هو سيد غابت حكايته عن متناول فحوى الكتب والسير، بل حتى بقيت مدفونة معه في قبر تنقل بين مكانين قريبين، عرف واحد منها ومازال فيه إلى الآن، حيث مسجد قديم عند بداية سوق العنابة (مسجد الشيخ ضاهر القديم).

حيرت الحكايات أصحاب الأبحاث والعلوم فيما إذا كان هذا الشيخ من سكان "اللاذقية" وإذا كان من مبروكي الشخصية ورفيعي القدر والاعتبار، فحسبما وصلنا من معلومات وأخبار يتناقلها الناس هنا وهناك، يقولون بأن الشيخ كان كبير القدر في زمانه، وذو شعبية كبيرة حتى أنه بقي ملازم للحي القديم للاذقية والذي كان عبارة عن مجموعة من المنازل وأسواق ضيقة وأزقة متفرعة بين هنا وهناك.

أنا من "اللاذقية" ومنذ ولدت وأنا أعرف أن هذه الساحة سميت باسم شيخ جليل مبروك، عاش في إحدى أمكنتها وتوفي وقبر فيها

الولي الشيخ "ضاهر" والذي سكن "اللاذقية" خلال أواخر القرن التاسع عشر، بقيت سيرته إلى الآن بين الناس وبين دفات الكتب، فيقال عنه بأن شيخ ورع أحبه الناس وبقيت سيرته كذلك حتى توفي فيها، ويقال أيضاً بأنه مجاهد حارب كثيراً ضد العثمانيين وكان ذو سمعة حسنة، ويقال بأنه ليس من سكان "اللاذقية" وأهلها بل لجأ إليها من الديار المجاورة بغية نشر العلم والدين وبقي فيها حتى توفي رجمة الله عليه.

المسجد الذي يأوي قبر الشيخ ضاهر

موقع eLatakia بحث كثيراً في سر هذا الاسم الذي طبع على أذهان اللاذقانيين منذ سنين، فاستطلع موقعنا آراء الكثير من الناس خلال جولته في ساحة الشيخ "ضاهر"، حيث يقول السيد "نبراس محمد" وهو موظف: «أنا من "اللاذقية" ومنذ ولدت وأنا أعرف أن هذه الساحة سميت باسم شيخ جليل مبروك، عاش في إحدى أمكنتها وتوفي وقبر فيها».

أما الحاج "محمد جانودي": «هناك الكثير من الأقاويل حول هذا القبر الموجود اليوم داخل المسجد الصغير القديم، ولكن يقال على أنه محارب ومجاهد قديم هاجر من مناطق سورية داخلية واستقرت به الدنيا هناك على أطراف "اللاذقية" حيث عاش في وسطها وحارب الأتراك وجمع بذلك سمعة كبيرة وشعبية منقطعة النظير».

ساحة الشخ ضاهر

كي لا ننسى فثمة هناك الكثير من آثار الشيخ التي رافقت وجوده، فهناك أمكنة بقيت إلى الآن على وظيفتها، هناك الكراكون (المخفر) حالياً، وهناك ورغم مسيرة الهدم الواسعة التي طالت "اللاذقية" وساحة الشيخ "ضاهر" خلال الخمسينات من القرن الماضي، هناك مسجد العجان والجامع القديم، وبعض الخانات التي كنت ترى منها جبل القلعة القديم والبحر ومقهى الكازينو القديم أيضاً.

الأستاذ الباحث "ياسر صاري" يقول فيما يعلمه عن هذا الشيخ الجليل: «الشيخ ضاهر، هو شيخ محلي، عرفه الناس من خلال زهده وورعه في الدين، عرف بصدقه ونبله وكرمه، أحيط بموقع شعبي كبير خلال أواخر القرن التاسع عشر من قبل سكان "اللاذقية" آنذاك».