تتميز مدينتي "حماة" و"حلب" بصناعة الأحذية وخاصة أنواع "الحذاء المنزلي"، ويعمل في صنانة الأحذية حوالي 10% من اليد العاملة في المدينة.
وبدأت صناعة الأحذية تزدهر منذ منتصف التسعينيات لدخول الآلات الحديثة، وظهور سوق التصدير لمنتجات الأحذية من هذا النوع وخاصة الأردن والعراق والصومال والسودان وليبيا، وروسيا بنسبة أقل لدخول المنتجات التركية والصينية إليها وهي ذات الأسعار الأقل.
يأتينا الوجه من القص على شكل قطع قد تتجاوز الخمس قطع للفردة الواحدة، يتم جمعها حسب الموديل المخصص باستخدام مكنات الدرازة والعدة البسيطة وإضافة البروشات أو البكلات وكل الرتوشات التي تعطي الموديل جمال ورونقاً لأن جمال الموديل /100%/ يقع على الدراز، و/50%/ من جودة الحذاء، وعندما يجهز الوجه نرسله إلى ورشة الشد واللصق لتكتمل عملية صناعة الحذاء
موقع eHama زار ورشة "ألطيش" لتصنيع الأحذية في المدينة، بتاريخ 20/1/2009 في حي "الصابونية"، والتقى بالسيد "محمد ألطيش" صاحب الورشة وكان لنا معه الحوار التالي عن هذه الصناعة اليدوية المحدثة.
** على ما أعتقد بدأت في العقد الرابع من القرن الماضي على شكل "شاروخ" وهو حذاء أول من صنعه الحمويون دون آلات فكان يدوياً /100%/، وكان العامل يصنع ما بين/5-7/ أحذية باليوم، ثم بدأت تتطور هذه الصناعة ببطء حتى التسعينيات حيث ظهر مكبس التفصيل فاختصر الوقت الذي كان طويلاً لقص الجلد وظهرت آلات لصناعة النعل الجاهز، مما أثر إيجاباً على الكميات المنتجة ونوع العمل، وفي السنوات العشرة الماضية بدأت عجلة التطور لهذه الصناعة تتسارع بحيث قامت الورشات بتحسين نوعية الحذاء حتى نافس الحذاء الأوروبي.
** بالتأكيد، فمنذ شهر انتهينا من صناعة الأحذية الشتوية، وبدأنا التحضير للموسم الصيفي صاحب العمر الأطول في هذه الصناعة لأن فترة فصل الشتاء الزمنية أقل من الفترة الصيفية والتي تشمل معها الربيع والصيف وجزءاً جيداً من فصل الخريف، وبالتالي فإن الطلب على الأحذية الشتوية قليل نسبياً إذا ما قورن بالحذاء الصيفي، ونستمر في العمل بالحذاء الصيفي بنهاية الشهر التاسع.
** الحذاء النسائي وأحياناً ما يسمى عليه الموديل "البناتي" وهو ذو القياس بين /30- 36/، ففي حين أن بعض الورشات تنوع بين الرجالي والنسائي والبناتي والـ "ب ب" لكن هذا التنوع بحاجة إلى ورشة ضخمة من حيث المساحة والمادة والعمال.
** في البداية كانت الصناعة تعتمد على الجلد الطبيعي ونظراً لزيادة الإنتاج بدأ ظهور أنواع من المشمع التي تقترب في ملمسها من الجلد الطبيعي، ومنذ فترة بدأ ظهور أنواع جديدة جميلة المظهر قليلة الجودة ومطلوبة في الأسواق مثل "شوفرو"، "ساتان"، "موهير"، "كريسبه"، والمتوفرة بكثرة في الأسواق.
* ما هي مراحل صنع الحذاء؟
** يمر الحذاء بمراحل متعددة، فيبدأ بتفصيل الوجه ثم إرساله إلى ورشة خاصة لدرازة الوجه وإعادته إلينا، وتتماشى هذه المرحلة مع قص الضبان وإرساله إلى ورشة خاصة بكف ودرازة وطباعة الضبان وإعادته جاهزاً، ويبدأ العمل عندنا لأننا نملك النعل ونقوم بلصق الوجه على الضبان ثم لصق الضبان على النعل ليصبح الحذاء جاهزاً مع بعض الرتوشات كالتعبئة بالصناديق ووضع السعر ومن ثم إرساله إلى التاجر.
** العمل موسمي وقد يتخلل الموسم الصيفي والشتوي فترة توقف عن العمل قد تطول أحياناً لأنها مرتبطة بسوق التصريف، كما ظهر طابع جديد من المنافسة بالأسعار فأضر بجودة الحذاء، مما أثر سلباً على سوق التصدير، كما نعاني من قلة العمال، إذ إن كثيراً من العمال يتركون العمل لدينا نتيجة فترات التوقف هذه.
كما التقينا بالشاب "محمد بيازيد" صاحب ورشة "درازة" والتي تتمم عمل ورشات الشد واللصق وصناعة الضبان، والقص وصناعة النعل، وسألناه عن مراحل درازة الحذاء فقال:
«يأتينا الوجه من القص على شكل قطع قد تتجاوز الخمس قطع للفردة الواحدة، يتم جمعها حسب الموديل المخصص باستخدام مكنات الدرازة والعدة البسيطة وإضافة البروشات أو البكلات وكل الرتوشات التي تعطي الموديل جمال ورونقاً لأن جمال الموديل /100%/ يقع على الدراز، و/50%/ من جودة الحذاء، وعندما يجهز الوجه نرسله إلى ورشة الشد واللصق لتكتمل عملية صناعة الحذاء».