستوصف، ومركز هاتف».
وعن تطور الوضع الاقتصادي يقول السيد "عيسى": «يرتكز الوضع الاقتصادي، على ممارسة الأعمال الزراعية بشكل خاص، أما بالنسبة للعمل الوظيفي فعلى قلتهم فهم موزعون في الدوائر الحكومية القليلة في القرية، أما الموظفون خارج القرية أغلبهم يسكنون في "مصياف" بسبب انعدام السير فعند الساعة /12/ ظهراً تصبح القرية منقطعة عما يحيطها».
ويتحدث عن بعض أشهر فناني البلدة قائلاً: «من مطربي القرية "عيسى نعوس" و"محمد جنيد" و"جمال جنيد"».
ويبقى أن نشير إلى وجود محطة محروقات واحدة تقع أول مدخل القرية، يملكها "أحمد خليفة" تقوم على تخديم البلدة وعدة قرى مجاورة.