لم يكن مشروع صناعة الحلويات المنزلية الذي أسسته "جيني عبد الأحد"، كغيره من المشاريع الصغيرة، فقد استطاعت أن تقدم من خلاله أصنافاً فريدةً من نوعها وغير متوفرة بالأسواق المحلية في محاولة منها لتحقيق مردود مادي يدعم العائلة.

الانطلاق بالتجربة

عن انطلاقة مشروعها تتحدث "جيني عبد الأحد" بالقول: «أسست مشروعي الخاص عام 2014 وبدأت في ذلك الوقت كتجربة من خلال المشاركة بالبازارات الموسمية في الكنائس، التي ترافق مناسبات معينة مثل عيدي الفصح والميلاد، ثم شاركت عام 2017 في بازار "نادي الشرق" مع منظمته "نانسي العجلاني"، ثم تعرفت إلى "رنا الطباع" منظمة بازار "ألوان سورية"، ومن خلال المشاركة الدائمة في البازارات بشكل دوري عرفني الزبائن واستمر المشروع منذ عام 2017 وحتى اليوم».

تعرفت إلى "عبد الأحد" منذ أربعة سنوات من خلال أحد البازارات، وبدأت بطلبات خاصة من الحلويات التي تتميز بطعم خاص لا مثيل له مثل (الجوزة المحشوة بالشوكولا، الكوكيز للمناسبات المتنوعة وبأشكال عديدة وملونة، البريوش) ذات النكهة المميزة والعجينة الممتازة الصنع، وتعدُّ أسعارها معقولة مقارنةً بالنوعية المقدمة

دوافع العمل

وعن دوافعها لتأسيس المشروع تقول "عبد الأحد": «كأم وربة أسرة أحب صناعة الحلويات في المنزل، كما شجعني الضيوف الذين كانوا يزوروني ويتذوقون الحلويات على بيعها وتأسيس مشروعي الخاص، حيث وجدت أن الناس تفضل المنتج المنزلي الصنع لأنه أكثر نظافةً وأعلى قيمةً غذائيةً من ناحية المواد المستخدمة، بالإضافة إلى رغبتي بيد مد العون لزوجي الذي فقد عمله بسبب الحرب، ولتحقيق مردود مادي للعائلة، حيث شجعني زوجي ووالدي رحمه الله في مراحل عديدة من الإحباط بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الكهرباء، وعندما حققت الحلوى الرضا لدى الزبائن تشجعت على المتابعة رغم الصعوبات، لأن ما أقدمه من حلويات مثل (الماكرون والجوزة) يعدّ صنفاً جديداً لا يعرفه الكثيرون، وبمساعدة المحيط من حولي وبعض الأشخاص الذين تذوقوا المنتج وأحبوه قدموا لي المساعدة من خلال الدعاية عبر المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي».

حلوى "الجوزة"

وتتابع "عبد الأحد" التي تعمل بالمشروع بشكل كامل بمجهودها الشخصي من مطبخ المنزل بقولها: «تطورت مهارتي بصناعة الحلوى من خلال الممارسة والتجديد والسعي لصناعة نكهات جديدة غير موجودة في السوق، واستطعت التسويق لمنتوجاتي عن طريق صفحة "فيس بوك" التي بلغ عدد متابعيها حوالي 4500 متابع إلى جانب زبائن آخرين يفضلون التواصل بشكل شخصي أو عن طريق البازارات، وأطلقت صفحتي الخاصة على انستغرام مؤخراً، وأصبح لدي طلبات خاصة حيث يأخذ الزبائن قطع الحلوى معهم إلى دول أخرى مثل "دبي، مصر، ألمانيا"، أحلم أن يصبح لدي متجري الخاص وعندها من الممكن أن أستعين بأشخاص للمساعدة، حيث أعتمد معايير التعقيم والنظافة أثناء العمل كارتداء الكمامة، القفازات، والقبعة على الرأس».

رضا الزبائن

من جهتها "لبابة محمد عبود" إحدى الزبائن تقول: «تعرفت إلى "عبد الأحد" منذ أربعة سنوات من خلال أحد البازارات، وبدأت بطلبات خاصة من الحلويات التي تتميز بطعم خاص لا مثيل له مثل (الجوزة المحشوة بالشوكولا، الكوكيز للمناسبات المتنوعة وبأشكال عديدة وملونة، البريوش) ذات النكهة المميزة والعجينة الممتازة الصنع، وتعدُّ أسعارها معقولة مقارنةً بالنوعية المقدمة».

كوكيز لأحد المناسبات

"رنا الطباع" منظمة بازار "ألوان سورية" تقول: «تعرفت إلى "جيني عبد الأحد" عام 2017 وكانت أول مشاركة لها في الشهر الثاني عشر منه، لفتت نظر الزوار إلى الأصناف التي اشتهرت بها مثل "الماكرون، الجوزة" وأصبح لديها زبائن ينتظرون مشاركتها من بازار لآخر، هي صاحبة مشروع تحترم عملها، نشيطة، تعطي وقتها للعمل وتشتغل الأصناف بكل حب، ترافقها الابتسامة دوماً رغم الصعوبات التي تواجهها، استطاعت التوفيق بين مشروعها ودورها في المنزل كأم لأطفال صغار وهي قدوة لغيرها من السيدات في مجتمعنا».

نذكر أن صاحبة مشروع الحلويات المنزلية "جيني عبد الأحد" من مواليد "دمشق" 1983 وجرى اللقاء بتاريخ 7 آب 2022.