لم تتجاوز الثلاثين من العمر لكنها حققت نجاحاً في مجالات عدة، فانضمت إلى قائمة النساء المتميزات على مستوى القطر كشاعرة، وتميزت في مجال الحساب الذهني مدرّبة ومتدربة، إنها "روضة المكطف"، السيدة التي خصّت "القامشلي" بالحصة الأكبر من نجاحاتها.
مسيرة التّفوق
رحلة التميز والتفوق الدراسي عند "المكطف" بدأت منذ كانت في مراحل الدراسة الأولى، وعن ذلك تقول: «كنتُ من المتفوقات منذ الصغر، وفي كافة المراحل الدراسية، حصلت على المرتبة الثانية بمحافظة "الحسكة"، والرابعة على "سورية" في الثانوية العامة، وتكريماً للأوائل فقد حصلتُ على بعثة وزارة التعليم العالي، وكان اختيار الاختصاص هاجساً منذ الصغر فاخترت اللغة الإنكليزية لأكرر سلسلة التفوق في الجامعة، وأحصل على أعلى معدّل تراكمي بـ 93.3، ونلت العلامة الكاملة في ست مواد، لم أتوقف فتابعتُ الدراسات العليا في مجالي الترجمة الفورية ومن ثم اللغويات، لدي نشاط واضح في مجال البحث العلمي، فتم نشر أبحاثي اللغوية في "أمريكا" و"أوروبا" بمجلتين مدرجتين في "سكوبس"، أما عن اللغة فحققت تميزاً في مجال الترجمة، من خلال عملي كمترجمة فورية للمؤتمرات الدولية ومدربة مدربي "آيلتس"».
لديّ ثلاثة أطفال في مركزها "بالقامشلي" وخلال فترة قصيرة تطوروا بشكل ملحوظ في الحساب الذهني واللغة الإنكليزية، يتميز المركز برعاية متميزة واهتمام كبير، وله دور أساسي في تحفيز وتشجيع المتدربين، كما كان لها مبادرات لتجاوز تأثيرات الحرب على الأطفال عبر دمجهم في أجواء أكثر فائدة ومرحاً، وهي تقدم من خلال مراكزها الخدمات الترفيهية والتعليمية المجانية للأطفال
الحساب الذهني
اللافت في سيرة "روضة المكطف" إبداعها في مجال الحساب الذهني الذي أبدعت فيه وجعلته ضمن الاهتمامات الأولى لأبناء المنطقة.
وتضيف: «افتتحتُ أكثر من أربعة عشر فرعاً لتدريب الحساب الذهني في عدد من المدن السورية، منها "درعا والقامشلي الحسكة والمالكية وعامودا والقحطانية والرقة"، بالتزامن أقوم بالتدريب المستمر كخلية نحل لا تتوقف في هذا المجال، وقد رفع الفريق السوري الذي تم إنشاؤه على يديّ اسم البلد عالياً في كافة المحافل الدولية، وحصل أبطال سورية الذين أشرفتُ على تدريبهم، على عدد كبير من الجوائز والكؤوس في مجال الحساب الذهني، آخرها بطولة "ألبرتو كوتو" في "إسبانيا" فكان نصيبنا المركز الأول، وكذلك بطولة "يورو ماث" في "ألمانيا" بالمرتبة الأولى في المستويات المتقدمة، بالإضافة إلى بطولات عربية أقيمت في "الجزائر ومصر والمغرب"، كانت حصتنا حاضرة بالمراتب الأولى، في ظل منافسة بين عدد كبير من المدربين والمتدربين حول العالم من "كندا وألمانيا وهولندا والعراق والسعودية".. كنتُ منذ البداية الممثل الرسمي لسورية في المنظمة الدولية للحساب الذهني في "الصين"».
صناعة الأبطال
أشاد الكثير من أهالي المنطقة ببصمة "المكطف" وتميزها في مجال الحساب الذهني، والأهم أن مراكزها التعليمية بعيدة عن جانب الربح المادي وتركز اهتمامها وعملها على تخريج الأبطال المتميزين في المجال، كما تشير إلى ذلك "صفاء محمّد": «لديّ ثلاثة أطفال في مركزها "بالقامشلي" وخلال فترة قصيرة تطوروا بشكل ملحوظ في الحساب الذهني واللغة الإنكليزية، يتميز المركز برعاية متميزة واهتمام كبير، وله دور أساسي في تحفيز وتشجيع المتدربين، كما كان لها مبادرات لتجاوز تأثيرات الحرب على الأطفال عبر دمجهم في أجواء أكثر فائدة ومرحاً، وهي تقدم من خلال مراكزها الخدمات الترفيهية والتعليمية المجانية للأطفال».
مزهرية الإبداع
في مجال الشعر لها بصمةٌ وحضورٌ ثقافي مميز في كل المحافل الثقافية، إذ تكتب الشعر منذ الصغر وشاركت في العديد من الأمسيات، وهي من اللواتي يُشارُ إليهنّ بالبنان في التجربة الشعرية النسوية في المدينة، وقد حصلت على جائزة آذار للأدباء الشباب من اتحاد الكتاب العرب، لها ديوان شعري بعنوان "على شفا عشق" وتطمحُ للمزيد من الإنجازات على كافة المستويات.
"فائزة القادري" مديرة مركز ثقافي تقول: «"روضة" شاعرة ذكيّة، عذبة، لمّاحة، قارئة، كاتبة تمتاز بحضور منبريّ، شاعريّ وضّاح ومشرق، تأخذ بألباب المستمع إليها، فنعومة الصّوت وتعابيره مدهشة، عرفتها منذ بضع سنوات شاعرة جميلة ينبع الشّعر فطريّاً كأنه من نسيج دمها، لها ابتسامة الواثق، المطمئن، الأليف، المحبّ، لأخلاقها سموّ نلمسه لمس الرّوح، امرأة تقوم بأعمال جسيمة.. لن تخبو همّتها وهي تحمل هذه الرّوح الوثّابة، نقشت اسمها في القلوب وعلى أعلام بلاد كثيرة بإنجازاتها في الحساب الذّهني واللغوي، أتنبأ لها بمستقبل رائع، ثقافي وشعريّ وعلميّ، نجمة الجزيرة و"القامشلي" المتألّقة وستكون الّتي تروّض المستحيل والظروف القاهرة، يقف خلفها المحبون وقلوبنا الّتي تتمنى لها ما تستحقه من نجاح ومكانة».
"روضة المكطف" من مواليد "القامشلي" 1993، وقد أجرت "مُدوّنة وطن" اللقاء معها بتاريخ 12 كانون الثاني 2023.