التزم المطرب الشعبي "روميو ليون" بنمط الغناء الجبلي والشعبي نتيجة لتأثره بطبيعة البيئة المحيطة التي ترعرع فيها، منطلقاً من إمكاناته الصوتية التي دعمها بتعلُّم أصول الموسيقا والغناء في سن مبكرةٍ، ليحقق بصمةً خاصَّة به رغم غياب الدعم الإعلامي.

البدايات

حقق "ليون" جماهيرية واسعة في منطقة "وادي النضارة" خاصَّةً، وعلى مستوى مدينة "حمص" عموماً، وحتى خلال جولاته الفنِّية التي قام بها خارج "سورية"، وعن بداياته يقول: «عدت مع عائلتي من مدينة "بيروت" التي ولدت فيها إلى مدينة "حمص" في عام 1975، وأثناء مراحل الدراسة بدت ميولي نحو الموسيقا والغناء تظهر للمحيطين بي من عائلتي وزملائي، وبطبيعة الحال كان التأثّر جلياً بالأنماط الغنائية السائدة ضمن العائلة وخصيصاً الطربية والشعبية أو ما يعرف بالجبلي منها، وعلى رأسها مدرسة الراحل "وديع الصافي"، وقد ساعدت بيئة قريتي "الزويتينة" الواقعة في جبال ريف "حمص" الغربي على تعميق ذلك الأثر بي».

على مدار عشرين عاماً ترافقت فيها معه كقائدٍ لفرقته الموسيقية الخاصة، أستطيع وصفه بالمطرب الملتزم والحريص على تقديم أفضل ما يمكن لجمهوره، معتمداً على ثقافته الموسيقية الأكاديمية وحسن انتقائه لقوالب الغناء المختلفة التي تناسب صوته وخاصة الطربية الشعبية منها، والنجاح الذي حققه على مستوى المنطقة وحتى في حفلاته الخارجية يشهد على ذلك

وعن مرحلة البدايات مع تعلّم أصول الموسيقا والغناء يقول: «كما ذكرت فإنَّ لتشجيع العائلة الدور الأكبر في دخولي مجال الفن وخصوصاً من الفنان "زياد سلوم" شقيق والدتي، وهو من المطربين المحليين المعروفين والذي وجَّهني نحو دراسة أصول الموسيقا و"الصولفيج"، وتمَّ ذلك الأمر في سنِّ الرابعة عشرة من خلال انتسابي للنادي الموسيقي الأكثر شهرةً، وعراقةً، ألا وهو نادي "دوحة الميماس" الذي كان وما زال ليومنا هذا ملتزماً بتقديم الموسيقا والغناء الشرقيين، وكان لي شرف التتلمذ حينها على يدي الفنان الراحل "برهان صباغ" عازف الفرقة ومطربها الأول، وما زلت أذكر ظهوري الأول على خشبة مسرح "قصر الثقافة" خلال المشاركة بأحدِّ المهرجانات الموسيقية ووقوفي أمام الجمهور الحاشد الذي ملأ المسرح حينها، وتأديتي فردياً "صولو" لأغنية "بالفلا جمَّال ساري"، لقد كانت محطَّةً مهمةً أعطتني دفعاً معنوياً عالياً بمسيرتي الفنِّية اللاحقة».

روميو ليون في إحدى حفلاته

احتراف الفن

الفنان الموسيقي عصام حجار

ويضيف "ليون": «كما أسلفت فإنَّ البيئة المحيطة لها الأثر الأهم على ما يؤديه المطرب وهذا ما جرى بالفعل لاحقاً خلال حفلاتي الفنِّية التي بدأت أحييها في قرى منطقة "وادي النضارة" وجوارها، الأمر متعلِّق أيضاً بذائقة الجمهور الحاضر فيها، ومع قدوم المغتربين في فترة فصل الصيف يفرض عليَّ كمطربٍ تقديم ما يناسب ذائقة الحضور وبطبيعة الحال يكون نمط الغناء الطربي الشعبي والجبلي هو السائد في الحفلات الخاصة والعامة التي تقام في عموم المنطقة وحتى خارجها، وعلى مدار أكثر من عشرين عاماً حافظت على تقديم الأغاني الشعبية والتراثية ذات النمط الطربي، في جميع الحفلات التي تواجدت فيها، وعززت ذلك في جولاتي الفنِّية التي قمت بها في دولة "الإمارات العربية المتحدة" سنة 2003 وفي دول "أوروبا" مثل "السويد" و"هنغاريا" أعوام 2003 و2005 على التوالي، كما حرصت على تسجيل اسمي ضمن قائمة أعضاء "نقابة الفنانين" بشكلٍ رسميٍ وكان ذلك سنة 2011 كمطرب محترفٍ بعد 6 سنوات على تسجيلي الأول فيها بصفة مطرب متمرن، وهذا مكنني من المشاركة في العديد من المهرجانات الفنِّية الرسمية كمهرجان "القلعة والوادي" أعوام 2010- 2012- 2020».

أغانٍ خاصّة

وعن دور الإعلام في دعم مسيرة الفنانين عموماً، ومسيرة "روميو ليون" بشكلٍ خاص يضيف بقوله: «مثل الكثيرين من أبناء جيلي ومن سبقنا، فإنَّ انتشار شهرتنا كمطربين جاءت بفعل ما قدمناه من أداءٍ مباشرٍ مع جمهورنا، وهذا هو التحدِّي الحقيقي لأيِّ مطربٍ حسب رأيي وليس كما يحصل حالياً في ظلِّ ما تقدِّمه وسائل التواصل الاجتماعي من سهولة الانتشار وما نلحظه من أعمالٍ لا ترتقي إلى مستوى الفنِّ الملتزم ساهمت تلك الوسائل بسهولة انتشارها، وبالنسبة لي حاولت خلال العامين الماضيين تقديم أعمالٍ غنائيةٍ متميزة خاصَّة بي، وبعد نحو أكثر من 25 عاماً على انطلاق مسيرتي كانت حصيلتها أربع أغنياتٍ تعاونت فيها مع الفنان الملحن والموزع "مراد الأشقر" المقيم في "الأرجنتين"، أولها كانت سنة 2020 وحملت عنوان "بغار من حالي" وقد وضع كلماتها الدكتور المغترب والشاعر "إياد قحوش" وأشرف على تسجيلها في استديو زنوبيا الفنان "فايز الشامي" والمخرج "طلحت مهرات"، وبعد عامٍ ظهر عملي الخاص الثاني بعنوان "حكم الهوى" وتلاه الثالث وعنوانه "فوق دللي"، وأمَّا الأغنية الرابعة فكان عنوانها "قولوا مبروك" في سنة 2022».

المطرب ابراهيم بيطار

نجاح وشعبيّة

البيئة الخلابة التي ترعرع فيها "روميو ليون" زادت من جمالية خامة الصوت التي يمتلكها. وحسب ما يقول الموسيقي "عصام حجار" عازف آلة "الأورغ" بحديثه مع "مدونة وطن eSyria": «على مدار عشرين عاماً ترافقت فيها معه كقائدٍ لفرقته الموسيقية الخاصة، أستطيع وصفه بالمطرب الملتزم والحريص على تقديم أفضل ما يمكن لجمهوره، معتمداً على ثقافته الموسيقية الأكاديمية وحسن انتقائه لقوالب الغناء المختلفة التي تناسب صوته وخاصة الطربية الشعبية منها، والنجاح الذي حققه على مستوى المنطقة وحتى في حفلاته الخارجية يشهد على ذلك».

المطرب "إبراهيم بيطار" يرى فيه صوتاً قادراً، ومطرباً متمكِّناً من طبقات صوته، وهذا ما مكَّنه من تأدية مختلف الأنماط الغنائية معززاً إياه بدراسة الموسيقا والغناء على أصولهما، وطبعاً بيئة المكان لها انعكاس كبير على ما قدَّمه خلال مسيرته الفنِّية الطويلة جعلته من المطربين المتميزين بأداء اللون الغنائي الجبلي، وعزز مكانته برقي أدائه على المسرح أمام جمهوره المتابع له، إلا أنَّه لم يأخذ فرصته كما غيره من المطربين الجيدين الذين ظُلِموا من جهة تسليط الضوء عليهم كما يستحقون إعلامياً، ولكنه استطاع بمجهوده ومثابرته، إلى جانب ما ذكرته من وضع اسمه كأحد أهم المطربين على مستوى منطقة "وادي النضارة" ومدينة "حمص"، مرتكزاً بذلك على الجماهيرية الشعبية التي حققها طوال سنوات طويلة مضت».

ننوه أخيراً إلى أنَّ "روميو ليون" من مواليد عام 1971 متزوج ولديه ولدان.