لم يكد يمضي سوى أقل من عام على افتتاحها في مدينة" القامشلي"، حتى برز اسم مقهى "بروكار" كواحدة من أبرز مقاهي المدينة، تلك المقهى التي أراد لها مجموعة من الشباب (أصحاب المشروع)، أن تكون بالنكهة الشامية بكل تفاصيلها وطقوسها العريقة، بدءاً من الاسم مرواً بباقي العناوين.

بروكار

يعد مقهى "بروكار" الذي مضى على افتتاحه اثنا عشر شهراً بالتمام والكمال في مدينة "القامشلي"، فسحة للكثيرين من أبناء المنطقة، رغبة منهم بالتمتمع بالأجواء الشامية التي تتزين في مساحات المقهى، والذي شكل من افتتاحه مقصداً لأبناء المدينة والمغتربين على حد سواء، فما إن وصل "فراس علي" المغترب في أوروبا، حتّى كان السؤال عن ذلك المكان الجميل المُسمّى "بروكار" حسب كلامه.

ممنوع دخول أي شخص يقل عمره عن 18 عاماً، ويمنع إقامة الحفلات حتى لا نزعج الجيران، ولعب الورق والطاولة حصراً ضمن المقهى وليس خارجه احتراماً للجيران، وهناك مكان مخصص للعائلات، كل ذلك ساهم بخلق أجواء إيجابية في الموقع، وبعد مضى ما يقارب العام على افتتاح المقهى نشعر بالرضى بشكل كبير، وأكثر ما يسعدني توجه المغتربين للمكان بشكل ملحوظ

يتحدث "فراس" عن تلك الزيارة بالقول: «قبل فترة سمعتُ وقرأتُ عن تميز المقهى، شدّتني كثيراً نوعيتها، وما فيه من تفاصيل جميلة، الأهم أنني متعلق جداً بالشام وما فيها من جمال، في زيارة المقهى عشتُ جزءاً من معالم مدينة دمشق الاستثنائية، إلى جانب وجود مزايا أخرى، منها أن المقهى غير تقليدي، عبارة عن بيت عربي مزين بقطع ومواد تراثية وفلكلورية، مُحفزة لزيارة المكان، وبشكل خاص لمن يعيش خارج حدود الوطن، ويتوق إلى مثل هذه الرموز، لفتني وجود عدد من المغتربين، هي إشارة إلى شوقهم وتشبثهم بماضيهم وطقوسهم، هذا المكان بحد ذاته علامة مميزة لمن يعيش مثلنا في بلاد الاغتراب».

من تفاصيل المقهى

عبق شامي

في شارع القوتلي

هناك من يعيش داخل مدينة "القامشلي"، ووجد ضالته في مقهى "بروكار"، لأنه مكان ينثر الهدوء وينشر "عبق الشام" من الجدران وفي كل زاوية، حيث يشعر الزائر وكأنه في قلب "دمشق العتيق" حسب قولهم.

"خليل المصطفى"، يتواجد بشكل شبه يومي في ذلك المكان، يعتبره موقعاً مهماً ضمن مدينته.

بيئة شامية

ويضيف: «هي وجهتنا المفضلة، لأنها تحمل الكثير من عناوين الشام، هناك من يزورني من الريف حتّى أرافقه للمكان، ونقضي أوقاتاً هادئة وجميلة في أحضانه حتّى وقت متأخر من الليل، كيفما وأين قلبنا العيون، نجد شيئاً يرمز للماضي الجميل وللتاريخ، هذه الجوانب تبدو رئيسية في المقهى، علماً أن المكان في شارع يعد الأرقى بالمدينة، هذا المقهى الذي حوّله صاحبه من منزل عربي قديم إلى فسحة للراحة وقضاء أوقات هادئة ، ليكون علامة جمالية تضاف إلى الحي نفسه والذي يتميز بالكثير من الصفات الجميلة، وطوال الفترة الماضية من افتتاحه، حظي بالكثير من الدعم والتشجيع من الزوّار والأهالي».

الحنين إلى الشام

الشاب "كاوى شيبي" صاحب فكرة المقهى، متأثر بشكل واضح وكبير بمدينة "دمشق"، كونه يحمل في قلبه سنوات طيبة عاشها فيها أيام دراسته الجامعيّة، يحنّ مثل غيره إلى "الشام" وأهلها وتفاصيلها الجميلة، ولأن الحرب فرضت أموراً طارئة كصعوبة السفر والتنقل للكثيرين إليها، فقد بادر وساهم، حسب ما يقول، إلى إنشاء هذا المقهى الذي استوحى كل تفاصيله من البيئة الشامية.

عن فكرة إنشاء المقهى يقول "شيبي": « فكرة المقهى جاءت مشابهة لهوية الشام، والفكرة الرئيسية أن تكون قريبة من البيئة الشامية، لتكون الفكرة جديدة وجميلة، نقرب الناس من تلك البيئة الجميلة، وذلك بحكم صعوبة السفر والتنقل، أغلبنا زار وشاهد دمشق وعشقها، اخترنا الموقع، بحيث يكون بيتاً عربياً، لديّ مجموعة من الشباب نتعاون سوية في قيادة هذا المشروع، حققنا أهدافاً أخرى منها كسر الروتين في المقاهي، فحققنا الجودة والأسعار الجيدة وتوفير فرص عمل.. حالياً يعمل اثنا عشر شاباً في المقهى، يعني اثنتا عشرة أسرة، مع نوم شابين في المقهى بوجود حارس ليلي، حتّى الاسم متعلق بالشام وهو "بروكار" خيط الحرير وصناعته حصراً في دمشق، وضمن المقهى هناك مزج بين ثقافات المنطقة العربية والكردية وغيرها و البيئة الشامية».

ويضيف: «ممنوع دخول أي شخص يقل عمره عن 18 عاماً، ويمنع إقامة الحفلات حتى لا نزعج الجيران، ولعب الورق والطاولة حصراً ضمن المقهى وليس خارجه احتراماً للجيران، وهناك مكان مخصص للعائلات، كل ذلك ساهم بخلق أجواء إيجابية في الموقع، وبعد مضى ما يقارب العام على افتتاح المقهى نشعر بالرضى بشكل كبير، وأكثر ما يسعدني توجه المغتربين للمكان بشكل ملحوظ».

مدوّنة وطن "eSyria" زارت المقهى بتاريخ 12 أيلول 2023 وأجرت اللقاءات السابقة.