عندما تدخل إلى حيّ "الشريعة" عبر شارع "القوتلي" وتحديداً في الشارع المقابل لمبنى نقابة المهندسين السوريين يستوقفك منظر جميل لعدد من الأشجار التي أخذت حقها بالعناية والتي قصّت بطريقة فنية أعطت الشارع بمجمله رونقاً لافتاً يجعلك تتساءل عن صاحب هذا الذوق الرفيع الذي أضاف لشارع عام كل هذه التفاصيل الفنية.
إنه الشارع المحاذي لمنزل السيد "عبد اللطيف الديري" والذي حوّله من خلال العناية الفائقة إلى جنّة صغيرة، استحق عليها شكر مجلس مدينة "حماة" عدة مرات.
أحببت أن أعود من عملي مساءً وأجلس على الشرفة كي أتنعم بجمال الطبيعة، السكنى في المدينة لها ضريبتها، وهي أنك تفتقد للجمال الطبيعي الذي تخلقه المساحات الخضراء، وها أنا أحقق المعادلة بأن أبني حديقتي الخاصة فأعيش في المدينة وفي الطبيعة معاً
السيد "عبد اللطيف رشيد الديري" /68/ عاماً، والذي يعمل في مجال التجارة، حدّث موقع eSyria الذي زاره بتاريخ 10/5/2009 قائلاً: «بدأت ببناء منزلي عام /1995/ وأردت أن أقدم عربون تعارف لجيراني في الشارع على مبدأ "اشتر جارك، قبل أن تشتري دارك"، فقمت أثناء مرحلة البناء بزراعة هذه الأشجار في الشارع الموازي للمنزل، وعندما سكنت فيه في عام /1998/ كانت الأشجار ذات السنوات الثلاث تعطي جمالاً لافتاً، أردت لهذه الأشجار أن تحمل تاريخ بناء هذا المنزل، وأردت أيضاً أن أعيش ليس فقط في منزل من الأسمنت، بل محاطاً بالطبيعة التي تغذي الروح، أحببت أن يحذو الجيران حذوي فيتحوّل الشارع إلى حالة فريدة من نوعها في "حماة"».
ويضيف "الديري": «أحببت أن أعود من عملي مساءً وأجلس على الشرفة كي أتنعم بجمال الطبيعة، السكنى في المدينة لها ضريبتها، وهي أنك تفتقد للجمال الطبيعي الذي تخلقه المساحات الخضراء، وها أنا أحقق المعادلة بأن أبني حديقتي الخاصة فأعيش في المدينة وفي الطبيعة معاً».
"الديري" يجلب كل عام عاملاً من المشتل لكي يعتني بهذه الأشجار، ويخبره بالأشكال الجديدة التي يريد صنعها من أشجاره، فتلك الشجرة يريد لها شكل النابض، وتلك يريدها على شكل حبة الفطر، وهكذا..
أما عن التكلفة المادية التي بذلها على تلك الأشجار فيقول: «تحتاج هذه الأشجار إلى سماد وعناية مستمرة حتى تبدو بأجمل صورها، وقد اخترتها من النوع المستدام الخضرة، لكي تحافظ على شكلها طوال العام، كلفتني مبالغ كبيرة من المال، أتمنى على مجلس مدينة "حماة" أن يعتني بالصف المقابل لهذه الأشجار على منصف الشارع، كي يتحقق التناسق في المنظر الجمالي على مدخل حي الشريعة بالكامل».
وكشكر على مبادراته قام مجلس مدينة "حماة" بتكريمه عدة مرات لجهوده المبذولة في تجميل منظر الحيّ.
من الجدير بالذكر أن السيد "عبد اللطيف الديري" كان عضواً في غرفة تجارة "حماة" لمرتين ويعمل في مجال التجارة ولديه منشأة لصناعة الليف المعدني منذ عام /1970/، تبعها بإقامة منشأة لصناعة سحب الأسلاك المعدنية على البارد، ثم أضاف لها خطاً لصناعة الشبك المعدني الممدد وتقوم المنشأة بالإضافة لأعمال الصناعة بأعمال تجارية مختلفة.