تشتهر قرية "أورم الجوز" بغناها الأثري وتاريخها الممتد إلى بداية التاريخ وقد ورد ذكرها في القاموس "المحيط" مايلي: "أورم" هي من الورم والانتفاخ أي بروزها على بقية القرى المجاورة...

وأما القسم الآخر من الكلمة "الجوز" فهو لكثرة زراعة أشجار الجوز التي كانت تنتشر في كافة وديان القرية الكثيرة، كما ورد في المعجم ذاته أنها إحدى أربع مناطق سميت بهذا الاسم وهي "أورم الكبرى" و"أورم الصغرى" و"أورم البرامكة" (تقع كل هذه القرى في محافظة "حلب") و"أورم الجوز". ما يميز القرية هو وجود الكثير من المدافن الرومانية القديمة والتي تطرق إليها كتاب "من إيبلا إلى إدلب" للباحث "فايز قوصرة": «في قرية "أورم الجوز" مدافن لعائلات رومانية تمتد من الجنوب إلى الشمال تتجه أبوابها مستقبلةً ضوء الشمس يزيد عددها عن عشرين، يضم كل مدفن منها عدة قبور تصل إلى خمسة وقد وضعت لها أبواب حجرية كانت تغلق بعد وضع الجثث داخلها».

دُوِّن اسم "أورم الجوز" على المَسلَّة المصرية حيث جرت فيها حرب كبيرة بين فرعون مصر "نارام سين" وبين "الحثيين"

وتحوي المدافن على نقوش وأعمدة مزخرفة وعلى بعض الرسوم التي تدل على عظمة تلك المملكة، وقد ذكر في الكتاب: «دُوِّن اسم "أورم الجوز" على المَسلَّة المصرية حيث جرت فيها حرب كبيرة بين فرعون مصر "نارام سين" وبين "الحثيين"». وقد ذُكِر في شرح القاموس "المحيط": «وفي "أورم الجوز" أعجوبة وهي أن المجاورين لها من القرى يرون فيها بالليل ضوء نارٍ في هيكل فإذا جاؤوا إليها لم يروا شيئاً». وقد ورد في معجم "البلدان لياقوت الحموي": «بُنِي في "أورم الجوز" معبد سكنه خمسة ملوك "بربر" بعد ميلاد المسيح بـ /227/ عام أسماؤهم "أناوس الحرين" و"قلاسس" و"حنا" و"قاسوس" و"بلانيا"، هذا المعبد مؤلف من طابقين سفلي وعلوي ففي الجدار الذي يقابل الباب في الطابق العلوي لوح كُتِب عليه بلغتهم وقد فسرها العالم "أبو علي الفسوي" ومعناها "الإله الواحد" وهنالك لوح آخر كتب عليه أيضاً "سلامٌ على من أكمل هذه البنية" أما الجدار الثالث ففيه لوح عليه طلامس بحيث يظهر منه نور من الأرض على السماء يراه البعيد أما القريب فلا يراه».

موقع eIdleb التقى الأستاذ "مصطفى بصير" المهتم بدراسة تاريخ القرية بتاريخ 10/10/2008 والذي أطلعنا على المراجع التاريخية السابقة وأضاف قائلاً: «هناك خلاف حول مكان صدور الضوء ومكان المعبد فالبعض ينسب الضوء إلى أحد القبور المنتشرة في الجهة الغربية من القرية لكن أصل الضوء هو خروجه من المعبد (كما ورد في معجم البلدان) والذي يقع غرب القرية عند تقاطع طريق "جبل الزاوية" بطريق "حلب- اللاذقية" مجاوراً إحدى العيون الرومانية حيث يذكر قدماء القرية وجود طريق بعرض مترٍ واحد مرصوفةٍ بالأحجار البيضاء الملساء البحرية يصل بين العين والمعبد». وأضاف: «حقيقة تلك الطلامس هو وجود مادة فوسفورية وضعت على اللوح المثبت على جدار المعبد وحين يصلها ضوء القمر من الناحية الشرقية عبر عدة فتحات تبرز الإشعاعات وبطريقة هندسية فلكية تجعل هذا النور يتصاعد بشكلٍ اسطوانيٍ من المعبد إلى السماء، ومنذ 40عاماً خلت لم يظهر هذا الضوء بسبب تكسر الألواح والتوسع العمراني الذي أدى إلى ردم المعبد كلياً وشق طريق "حلب اللاذقية" ليمرّ فوقه». ويرى بعض أهل القرية أن هذا الضوء يخرج من قبور أحد الصالحين (كإحدى الكرامات) ولا يُعرف مكان قبره وقد أسموه "الشيخ ضوء".