تمتلك سورية عموماً شهرة كبيرة على المستوى العالمي في مجال السياحة العلاجية حيث تنتشر فيها ومنذ القدم مجموعة كبيرة من الحمامات الكبريتية والبيمارستانات (المشافي العريقة) والعديد من المواقع الطبيعية التي تساعد على علاج الكثير من الأمراض المتعلّقة بالأمراض التنفسية وإراحة البدن نتيجة التعب الجسماني والإرهاق النفسي.

وللتعرّف على أهم مواقع السياحة العلاجية في "عفرين" التقى موقع eAleppo بتاريخ 18/11/2008 بالأستاذ "خليل حسن" إجازة في التاريخ ومهتم بموضوع السياحة في "عفرين" فسألناه أولاً عن مفهوم السياحة العلاجية فقال:

السياحة العلاجية تعريفاً هي انتقال مجموعة من الأشخاص من بلد إلى آخر أو داخل البلد نفسه من منطقة إلى أخرى بهدف الاستفادة من المقومات الطبيعية في مجال المعالجة من بعض الأمراض التنفسية والجلدية

«السياحة العلاجية تعريفاً هي انتقال مجموعة من الأشخاص من بلد إلى آخر أو داخل البلد نفسه من منطقة إلى أخرى بهدف الاستفادة من المقومات الطبيعية في مجال المعالجة من بعض الأمراض التنفسية والجلدية».

حمامات الشفاء في قرية "الحمام"

وعن أهم المواقع الصحية التي يقصدها السيّاح في منطقة "عفرين" قال:

«يوجد في المنطقة عدد من تلك المواقع وأهمها حمامات الشفاء الكبريتية في قرية "الحمام" التي تقع إلى الغرب من مدينة "عفرين" بحوالي /25/ كم على الحدود السورية التركية، ويقصدها المئات من السياح والمرضى من داخل القطر وخارجه للاستشفاء من الأمراض الجلدية وغيرها مثل "الأكزيما" و"الصدف" و"الروماتيزم" و"حب الشباب" و"الفطريات" و"حبة السنة" ومنع تقلص الشعر وشد الوجه وغيرها، إذ تبلغ حرارة المياه المعدنية (الكبريتية) فيها إلى حوالي /50/ درجة في البئر وحوالي /41/ درجة عند وصولها إلى الغرف في الحمامات بواسطة مضخات، وتعتبر هذه المنشأة الطبية والسياحية في المنطقة من أهم أسباب قدوم السيّاح إليها من مختلف البلدان العربية والأجنبية ومن داخل سورية ولتساهم بقدر استطاعتها في تنشيط الحركة السياحية في محافظة "حلب" والقطر عموماً».

المنتزهات السياحية في قرية "برج عبدالو"

وأضاف: «ومن المواقع الأخرى التي يأتي إليها السياح والمصطافون للحصول على الراحة البدنية والنفسية في منطقة "عفرين" ضفاف بحيرة "ميدانكي" الواقعة إلى الشمال الشرقي من "عفرين" بحوالي /20/ كم وهي بحيرة صناعية تكوّنت بعد حجز مياه نهر "عفرين" ابتداءً من العام /2000/ وكذلك ضفاف بحيرة "برج عبدالو" الواقعة إلى الجنوب من "عفرين" بحوالي /15/ كم وهما من المناطق التي تعجّ بالمتنزهين خلال فصل الصيف من كل عام للحصول على الراحة الجسدية بعد التعب والإرهاق الذي يتعرّض له الإنسان وخاصّةً في المدن وكذلك التمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة واستنشاق الهواء النقي والتخلّص من التلوث الذي يسود المدن وهذه الأمور كلها تعتبر علاجات صحية للإنسان».

«ومن المواقع الأخرى -والكلام ما زال له- غابات الصنوبر المنتشرة على مساحات واسعة في المنطقة مثل غابات "جبل قازقلي" و"الباسوطة" و"كفر جنة" وغيرها والتي تمدّ الإنسان بالأوكسجين والهواء النقي والعليل الذي يساعده في التخلص من الكثير من الأمراض التنفسية والصدرية والتخفيف من حدتها مثل "السل الرئوي" و"الربو" وغيرها والتي أصبحت من أكبر الأخطار الصحية التي يتعرض لها الإنسان بسبب مشكلة التلوث العامة في كل أنحاء العالم المعاصر».

غابة جبل قازقلي الشهيرة

وبالنسبة للخدمات السياحية في المنطقة قال: «تنتشر في منطقة "عفرين" العشرات من المنتزهات والمقاصف التي تقدّم خدماتها للسيّاح والزوّار وهي منتشرة بشكل رئيسي في المناطق السياحية مثل المناطق المجاورة لبحيرة "ميدانكي" وبحيرة "برج عبدالو" التخزينية وقرية "الباسوطة" السياحية وفي منطقة "كفرجنة" وفي حمامات الشفاء الكبريتية».