«منذ الأزل بحث الإنسان، وبشكل مستمر عن وسائل النقل التي تكفل له التنقل، ضمن حياة أفضل ومعيشة أسهل، وقد شكل اختراع الدولاب نقلة نوعية في تطور صناعة وسائل النقل عبر الزمن، حيث أصبح الدولاب جزءاً رئيسياً في الاختراعات التي تمت فيما بعد، وأنتجت على مرِّ الزمن وسائل النقل المتعددة التي نعرفها اليوم، ومنها الدراجة العادية، والدراجة النارية، والسيارات والقطارات والطائرات.
وباستثناء الطائرات والبواخر، فإن محافظة "الرقة" عرفت كافة وسائل النقل المختلفة، وكان القطار آخرها في شهر تموز من العام /1969/، حيث بدأ العمل على إنشاء خط حديدي على محور "حلب" ـ "الرقة" ـ "دير الزور" ـ "الحسكة"، لربط الموانئ والمدن الساحلية بالمدن الشرقية».
أحدث وصول القطار إلى محافظة "الرقة" أثراً إيجابياً في نفوس السكان، من ناحية نقل الركاب، ونقل البضائع والمنتجات، وذلك لتعدد مزايا القطار، التي تبدأ بأنه الوسيلة الآمنة التي تحمل شعار القطار صديق البيئة، إضافة إلى أنه من الوسائل الأكبر حجماً، والأقل كلفة، والأكثر راحة وآماناً
بهذه المقدمة المقتضبة تحدث المهندس "أحمد السويحة" مدير مركز "الرقة" للخطوط الحديدية السورية، بتاريخ (5/4/2009) لموقع eRaqqa عن تاريخ سكة الحديد في محافظة "الرقة"، لكن أهالي شمال محافظة "الرقة"، في منطقة "تل أبيض" كانوا يشاهدون القطار التركي المار على الحد الفاصل بين سورية وتركيا في تلك المنطقة.
ويتابع "السويحة" حديثه في ذات السياق، قائلاً: «في عقد السبعينيات من القرن العشرين، تبين ضرورة إنشاء خط حديدي على المحور الشرقي من مدينة "حلب" باتجاه مدينة "الرقة"، نتيجة الحاجة الملحة لنقل الركاب، ونقل المحاصيل الزراعية، ومنتجات الثروات الباطنية المتواجدة في المنطقة الشرقية، حيث تم في عام /1969/م تنفيذ الخط الحديدي، حتى محطة "الصداقة" المقابلة لمدينة "الثورة" الناهضة بسبب بناء سد "الفرات" العظيم، وفي العام التالي /1970/م تم تمديد الخط الحديدي إلى مدينة "الرقة"».
ويضيف "السويحة" قائلاً: «وفي تلك الفترة، تم تنفيذ وصلة للخط الحديدي من محطة "الصداقة" باتجاه محطة مدينة "الثورة"، بالقرب من موقع إنشاء سد "الفرات"، وذلك لنقل الأدوات والمعدات اللازمة لإنشاء سد "الفرات"، الذي يعتبر من أضخم المنشآت في القطر العربي السوري، وبعد ذلك تم متابعة أعمال التنفيذ في الجسر الذي أقيم على سد "الفرات"، وسمي جسر "الصداقة" أو جسر "الفرات"، ومن الجدير بالذكر أن الأقسام التي ينتهي من إنشائها على هذا المحور، كانت توضع في الاستثمار الفعلي فوراً».
وعن بدء العمل بنقل الركاب من مدينة "الرقة" باتجاه مدينة "حلب"، يقول "السويحة": «بتاريخ (8/3/1973) تم بشكل رسمي تدشين مسير قطار مؤلف من عربة واحدة "أوتومتريس"، وينقل بحدود /80/ راكلاً، موزعين على مقاعد الدرجة الأولى والدرجة الثانية، وبعد ذلك تزايدت أعداد وأنواع القطارات التي تؤمن نقل الركاب بشكل آمن ومريح، حتى وصلنا بدءاً من عام /2007/ أحدث أنواع القطارات "الترين سيت" المجهز بأفضل الخدمات وأحدثها، والذي لاقى إقبالاً كبيراً من الأخوة المواطنين».
وعن أثر القطارات في حياة أهل "الرقة"، يحدثنا "السويحة"، قائلاً: «أحدث وصول القطار إلى محافظة "الرقة" أثراً إيجابياً في نفوس السكان، من ناحية نقل الركاب، ونقل البضائع والمنتجات، وذلك لتعدد مزايا القطار، التي تبدأ بأنه الوسيلة الآمنة التي تحمل شعار القطار صديق البيئة، إضافة إلى أنه من الوسائل الأكبر حجماً، والأقل كلفة، والأكثر راحة وآماناً».
ويعتبر القطار من أكثر وسائل النقل أهمية، فهو يؤمن شبكة ربط بين كافة المدن والمواقع في سورية، وعن ذلك يحدثنا "السويحة"، بقوله: «لقد ساهم تنفيذ الخط الحديدي من مدينة "حلب" باتجاه مدينة "الرقة" في ربط المنطقة الساحلية والمنطقة الجنوبية مع المنطقة الشرقية، وقد برزت أهمية القطارات في عملية الربط هذه، كوسيلة للنقل في مجال شحن البضائع والمنتجات الزراعية، والنفطية، حيث استطاعت نقل حجوم كبيرة جداً عبر السنين الماضية من مختلف أنواع المنتجات الاقتصادية، مثل القمح والأسمدة، والمشتقات البترولية، والإسمنت، وغيرها، من وإلى محافظة "الرقة" وإلى باقي المحافظات الشرقية.
كما ساهمت بنقل الركاب من "الرقة" باتجاه المحافظات الأخرى والعاصمة "دمشق"، قبل عمليات توفر وتزايد البولمانات والحافلات الحديثة، خاصة طلاب الجامعات والعمال والفلاحين، وذلك نظراً لانخفاض قيمة تذاكر نقل الركاب بالقطارات قياساً بوسائط النقل الأخرى».
ويختتم المهندس "أحمد السويحة" حديثه لموقعنا عن مركز "الرقة" للخطوط الحديدية، قائلاً: «فيما يخص مديرية مركز الخطوط الحديدية في "الرقة"، فهي تعتبر مفصلاً مهماً من مفاصل العمل في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية، وتضم عدة شعب ومكاتب، والعديد من المحطات التي تكمل عمل بعضها البعض، حيث يتكامل عمل الأقسام الفنية التي تضم الحركة والنقل، والأدوات والجر، والمنشآت الثابتة والتسويق والإشارات والاتصالات، لتأمين أفضل الظروف والخدمات والسبل الكفيلة بتأمين عمل القطارات وحركتها على سكة الحديد، والتطبيق الدقيق لتعليمات سير وآمان القطارات بكافة الاتجاهات».