ضمن جو أسري إلى حد كبير قدم طلاب قسم "البيانو" في معهد "صباح فخري" للموسيقى في "حلب" متعاونا مع مديرية الثقافة فيها حفلا فنيا، حيث قدم كل طالب مقطوعة من الموسيقى الكلاسيكية العالمية عزفا على آلة "البيانو" تحت إشراف مدرستهم في المعهد الآنسة "عبير الحسيني"، وذلك على مسرح مديرية الثقافة في "حلب" يوم 18/6/2009.
موقع eSyria حضر الحفل الذي كان نواته طلاب دون سن الخامسة عشر والتقى عقبه بالسيد "محمد ميمة" والد الطالبة "مرح ميمة" والذي حضر الحفل وتحدث عن الحفل فقال: «هذا الحفل جعلني أفخر بابنتي وأقتنع بموهبتها أكثر وأكثر إذ أنني شعرت بأنها أكبر من عمرها بكثير وأنا سعيد بذلك جدا، و أتمنى لهذه الحفلات أن تستمر لأنها تدفع الطلاب إلى الاستمرار وتصنع شيئا يفتخرون به هم أنفسهم على الرغم من الأخطاء التي وقع فيها بعض الطلاب إلا أنهم أبرزوا مقدرات جيدة جدا لو صقلت في المستقبل لكان لها وقع كبير».
هذا الحفل جعلني أفخر بابنتي وأقتنع بموهبتها أكثر وأكثر إذ أنني شعرت بأنها أكبر من عمرها بكثير وأنا سعيد بذلك جدا، و أتمنى لهذه الحفلات أن تستمر لأنها تدفع الطلاب إلى الاستمرار وتصنع شيئا يفتخرون به هم أنفسهم على الرغم من الأخطاء التي وقع فيها بعض الطلاب إلا أنهم أبرزوا مقدرات جيدة جدا لو صقلت في المستقبل لكان لها وقع كبير
وفي لقاء مع السيدة "عبير الحسيني" مشرفة قسم البيانو في معهد "صباح فخري" للموسيقى حدثتنا عن أهمية هذا الحفل فقالت: «نعمل دائما في المعهد على إقامة حفلات بشكل مستمر كي نحرض الطالب على متابعة التعلم والمثابرة والاجتهاد، فالطالب بشكل عام يشعر بالفخر عندما يظهر على المسرح ويصفق له الجمهور وبالذات ذويه وأصدقاؤه وبهذا يزول حاجز الخجل وحاجز الملل لدى الطالب ويتحفز للمتابعة مترقبا الحفل القادم، ومن جهة أخرى إن هذه الحفلات المستمرة تضمن تحميل الطالب مسؤولية الظهور إلى الجمهور مما يكسبه خبرة في المستقبل لا بد أن تلعب دورا في نحت شخصيته الفنية وقد أسعدت جدا اليوم عندما سمعت بعض الطلاب الذين أخطؤوا واستمروا في العزف رغم الأخطاء التي قاموا بها مما يدل على أنهم متفهمين لمعنى الحفل الموسيقي وهذا يعني أن هدف الحفل قد تحقق لذا أتمنى استمرارها لو على نطاق ضيق لا يتعدى حدود المنزل بين الأهل والأقرباء في الحفلات العائلية وطبعا هذا يرتبط بالمنزل ذاته».
وعند الحديث عن آلية التعامل مع الأطفال وكيفية تعلم الموسيقى يحدثنا السيد "الميمة" عن التعامل مع ابنته فيقول: «أنا أعزف "الغيتار" وبدأت بتعليم طفلتي "مرح" على هذه الآلة منذ أن كانت صغيرة فوصلت بها إلى مراحل جيدة في تعلميها "للغيتار" لكن بعد فترة لاحظت ميولها نحو آلة "البيانو" وصارحتني بذلك، فما كان مني إلا أن حولت دراستها في معهد "صباح فخري" من تعلم "الغيتار" إلى تعلم "البيانو" وكانت تتعلم بحب ودون عوائق لأنها تعرف المبادئ الأولية في الموسيقى الغربية».
وحدثتنا السيدة " بيتي بوياجيان" والدة الطالبة "آلين بوياجيان" عن كيفية التعامل مع ابنتها ودفعها لتعلم الموسيقى فقالت: «في البداية تأثرت ابنتي في كثيرا لأنني أنا دائما أعزف البيانو في المنزل وكانت تجلس بقربي وتستمع إلى الموسيقى، فعملت على تعلميها مبادئ الموسيقى الغربية ومبادئ العزف على البيانو وقمت على تدريبها وتدريب أصابعها حتى وصلت إلى عمر يخولها دخول المعهد فلم أتوانى عن تسجيلها في المعهد حيث أشرفت عليها الآنسة "عبير" والتي كنت دائمة التواصل معها لضمان مستقبل ابنتي الموسيقي والذي يعنيني بشكل كبير لأن الموسيقى تعتبر غذاء الروح وفرصة لتفريغ الشحنات والانتقال إلى عالم الروحانيات».
أما المدرسة "الحسيني" حدثتنا عن التعامل مع الطلاب فقالت: «نحن نستقبل الأطفال في عمر صغير إلى حد ما وهو سبع سنوات وهذا الأمر مختلف عن السابق إذ أننا كنا نستقبل الأطفال في عمر أكبر من ذلك يصل إلى الثانية عشر من العمر أو أقل قليلا، وإن الطلاب بشكل عام يخضعون لعام دراسي تحضيري يتعلمون فيه الأصول الموسيقية والتاريخ الموسيقي من ثم يتم تعليمهم على الآلات فبهذا يكون الطالب مجهزا نفسيا وعلميا للتعليم العملي، لكن هذا لا يخفي حقيقة وقوعنا في مشاكل أثناء تعليم الطالب في عمر صغير فنتعامل معه بالترغيب عن طريق منح جوائز ومكافآت، وعن طريق التحبب إذ أننا نعامله بأسلوب لطيف ونحرض روح المشاركة وروح الفريق لنضمن تفاعل الطالب مع الدرس وعدم نفوره من هذا العلم الذي يعتبر صعبا إلى حد ما ويتطلب متابعة و ممارسة مستمرة، إضافة على ذلك نعاني من عدم وجود وعي موسيقي غربي باعتبار "البيانو" آلة غربية فيكون معظم الطلاب غير عارفين لآلية عمل هذه الآلة وليس لديهم لو أرضية بسيطة عن الموسيقى الغربية الكلاسيكية».
وعند توجهنا إلى الطلاب ذاتهم التقينا بالطالبة "مرح ميمة" فقالت عن بدايتها في تعلم البيانو وآلية التواصل مع المعهد والمدرسة: «أنا طلبت من والدي أن أتعلم على آلة البيانو وقد وافق على ذلك ودفعني إلى معهد "صباح فخري للموسيقى" وهناك تعرفت على المدرسة "عبير" التي راحت تدربني مع زملائي وتعلمنا مبادئ العزف على البيانو وكنا سعداء جدا معها وخصوصا أنها دائمة التواصل معنا حتى خارج أوقات الدروس, وكانت حفلة اليوم أجمل هدية يقدمها لي المعهد لأنني اثبت وجودي الفني أمام أهلي وأصدقائي».
أما الطالبة "رينا غنوم" التي تدرس في الصف الثامن تحدثنا عن التنسيق ما بين المدرسة والمعهد الموسيقي فتقول: «أنا أحب المعهد أكثر من المدرسة لأنني أعيش جوا جميل تملؤه الموسيقى والعلاقات الجميلة والضحك فهو بمثابة نزهة أو لقاء مع أناس أحبهم وفي عموم الأحوال أنا لا أجد تضارب بين تعلم الموسيقى والدراسة لأنني وبمساعدة أمي أقوم على تنظيم وقتي ومن جهة أخرى فإن الموسيقى تريحني نفسيا خصوصا عندما أتعلم مقطوعة جديدة وأشعر أن هناك شيء جديد في حياتي يدفعني لأن أستمر وأثابر في كافة المجالات».
الطالبة "آلين بوياجيان" حدثتنا عن مشاركتها في الحفل والذي يعتبر الثاني لها مع المدرسة ذاتها والمعهد ذاته فقالت: «هذه الحفلة هي الثانية لي مع المعهد وفي حفل اليوم شعرت بأنني أمتلك ثقة أكبر وحب للظهور أكبر وقد أسعدت جدا بهذا الحفل لأنني قدمت مقطوعة أطول من التي قدمتها في الحفلة الأولى وكنت واثقة من ذاتي بشكل كبير وشعرت أنني أعرف ماذا سيحدث فيما بعد ومقطوعتي التي قدمتها كانت من اختياري تنسيقا مع الآنسة "عبير" فقدمت مقطوعة من الرقص الأرمني أحببتها جدا من صغري ودربتني عليها أمي منذ الصغر».
حضر الحفل جمهور كبير إلى حد ما كان على رأسهم مدير معهد "صباح فخري للموسيقى" في "حلب" السيد "محمد قدري دلال" وكان معظم الجمهور من أهالي الطلاب, حيث توافدوا ليشدوا على أيدي أبنائهم دافعين بهم إلى مستقبل تنبأ الكثيرون بأنه سيكون عظيما لما قدمه الطلاب من مقطوعات عالمية تتطلب خبرة ومهارة عالية أجاد الطلاب في التعامل معها.
مثل مجموعة الطلاب على التوالي كل من (كريم علوش – زين طراقجي – سيدرة سيريس – عبد الله سيريس – ساره كنيفاتي – ياسمين مرتيني – رند صوان – تيما أبو صالح – شهد البيك – مرح ميمة – ياسمين سقعان – بانه مرتيني – آلين بوياجيان – رينا غنوم – خاجيك جابريان – بشير بشير – راما طراقجي – فيليب سعيد – لانا مؤذن – أحمد زكريا مومصللي).