لم يكن قرار الاغتراب سهلاً على "عدوان أبو مغضب" وهو الشاب الذي تعود جذوره لأسرة من ريف "السويداء"، كان شاباً صغيراً عمل إلى جانب دراسته مع بداية المرحلة الإعدادية، وتخرج في "المعهد المتوسط للصناعات الكيميائية"، بدأ مرحلة العمل في أحد المعامل، لكن الطموح دفعه لاتخاذ قرار الاغتراب فقرر السفر وخوض غمار التجربة في دولة "الإمارات العربية المتحدة" وكان ذلك في عام 1997.

رحلة المغامرة

يستعرض "أبو مغضب" في حديثه للمدونة محطات من تجربته في الاغتراب، ويقول: "البدايات كانت خجولة فقد جربت مجالات عملٍ مختلفة في مطاعم وعقارات إلى أن استقر بي الحال في شركة تجارة روافع برجية بدأت فيها سائقاً ومندوب علاقات عامة، وبذلت كل جهدي مع الكثير من الوقت لمعرفة تفاصيل هذا العمل، لقناعتي الكبيرة بأنك مع النجاح لا تحسب ساعات العمل ولا تقارن مجهودك وإنجازك بأجرك، وبالفعل بدأت تتقدم خطواتي واستلمت مدير العمليات في الشركة، لتأتي بعد ذلك الخطوة التالية والانعطافة الحقيقية على طريق النجاح".

الانطلاقة

جاءت فكرة الخطوة التالية براقة رغم ضبابية ظروفها فأن يكون لك عملك الخاص شيء ليس بالأمر السهل، هكذا يتابع "أبو مغضب" حديثه: "أنشأت شركتي "شركة طريق المجد لتجارة آليات ومعدات البناء"، وبدأت مرة أخرى من الصفر ولكن بفارق كبير محوره معرفتي بسوق الخليج، وما اكتسبته من خبرة في تحديات عمل الرّافعات البرجية المعتمد بكليته على الارتفاعات العالية، فقد صرت أكثر دراية بهذا العمل، الذي لا مجال للخطأ فيه أبداً فهو لا يتعلق بالخسائر المادية فقط إنما خسائره تشمل أرواح الناس".

من مراحل انجاز مشاريع الشركة

يشير "عدوان" إلى ظروف العمل وتحدياته الدائرة في فلك الدقة العالية بالإنجاز، مع الاجتهاد في المحافظة على سلامة فريق العمل وصحته ومعنوياته، فلكل مشروع، على حد قوله، خصوصيته وظروفه، ولنا مع كل يوم عمل تحدٍ جديد لا يشبه الآخر "مع أعمال المكتب والإدارة كنت أحرص على جولات التّواجد مع فريقي يومياً في ساعات الصباح الأولى وأحياناً مساءً، نتفقد فيها مواقع العمل كافة وتفاصيل الإنجاز وجودته مع التركيز على الأمن والسلامه المهنية للعمال والتدريب المستمر، وقد كانت لنا جولات عمل مع مشاريع كثيرة سجلنا فيها سيرة ذاتية نفخر بها أهمها، "مشروع ستوديو 1 المارينا دبي" بارتفاع 159متراً، ومشروع "A تور شارع الشيخ زايد" ارتفاع 330 متراً، وكذلك "جامع الشارقة الكبير" ، و"إذاعة الشارقه مبنى الذيد" وهناك مشروع مجمع ومبنى "جمعة الماجد في دبي" ، و"AK تور أبوظبي".

حرفية العمل

لم يأت تميَّز "أبو مغضب" في عمله من فراغ، فقد اجتهد واهتم بأدق التّفاصيل ونجح في الحد من أغلب مشاكل الرّافعات البرجية الكارثية إن لم يكن كلها، فالعمل فيها حسب وصفه، عمل معلق بين السماء والأرض، وفي ذلك كان يقوم بالمتابعة الفنية والدورية لها، ويجتهد في دراسة دليلها واتباع التعليمات بعيداً عن الاجتهاد، كما إنه كان يتابع كل تطوير وتحديث يشمل هذه الرّافعات، ليكون له مع عمل توريد وتشغيل الرفعات البرجية باب عمل آخر وهو تصدير الرّافعات للدول التي بدأت بالتطور العمراني مثل "أوزبكستان" و"العراق" و"جنوب إفريقيا" وتحديداً "أرمينيا"، وباتت "شركة طريق المجد لتجارة آليات ومعدات البناء" شركة حاضرة ومعروفه على صعيد واسع في المنطقة.

من مواقع عمل الشركة

حضور لافت

الاستاذ أحمد هنيدي

علاقات العمل في مشروعات كهذه لم تكن تخرج عن نطاق الربح والخسارة، لكنها لم تكن كذلك لدى "عدوان أبو مغضب" كما يقول المدير العام في شركة "ريد تورنادو لتجاره المعدات" في "دبي" "أحمد هنيدي"، والذي يضيف : "تعود معرفتي به عندما كان موظفاً في شركة معدات في "الإمارات العربية المتحدة" منذ سنين وكنت اعمل لصالح شركه معدات ألمانية في "قطر" وكانت وتيرة عملنا عالية، وتابع معي فيه أدق التفاصيل، إلى أن تم تسليم المعدات وكأنه المالك صاحب الرزق، وتأسست بيننا روابط تعدت العمل والتزاماته وكانت هي كذلك مع كل من عرفه والتقاه، فدماثة أخلاقه وتعامله اللطيف مع الجميع ساهم في رسم تلك السمعة الجيدة الاجتماعية والمهنية، وبات له حضوره القوي في السوق الإماراتية، فهو خير من التزام بمواعيد عمله، وجودة أدائه ومتابعة تفاصيله بالإضافة إلى الخبرة التي لم يتوانَ عن تقديمها، والمساعدة في توظيفها".