سافر من وطنه الأم "سورية" إلى "تركية" بحثا عن فرصة عمل وعاد إليها بأفكار جديدة رفضها المجتمع عن بكرة أبيها، فعاش صراعا بين المقبول وعدمه ليثبت نفسه كأول مدرب رقص للبريك دانس في "حلب" ناصبا بكفيه حجر الأساس لهذه اللعبة التي بدأت تنتشر بين أوساط المجتمع لكن على نطاق ضيق حتى الآن.
التقى موقع esyria بأول مدرب لرياضة "البريك دانس" في "حلب" السيد "بسام وخياطة" في منزله يوم 20/2/2009 وحاوره لساعات امتدت من لحظة تعلمه وتعلقه بهذا النوع من الرقص إلى المستقبل الذي ينشده فحدثنا عن بداياته قائلا:
أهدف إلى نشر هذه الرياضة بشكل أخلاقي وفني بعيد عن المنفعة المادية كل البعد وقد دربت العديد من الشباب الذين يعملون كمدراء أو مدربين لنوادي عدة في "حلب" وأنا أفتخر بهم لأنهم يجسدون هدفي في نشر هذه الرياضة وتجسيدها بفكرها الصحيح، وأنا شخصيا أسعى إلى تأسيس مدرسة مختصة في تدريس هذا النوع من الرقص بفروعه كافة
«كانت بدايتي مع هذه الرياضة في "تركية" عندما سافرت إليها بقصد العمل، وهناك تعرفت على هذا النوع من الرياضة والرقص والذي كان جديدا في "تركية" أحببته وقررت تعلمه إلى أن أتقنت الكثير من فنونه ورحت أزيد عليها وأخترع حركات جديدة طبقا لقواعد "البريك دانس"، وعند عودتي إلى "سورية" وجدت أن هذه الرياضة غير منتشرة وغير معروفة لدى الكثيرين إلا في "دمشق" التي كان فيها بعض الأناس المهتمين بها أمثال السيد "إياد بيرقدار" و"عامر خريم" الذين تواصلت معهم وأخذت من خبرتهم في هذا المجال لأعود إلى "حلب" حالماً بتأسيس قاعدة شبابية تهتم بهذه الرياضة وكان هذا عن طريق التزام العديد من الشباب الراغبين بتعلم رياضة ورقص "البريك دانس"، لكن وبعد نضال كبير مع الذين رفضوا هذا النوع من الرقص عن بكرة أبيه استطعت أن أدخل هذا النوع من الرقص إلى مدينة "حلب" ومعها كان هناك تنسيق مع اتحاد الطلبة في "حلب" وتم إنشاء نادي تدريبي يسعى إلى نشر هذه الرياضة المحبوبة والمميزة عالميا».
وعن مشواره الصعب في زرع أساسات هذه الرياضة في "حلب" يحدثنا "الخياطة" متنهدا:
«واجهت العديد من المشاكل في بداية مشواري بالعمل كمدرب لرقص "البريك دانس" بسبب عدم تقبل الناس لها كرياضة أو كرقصة، وكانت أول المشاكل مع أهلي الذين انفصلت عنهم لهذا السبب وكانت هناك مشاكل مع ذوي الطلاب الذين يرغبون بتعلم هذه الرقصة لدي، إذ أن معظمهم يعدها تقليدا للغرب ومنافية للعادات والقيم الاجتماعية، مع أنها ليست كذلك، ورغم كل ما واجهته هذه الرياضة من تحديات إلا أن الشعب الشرقي بدأ منذ سنة تقريبا بالاطلاع على تقاليد هذه الرياضة التي لا تختلف عن سواها من أنواع الرقص أو الرياضة بل تتفوق عليهم بمتطلباتها للياقة الكبيرة والإحساس العميق، وبدأ الناس يدركون أن هذه الرياضة لا تخدش القيم ولا الأخلاق بل تلتزم الاحتشام باللباس وتسعى إلى إنشاء أجسام رياضية ذات ليونة كبيرة».
وعند الحديث عن أهم ما يميز رقص البريك دانس يحدثنا "الخياطة" فيقول:
«يتميز رقص "البريك دانس" عن دونه من الرياضات والرقصات بأنه يعتمد على الاستفادة من الشحنات الداخلية في جسم الإنسان بهدف تجسيدها تجسيدا حركيا، حيث يفرغ الراقص الشحنات الكامنة في جسمه بأسلوب جمالي أخاذ، كما ينمي هذا النوع من الرقص الإحساس الداخلي والعميق بالأشياء المحيطة والإيقاعات الحياتية ويزيد من ليونة الجسم واستطاعته على التحمل والتعامل مع الظروف كافة، ومن جهة أخرى يتميز رقص "البريك دانس" بأغانيه التي تعبر عن أحاسيس الناس ومشاكلهم إذ أنها لا تحمل معان سوقية أو هابطة بل تحمل معان إنسانية عميقة تهدف إلى حل المشاكل البشرية النفسية وغيرها، وكان هذا النوع من الغناء قد انتشر مع ظهور "البريك دانس" لأنه يعبر عن آلام الزنوج في ذاك الوقت».
وفي نظرة لغد مشرق يقول "الخياطة" متحدثا عن الهدف المستقبلي الذي ينشده:
«أهدف إلى نشر هذه الرياضة بشكل أخلاقي وفني بعيد عن المنفعة المادية كل البعد وقد دربت العديد من الشباب الذين يعملون كمدراء أو مدربين لنوادي عدة في "حلب" وأنا أفتخر بهم لأنهم يجسدون هدفي في نشر هذه الرياضة وتجسيدها بفكرها الصحيح، وأنا شخصيا أسعى إلى تأسيس مدرسة مختصة في تدريس هذا النوع من الرقص بفروعه كافة».