إلى الجنوب من "إدلب" وعلى بعد حوالي /25/ كم تقع قرية "منطف" التي تعتبر من أكثر القرى تميزاً في "جبل الزاوية" لما تحويه من معالم أثرية وطبيعية، فهي من القرى الموغلة في القدم كما أنها تقع على الطريق الذي يصل مدينة "أريحا" بـ"معرة النعمان" وترتبط بقصص طريفة إضافة إلى طبيعتها الجميلة. موقع eIdleb وأثناء زيارته لهذه القرية التقى العديد من أبنائها ليحدثونا عن حكاية هذه القرية فكانت البداية مع الأستاذ "فاروق عبود" من أوائل المدرسين في القرية والذي قال:

كلمة "منطف" تعني "أرض الرَّي" والدليل على ذلك قول الشاعر:

مقام الشيخ "إبراهيم الخواص" الذي كان يعتبر استراحة للقوافل التي تمر في هذه المنطقة حيث يحتوي على مسجد إضافة لمقام الشيخ "إبراهيم" وغرف وباحة سماوية كانت مبلطة بالحجارة الكلسية، ومن الأشياء الأخرى التي تحتويها القرية مدرسة أثرية قديمة بنيت قبل عام /1945/ كانت مجمعاً علمياً لجميع القرى التي تجاورها وكان يدرس فيها طلاب أكثر من تسع قرى

وما اللُّجج الملاحُ بمروياتٍ

الأستاذ فاروق عبود

وتَلّقى الرَّيَ في النُطفِ الملاحِ.

كانت هذه القرية تمتلك مجموعة من الينابيع السطحية التي تروي البساتين والحقول التي تحف أطرافها وتزرع بجميع أنواع المزروعات والأشجار المثمرة وأهمها "الرمان" و"المحلب" و"الخوخ" و"التوت" و"الجوز"، كما تحتوي القرية على غابة قديمة من أشجار "السنديان" و"الزيتون البري" التي قطعت معظمها في نهاية الحكم العثماني لاستخدام أخشابها لصالح قطار "الحجاز" وجزءٌ منها مازال قائماً حتى الوقت الحاضر».

باحة مقام الخواص

ويضيف قائلاً: «كما يوجد على الأطراف الشرقية مجموعة من الحفر الإنهدامية التي يبلغ عمقها مسافات كبيرة ناتجة عن تحلل الكلس في العصور الماضية، وتقول بعض الإشاعات أن هذه الحفر ناتجة عن سقوط نيازك قديماً أدت إلى حدوث هذه الحفر، ومن أهمها ما يسمى بـ"هوتة العنز" وهي عبارة عن حفرة فوهتها دائرية يبلغ قطرها حوالي/200/ متر وعمقها حوالي /250/متراً، كما يوجد بالقرب منها بئر طبيعي يصل عمقه إلى أكثر من /300/ متر ولا يوجد فيه ماء وبجانبه بعض الفوهات الطبيعية التي يسمع عند المرور بجانبها أصوات قوية غير معروفة المصدر ويسمى هذا البئر "جب بقعلو"».

ومن الأشياء الأكثر شهرة في القرية والقول مازال له: «قطعة أثرية تسمى "الكيح" وتعني المقطع العرضي في الجبل وهي عبارة عن غرفتين منحوتتين في الصخر الكلسي، يُنزل إليهما بدرج منحوت بالصخر أيضاً، ولهما باب حجري عندما يغلق لا يستطيع أحد أن يدخلهما، وفي وسط هاتين الغرفتين فوهة صغيرة تنتهي إلى بئر ماء يُملأ بماء الشتاء، يستخدمه سكان هذه الغرف للشرب، وبجانبها يوجد مجموعة من المقابر الأثرية المنحوتة بالصخر».

السيد فواد العلي

وعن المعالم الدينية التي توجد في القرية يقول "العبود": «مقام الشيخ "إبراهيم الخواص" الذي كان يعتبر استراحة للقوافل التي تمر في هذه المنطقة حيث يحتوي على مسجد إضافة لمقام الشيخ "إبراهيم" وغرف وباحة سماوية كانت مبلطة بالحجارة الكلسية، ومن الأشياء الأخرى التي تحتويها القرية مدرسة أثرية قديمة بنيت قبل عام /1945/ كانت مجمعاً علمياً لجميع القرى التي تجاورها وكان يدرس فيها طلاب أكثر من تسع قرى».

هذا هو ماضي قرية "منطف" أما حاضرها فحدثنا عنه السيد "فؤاد العلي" عضو المجلس البلدي في بلدية القرية والذي قال لنا: «تعتبر قرية "منطف" من أهم القرى في المنطقة فهي صلة الوصل بين الشمال والجنوب حيث يمر في وسطها طريق "أريحا"- "معرة النعمان" ويبلغ عدد سكانها حوالي /4200/ نسمة يعمل معظمهم بالزراعة ويوجد فيها مجموعة من الخدمات ومن أهمها البلدية وشبكة للصرف الصحي والكهرباء والهاتف ومياه الشرب إضافة إلى مسجد ومدرستان للتعليم الأساسي وجمعية فلاحية، ويُقسم بناء البيوت في القرية إلى قسم قديم مؤلف من بيوت الغمس والطين ومجموعة من السباطات والحارات الضيقة، وقسم حديث مبني من الحجارة الكلسية».