قال المواطن خالد الحمولة لموقعeraqqa نأتي منذ سنوات عديدة إلى ضفاف البحيرة حيث نجد الماء والخضرة والوجه الحسن, أليست هذه الثلاثة هي عناصر الجنة؟!.

لكننا نحتاج إلى مرافق وإلى حاويات للقمامة, حتى نتمكن من ترك المكان نظيفاً!!... في حين قال المواطن محمود العبد لله: كل شيء جميل, وربما فوق ما نطلب، لكننا نحمل النفايات معنا أحياناً حتى نصل إلى المدينة, لنلقيها في حاويات القمامة، ولكن هناك قادمون من حلب ومن إدلب، فهل سيحملون نفاياتهم معهم إلى مدنهم؟!....

التشجير... مشروع طويل

مشروع تشجير ضفاف بحيرة الأسد, أحد أهم المشاريع البيئية في الفرات وقد بدأ في محافظة الرقة مبكراً, فعمليات الاستصلاح بدأت على الضفاف منذ منتصف الثمانينات في القرن الماضي, وإذا كانت المواقع الحراجية في محافظة الرقة وصلت إلى نحو ثلاثين موقعاً, فإن أغلب تلك المواقع على ضفاف بحيرة الأسد.

مشهد لقلعة جعبر مع جانب من ضفاف البحيرة

وقد قطع مشروع تشجير الضفاف مشواراً طويلاً، حتى أن بعض مواقعه تحوّلت إلى غابات حقيقية، مثل مواقع محمية جزيرة الثورة, والكرين الأول والكرين الثاني, والكرين الثالث, وموقع جعبر الأول والثاني, والطويحينة والواسطة, وفخيخة, وموقع أبي هريرة, وأبي عاصي.

الدكتور المهندس فيصل الحسن, مدير السياحة في الرقة قال لموقع eraqqa: طرحت خمسة مواقع على ضفاف بحيرة الأسد للاستثمار كمناطق تطوير سياحي كبرى, منها اثنتان في حلب, وثلاثة في محافظة الرقة, وهي: موقع جعبر ومساحته400هكتار, وموقع الكرين دون المحمية ومساحته120هكتاراً, وموقع فخيخة, ومساحته75هكتاراً, ومناطق التطوير السياحي الكبرى هي مشاريع الأمل في الجانب السياحي الاقتصادي للمنطقة.

ضفاف البحيرة ـ منطقة الكرين

وأضاف الحسن: لم يقتصر تشجير ضفاف البحيرة على تشجير دائرة الحراج, بل ساهم الأهالي في التشجير لحسابهم الخاص, حتى أن أهالي «أبي هريرة مثلاً» لم يتركوا حرماً لمنازلهم القريبة من ضفاف البحيرة, ولعل الأهالي شجروا مساحات من ضفاف البحيرة تفوق تلك التي شجرتها الحراج, وتلك المساحات تتوزع في الجزيرة والشامية, وخاصة من الأشجار المثمرة, وعلى رأسها الزيتون, ولم يترك الأهالي في عملية التشجير حرماً للبحيرة.

وتابع الحسن: على كل حال حين يتم تحديد حرم البحيرة بشكل نهائي, فإن ما شجّره الأهالي يبقى ثروة للبلد, ويمكن إيجاد حلول مناسبة ومنصفة للجميع.

الضفة اليسرى للبحيرة

أهداف المشروع..

عن أهداف المشروع البيئية، أوضح الحسن أنها تتمثل في إعادة الغطاء النباتي والحيوانات البرية إلى ما كانت عليه غابراً، والمساهمة في تعديل المناخ المحلي ووقف التصحر، والتوعية البيئية للمواطنين، والاستفادة من هذا في مجال السياحة البيئية، خاصة أن المنطقة تتمتع بكنوز أثرية لا تكاد تحصى, نذكر منها فقط ما كان قريباً من البحيرة والمحميات: قصور بنات أبي هريرة في المحمية نفسها, المئذنة الاسطوانية في مدينة الثورة المنقولة من موقع أبي هريرة, قلعة جعبر, قلعة نجم, الرصافة, ومجموعة كبيرة من المدافن البيزنطية على ضفاف البحيرة.

ختاماً بيّن الحسن أن تشجير ضفاف البحيرة، لا يقتصرعلى محافظة الرقة, بل يشمل محافظة حلب أيضاً, وحالياً فإن الضفاف المشجرة تستقطب السياحة الشعبية الداخلية بالإضافة إلى السياحة الخارجية, وخاصة في مواقع جعبر والكرين ومحمية جزيرة الثورة.