تم اكتشاف مكمن للمياه المعدنية الكبريتية الحارة، بدرجة حرارة وتركيبة معدنية مثاليتين للاستشفاء في بلدة "جباب" الواقعة في الجهة الشمالية من محافظة "درعا"، وقد استثمرت لتشكل وسطاً علاجياً وسياحياً مثالياً.
أضحت السياحة صناعة، وافضل أنواعها تلك التي تكللها هبة الطبيعة في محافظة "درعا" حيث تتميز أرضها بطبيعة جغرافية متنوعة تحتضن الاودية والسهول، وتنضح بمياه الينابيع المعدنية الكبريتية الحارة الصالحة للعلاج والاستجمام، إلى جانب ينابيع المياه الحلوة الصالحة للشرب والري.
واستثمار المياه الكبريتية والسياحة العلاجية الترفيهية كانت هدف الرحلة التي قام بها فريق eDaraa الى منتجع "نبع الحياة" (يوم 27/6/2008) في بلدة "جباب" حيث اجرى اللقاءات التالية.
السيد "زهير شبيب" مستثمر منتجع "نبع الحياة" يقول عن اهمية المياه الكبريتية وكيف تم استثمارها وتأهيل المنتجع بما يحقق الفائدة المثلى من فوائد هذه المياه:
ان السياحة العلاجية في "سورية" اول سياحة علاجية في الكون تعود الى الالف الثالث قبل الميلاد وبالنسبة لمياه بلدة "جباب" الكبريتية تم اكتشافها من قبل رائد الفضاء السوري "محمد الفارس" وهي عبارة عن مياه طبيعية تعوم فوق جذوة بركانية خامدة وعلى عمق/777/م بدرجة حرارة مثالية للاستشفاء /45/ درجة وتضم اكثر من/40/ عنصراً معدنياً منها "الكبريت والفسفور والسيلينيوم والمغنيزيوم" هذه المعادن والغازات المنحلة في المياه لها اثر كبير في الاستشفاء والاسترخاء واعادة الشباب حيث تقوم المياه بتوسيع جملة الاوردة والشرايين السطحية ما يؤدي لزيادة التروية الدموية ورفع كفاءة الجهاز المناعي واتساق عمليات الاستقلاب، كما تصبح كافة الغضاريف والمفاصل في حالة انبلاج مما يحقق الفائدة المثلى هنا في حال اجراء مساج بعد الاستحمام بالمياه الكبريتية، وتساهم في الشفاء من الامراض الجلدية وامراض المفاصل.
** ان فنية البناء تشكل جزءاً اساسياً في آلية الاستثمار، وهي تستند الى دراسة علمية، فالتصميم القائم (هندسة الكهوف) له اثر خاص على صحة الانسان من حيث انه يتمتع بخاصية تحمي من الاشعة الكونية، اذاً الوسط هنا مخلى من الاشعاعات الكونية، ايضا استثمرت الحجارة البازلتية فالمسابح محملة على وسائط من الحجارة البازلتية والمشي عليها ينشط العمود الفقري، والساحة المغناطيسية والمياه المعدنية جميعها شكلت وسطاً استشفائياً مثالياً. ومن اوجه الاستثمار تخديم هذا المنتجع بما يؤمن الراحة والصحة الجسدية والنفسية للاصحاء قبل المرضى من حيث بناء الصالات العامة على شكل كهوف منها صالات عامة مخصصة للرجال وصالات خاصة للنساء مجهزة بما يلبي حاجة الطرفين، وهناك شاليهات خاصة للعائلات للتمتع بالخصوصية المطلوبة، وللمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة، وهنا قصور ملكية واجنحة رئاسية وحديقة أطفال ومطعم عائم ولا ننسى المركز الحيوي الطبي الذي يمثل عيادة طبية شاملة ضمن المنتجع تقدم الاستشارات الطبية والمعالجات الحديثة والتقليدية مع كادر طبي شامل متخصص.
ويشهد هذا المنتجع حركة اقبال واسعة جداً من كافة انحاء العالم بقصد الاستشفاء ولاسيما بالنسبة للامراض الجلدية والعضلات والمفاصل وامراض القلب والبدانة عدا ان آلية الاستثمار جعلت من هذه المياه وسط للسياحة الترفيهية اضافة لكونها سياحة علاجية وهذا يؤكد فاعلية واهمية السياحة الداخلية التي تشكل رافداً اقتصادياً هاماً، ونتمنى ان يكون هناك ترويج وتعريف بالسياحة العلاجية بشكل اوسع تلبية لاحتياجات الباحثين والقاصدين للراحة والاستشفاء.
والتقينا الدكتور "بسام الحاج حسين" وعائلته في المنتجع فقال:
في الحقيقة هذه الزيارة الاولى لنا الى منتجع "نبع الحياة"، بالفعل وجدنا استثماراً أمثل لهذه المياه التي تشكل ثروة حقيقية وركيزة هامة من ركائز السياحة الداخلية، وقد لمسنا خلال رحلتنا هذه اهمية وفائدة المياه الكبريتية للاصحاء وللمرضى على حد سواء، من حيث انها متعة وشفاء ووقاية للكثير من الامراض والتخلص من الضغوط النفسة والعصبية، والجميل هنا الاهتمام بتجهيز الشاليهات العائلية واجراء المساجات اليدوية والآلية والمائية التي تعقب الولوج في المياه الكبريتية.
كما تحدث السائح "عبد العزيز احمد الضلعي" من جمهورية "اليمن" عن اهمية السياحة العلاجية قائلاً:
انا من الزائرين بشكل دائم لهذا المنتجع وقد لمست نتائج ايجابية نفسية وجسدية من الاستحمام بهذه المياه الكبريتية التي تتمتع بمواصفات نادرة للاستشفاء، ايضاًً فنية البناء وتخديم المنتجع يسهمان بشكل كبير في تأمين راحة رواد المنتجع.
المهندس "ياسر عبد الحميد" استاذ في "الجامعة العربية الاوروبية" تحدث عن اهمية السياحة العلاجية وهو احد الرواد الدائمين للمنتجع فقال: ان مثل هذه المنتجعات ضرورية جداً للانسان لراحته النفسية وللاستشفاء فالمكان هنا مستثمر بشكل جيد من اجل ضمان راحة المستجمين.
وبهدف التعرف على خطوات جديدة في مجال استثمار السياحة العلاجية التقينا الاستاذ "محمد الصيدلي" مدير غرفة السياحة في المنطقة الجنوبية الذي قال: مما لا شك فيه ان السياحة العلاجية التي تقوم على استثمار خاصية المياه الكبريتية المعدنية الحارة تعتبر ثروة حقيقية في مجال تشجيع الحركة السياحية، وقد انعم الله على بلادنا وعلى الاخص في منطقة "جباب" المستثمرة، وسيكون في منطقة "اليادودة" استثمار مماثل للمياه الكبريتية المكتشفة هناك حيث سيقوم احد المغتربين باستثمارها بمشروع بكلفة /700/ مليون ليرة "سورية" مجهز بمجمعات ومستشفيات وحدائق بما يحقق سياحة صحية علاجية نفسية وجسدية.